الرئيسية / الآراء والمقالات / بسام صالح يكتب : ازدواجية المعايير في الدفاع عن الدين

بسام صالح يكتب : ازدواجية المعايير في الدفاع عن الدين

بسام صالح

ازدواجية المعايير في الدفاع عن الدين

بقلم بسام صالح

لا يختلف العقلاء سواء في الغرب او في الشرق على ان المس بالديانات هو عمل استفزازي يصل لدرجة الحقارة والغباء، ولا يختلف حتى العلمانيين والليبراليين في هذا التقييم، لان حرية القعيدة والايمان وفي كافة المشارب السياسية هي احترام الانسان بكل ما تعنيه هذه الكلمة. 

في اول ايام عيد الاضحى المبارك، قام شخص سويدي متطرف ومن اصول عراقية بعملية احراق نسخة من كتاب الله القران الكريم وعلى مرأى من عدد من المسلمين امام احد جوامع ستكهولم عاصمة السويد، استفزت الجميع واستحقت الادانة من الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذي اعتبر إحراق نسخة من المصحف الشريف بالسويد عنصرية وتوحش مدعوم من الجهات الرسمية لا ينبغي السكوت عنه.

وكذلك وزرات الخارجية في غالبية الدول العربية وربما الاسلامية، اعتبرت هذا العمل جريمة تحريض واستفزاز لاكثر من ملياري مسلم في مختلف قارات العالم وان هذا العمل لا يمت باي صلة بحرية التعبير والراي بل انها عملية تحريض على الكراهية والاقصاء والعنصرية. وحتى الخارجية الامريكية اعتبرت احراق الكتب الدينية امر مؤذ ويظهر عدم الاحترام. بينما الدوما (البرلمان) الروسي قدم استجوابا مطالبا بادانة السويد التي سمحت بحرق المصحف الشريف وتحت انظار الشرطة التي قامت بحماية الفاعل . 

سالني احد الاصدقاء الايطاليين عن وجهة نظري في الموضوع، بعيدا عن الادانة والاستنكار، قلت تخيل لو قمت باحراق الانجيل او التوراة امام احدى كنائس روما او امام المعبد اليهودي في روما فماذا ستكون ردة فعل المنتمين لهذه الديانات؟ اجابني ستقوم الدنيا كلها عليك. قلت نعم نحن في العالمين الاسلامي والعربي نحترم كافة الاديان وهذا جزء من ثقافتنا وايماننا بالديانات السماوية ولذلك لن تجد عبر التاريخ اي عمل مشين يمس هذه الديانات في اي بلد عربي او اسلامي . صحيح ايضا ان ظواهر الاساءة للاسلام والمسلمين انتشرت اكثر في اوروبا منذ استلام اطراف اليمين العنصري للحكم في العديد من دول اوروبا، وهذه الكراهية نابعة من ازدياد عدد المهاجرين الاجانب الذين تحتاجهم اوروبا ولا تريد مساعدتهم للانخراط في مجتمعاتها ولذلك ستتكرر هذه الاعمال في بلدان اخرى، ولا يلام المهاجر الذي ترك بلده بحثا عن حياة افضل او هربا من حروب ونزاعات خلفها الاستعمار بعد ان سرق خيرات وثروات تلك البلدان، والان يرفض منحهم حتى الفتات. 

وحول الموضوع اعجبني اخ و صديق فلسطيني كتب لي رسالة اقتطف بعضا منها يقول:” بلاحظ ان النشطاء العرب والمسلمون غير متوازنيين في حبهم لدينهم وقرآنهم ونبيهم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، فعندما يشتم اي غربي او هندي او فرنسي النبي صلعم تنطلق هاشتاجات الا رسول الله وقاطعوا المنتوجات الفرنسية والهندية ” ويضيف : لكن عندما يتعلق الامر بالكيان المغتصب، مع ان المشهد مصور وموثق وبالصوت والصورة ، عندما قام اليهود في الضفة الفلسطينية وبداخل احد الجوامع بتمزيق صفحات المصحف والقوها تحت الاقدام لتلعقها الكلاب التي دنست مسجد عوريف وشتمو النبي سيدنا محمد امام بوابات المسجد الاقصى قبلتهم الاولى وهذا كله موثق بالصوت والصورة” ويختتم رسالته لم ينطلق اي هشتاج ولم تخرج اي حملة تقول الا رسول الله او الا المصحف الشريف! 

قلت ردا على رسالته، صدقت يبدو ان النشطاء العرب والمسلمون يقلدون الغرب باستعمال المعايير المزدوجة، للاسف فان امة محمد لم تعد تهتم بمقدسات ديننا الحنيف بما فيها القرآن الكريم خاصة اذا احرقه اليهود فالصمت يصبح سيد الموقف. واضيف يا امة محمد القدس مازات تناديكم و المسجد الاقصى يناديكم ونحن ابناء فلسطين المقدسيين مسلمون ومسيحيون سنبقى مرابطون مدافعون عن مقدساتنا وحقوقنا الى يوم الدين.

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

سفير الاعلام العربي في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية

سري القدوة يكتب : حرب الإبادة وانتهاكات الاحتلال بحق الأسرى

حرب الإبادة وانتهاكات الاحتلال بحق الأسرى بقلم  :  سري  القدوة السبت  27 نيسان / أبريل …