الرئيسية / الآراء والمقالات / مروان مشتهي يكتب : الاستعداد الداخلي

مروان مشتهي يكتب : الاستعداد الداخلي

مروان محمد مشتهى

الاستعداد الداخلي

د.مروان مشتهى

الاستعداد للحرب هو الذي يمنعها، ويعتبر كسبك لها بعدم خوض غمارها منذ الأساس، فعندما تضع الحرب أوزارها ستكتشف حتماً تلك الحقيقة المرة أن جميع من خاض تلك المعركة خاسراً؛ لذلك احتضن أخطاءك وتعلم منها الدروس، وكن لنفسك بمثابة المحب الأول والملاذ الآمن، ولا تجلد نفسك على ما فاتك في إحدى محطات حياتك، فلقد أصبحت تلك التجارب جزءاً من الماضى، وما زال أمامك متسعاً من الوقت لترميم نفسك ومازال المستقبل ينتظرك فلا تفسده بنفس طريقة التفكير السابقة، فلا تقسوا على نفسك؛ فتكون أنت والزمان وأعباء الحياة عليها؛ فلن يجدي نفعاً البكاء على الاطلال، ولن يعيد العويل اللبن المسكوب وبالتالي لن تعود الحياة للجسد إذا فارقته.

قدر شخصيتك فأنت لم تخلق لإبهار من حولك أو كسب رضاهم؛ فإرضاء الناس غاية لا تدرك، ولن تستطيع لجم الناس بالحديث عنك سلباً وإيجاباً مهما بلغت من قوة الحضور والتأثير، فكلٌ منهم يراك بعين طبعه، ولكن تكفيك ثقتك بالله أولاً من خلال قناعتك الراسخة أن جميع حياتك ومآلاتك بيديه، وثقتك بنفسك وقدراتك ثانياً باعتبارهما الوقود والمحفز الأول الذي يدفعك نحو التقدم والنجاح الذي يشكل رضاك عن نفسك وانجازاتك ونجاحاتك؛ وتقبل كذلك لحظات ضعفك وانكسارك؛ فمن الطبيعى مرورك بتلك اللحظات ولكن من غير الطبيعى استمرارك المكوث فيها طويلاً.

لا تبتعد كثيراً فتُنسى ولا تقترب فيستهان بك، ولا ترغم نفسك على أحد، فأنت ميزان نفسك واستفت قلبك في كل خطواتك ولو أفتوك الناس، فأنت الشخص الوحيد الذي يخلق القيمة لنفسه، فلا تمكث في مكان لا تحبه، ولا تجالس أشخاصاً لا تحبك، ولا تكن ضيفاً ثقيلاً على أحد.

فالتغيير يبدأ من داخلك من خلال تراكم الخطوات الصغيره المتواصله وليست القفزات العملاقه؛ لذلك لا يُمكنك أن تنير العالم، ما لم تكن نوراً لنفسك، ولن تعنيك الأضواء الصاخبة من حولك إذا كنت مُعتماً من الدّاخل، وعندما تشعر أنك على وشك الاستسلام، تذكر أولئك الذين يتمنون سقوطك ورؤيتك فاشلاً.

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

عبد الرحيم جاموس 
عضو المجلس الوطني الفلسطيني

د عبد الرحيم جاموس يكتب : لاتبيعُوهُ مواقفَ من بعيد ..!

لاتبيعُوهُ مواقفَ من بعيد ..! نص بقلم د. عبدالرحيم جاموس  لا تبيعوهُ مواقفَ من بِعيد …