الرئيسية / الآراء والمقالات / نادرة هاشم حامدة تكتب : الْمَنْهَجُ العُكَاشِّيُّ فِي التَّنْمِيَةِالْبَشَرِيَّة

نادرة هاشم حامدة تكتب : الْمَنْهَجُ العُكَاشِّيُّ فِي التَّنْمِيَةِالْبَشَرِيَّة

كاتبة واعلامية / فلسطين
كاتبة واعلامية / فلسطين

( … *الْمَنْهَجُ العُكَاشِّيُّ فِي التَّنْمِيَةِالْبَشَرِيَّة …..)

✍️ : *أ. نادرة هاشم حامدة

* كان الصحابي الجليل عكاشة بن محصن، رضي الله عنه وأرضاه، يستمع إلى النبي ﷺ، وهو يحدث عن السبعين ألفا من أمته الذين يدخلون الجنة، بغير حساب ولا عذاب . خاض الصحابة رضوان الله عليهم فيما بينهم بعدها، متسائلين، حائرين، مَنْ يكون هؤلاء؟ وما الصفات التي جعلتهم يحصلون على هذا الإمتياز، لابد لهم أن يعرفوا !!، فإنها الجنان، إنها المنى للمنال، فكيف إذا كانت جنان من غير حساب و لا عذاب . بينما هم على هذا الحال، إذ خرج عليهم النبي ﷺ، وأخبرهم عن هذه الصفات فقال ﷺ : *” هم الذين لا يتطيرون، ولا يسترقون، ولا يكتوون، وعلى ربهم يتوكلون* ” (أخرجه البخاري). أنصت عكاشة إلى هذه الصفات، طحنها جيدا، وبسرعة، إنه لها بإذن الله، فإنما هي صفات التوكل الخالص على الله، واليقين التام بالله، بل وتخيل نفسه عكاشة، وهو بين صفوف الصفوة من المتوكلين، يتقدم الجنان، دون سابقة حساب ولا عذاب، فهو لا يقبل لطموحه الْعُكاشِيّ أقل من أن يكون معهم. اشتعلت هذه المشاعر في نفس عكاشة، كما تشتعل النار في الهشيم، فقام مسرعا إلى النبي ﷺ، لن يَدَعَ هذا الخبر يفوته دون استثمار، فقال له : يا رسول الله ادْعُ لي، أن أكون معهم، فقال له ﷺ ” *أنت منهم*”، لقد نالها عكاشة ورب الكعبة كما أراد، في خطاب نبوي موجه إليه، ولم ينكر عليه النبي ﷺ هذا الطموح، وإن كان وَحَيّا من السماء في الرد أو القبول. ثم قام رجل من بعده يكرر الطلب، فجاء الرد النبوي يقول : ( *سبقك بها عكاشة*) ليقر بذلك النبى ﷺ منهج عكاشة، هذا المنهج التنموي البشري، الذي يضرب جذوره في ماهية النفس البشرية، ليحلق بها نحو الجنان، حاملا في طياته الأسباب العكاشية للسبق المبين. إنها العزم و الإرادة، إنها التطلع نحو آفاق النجاة، إنها العزيمة والإصرار، إنها الفطنة والذكاء، إنها السرعة في تحديد الهدف، مع فقه الاستيعاب، إنها الثقة بالنفس، وتوكيد الذات . إنها اقتناص الفرص، ومعرفة القدرات، إنها المفازة والفلاح بأثمن الأشياء، إنها وضوح الرؤية، ومعرفة الغاية من هذه الحياة، حيث آخرة، يكون فيها حسن المآل . فإذا أردت السبق والتميز نحو الجنان، فكن عُكَاشِيَّ الشعور والإحساس، لا تفوتنك الفرص أن تغتنمها على الدوام، فإن كان الدعاء الْمُحَمَّدِيُّ، والاستثمار العُكَاشِيُّ الآن غير متاح، فالعروض الإلهية الموسمية، لا تنفك عنك أن تتاح، رمضان وليلة القدر ؛ و العشر من ذي الحجة؛ وفيه يوم عرفات؛ وما أدراك ما يوم عرفات، ثم بعدها الْمُحَرَّم، كلها لك فرص اغتنام . ولا تنسى أن كل ليلة في السَّحَرِ لك فرصة تتاح، حيث لقاؤك الخاص جدا، في خلوة مع الرحمن، إذ ينزل إلى السماء الدنيا نزولا يليق بجلال وجهه، وعظيم سلطانه، يريد أن يسمع منك نجواك . فلا تُضَيِّع الفرص، وَكُنْ عُكَاشِي الاقتناص، دَعْ هواك في الجنان، وَاجْعَلْ غرامك في الفردوس الأعلى، تحت عرش الرحمن. *☆N♡H♡H☆*.

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

عبد الرحيم جاموس
عضو المجلس الوطني الفلسطيني
رئيس اللجنة الشعبية في الرياض

د عبد الرحيم جاموس يكتب : تأمُلات…!

تأمُلات…! باتت المدينةُ تحتَ حكمِ ثلاثِ قِديسات .. هّنَّ: القديسةُ اضطِهاد… القديسةُ تَزَّمت… القديسةًاشمِئزاز.. (يشعرُ …