الرئيسية / الآراء والمقالات / احسن بدرة يكتب : نكبة فلسطين 75عاماً

احسن بدرة يكتب : نكبة فلسطين 75عاماً

ناشط سياسي واجتماعي وتربوي
ناشط سياسي واجتماعي وتربوي

《نكبة فلسطين 75عاماً 》

بقلم// إحسان بدره

مرت السنين والايام وتوالت الأحداث ووصل بنا الحال إلى 75عاما من عمر القضية الفلسطينية والتي عرفت بالنكبة الفلسطينية والقومية العربية الإسلامية المسيحية والانسانية والتي رسمت معالمها في 14/15/05/1948 

أنهت بريطانيا انتدابها على فلسطين مع التزامن اعلان قيام كيان الاغتصاب الصهيوني على أكثر من 78% من مساحة فلسطين التاريخية والتي نتج عن ذلك الوضع تشريد وتهجير قسري لأكثر من ثلثي شعب فلسطين عبر أكبر عملية تطهير عرقي قامت به عصابات الكيان الصهيوني المسلحة والمدعومة من قوات الاحتلال البريطاني. وهنا نتجت قضية اللاجئين الذي سكنوا في المخيمات التي تعتبر شاهدة على جريمة بحق الانسانية الى غاية الآن .

و قد مثلت النكبة زلزالاً مركزيا لا زالت هزاته الإرتدادية تعصف بالمنطقة، فلسطين مركز الزلزال المدمر الذي لم يهدأ، ولن يهدأ، ولن تهدأ المنطقة معه، إلى أن تنتهي وتزول كافة آثار هذا الزلزال المدمر الذي ضرب فلسطين في الخامس عشر من أيار للعام 1948م، فهل يدرك العرب ومعهم العالم أجمع هذه الحقيقة، أن النكبة الفلسطينية هي أم النكبات العربية التي ابتلى بها العالم العربي الى اليوم ، فهي نكبة تتناسخ نكبات ونكبات.

وإن استمرار أثار النكبة الفلسطينية يثبت وهم الأمن والإستقرار والسلام في المنطقة و تبديد الشعب الفلسطيني وتذويبه، وتبديد الوطن الفلسطيني وتزويره، بفعل القوة الصهيوامريكية، وَهمٌ وفريةٌ وكذبةٌ كبرى تضافُ إلى سجل الأساطير والأكاذيب الإستعمارية الصهيونية الكولنيالية الإستيطانية، التي تسعى جاهدة لتمريرها وتثبيتها بشتى وسائل العنف والقتل والبطش والإرهاب والتزوير.

ورغم كل هذه الأكاذيب والمحاولات من شطب التاريخ تظل فلسطين هي الوطن تبقى فلسطين الشعب والهوية حقيقتان ماثلتان للعيان والشعب الفلسطيني لن يسكت ولن يستكين ولم يستسلم لكل عوامل القوة الغاشمة في محو هذه الحقيقة التاريخية السياسية الاجتماعية والقانونية التي استطاع الشعب الفلسطيني بنضاله وكفاحه وصموده الاسطوري من تسطيرها وتجسيدها في المواجهة التاريخية مع الصهيو أمريكية والاستعمار .

فالشعب الفلسطيني هو مثل باقي شعوب المعمورة وهو ليس بالزائد عن حاجة الكرة الأرضية بل هو بكل جدارة حقيقة سياسية وتاريخية وقانونية وانسانية موجودة ولها حقوقها المشروعة في الحرية والاستقلال وتقرير المصير واقامة دولته المستقلة بعاصمتها القدس شأنه شأن شعوب العالم.

وهذا ما يثبت واقعيا أن كيان الاحتلال الصهيوني لفلسطين ليس إلا مؤامرة دولية وحقيقة احتلالية استيطانية عنصرية فاشية هي حتما بكل الأحوال والظروف آيلة للسقوط ومن ثم إلى الزوال.

لأن إسرائيل تعتبر آخر بقايا و مخلفات الإستعمار القديم، الذي يتعارض مع روح العصر، ومع روح التغيير، التي إجتاحت العالم، ومع روح النظام والقانون الدولي الذي لا بُدَ ان يحكمَ العالم، ويفرض سلطانه على أشخاصه من الدول والمنظمات الدولية ، لن يفلت الكيان الصهيوني من هذه المواجهة الحتمية مهما تأخرت مع القانون والشرعية الدولية و المواجهة مستمرة مع شعب فلسطين الذي يزداد يوماً بعد يوم قوة وتصميماً على انتزاع، واسترداد، كامل حقوقه غير منقوصة في وطنه.

وستبقى النكبة الفلسطينية حيه في قلوب وعقول أبناء شعب فلسطين، وفي عقول وقلوب جميع الأحرار في العالم، الذين يرفضون الظلم، ويعارضون الإستعمار والاحتلال والتمييز العنصري تلك صفات كيان الاغتصاب الصهيوني.

ولن يغرورنا تمادي المشروع الصهيوني ادفي التوسع والضم فهذا لن يضعف من عزيمتنا الفلسطينية بل على العكس يدفعها بقوة إلى رفض أنصاف الحلول ويثبت الاصرار على البحث عن حل نهائي ينهي الوجود الاستيطاني الصهيوني العنصري .

وستبقى فلسطين مركز الصراع وزلزال السياسة وبركان النضال والكفاح والمقاومة بكافة أنواعها وأساليبها حسب المعطيات الواقعية لمحو آثار النكبة الفلسطينية حتى يتحقق النصر بالتحرير والاستقلال واقامة الدولة الفلسطينية على التراب الفلسطيني.

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

عبد الرحيم جاموس 
عضو المجلس الوطني الفلسطيني

د عبد الرحيم جاموس يكتب : لاتبيعُوهُ مواقفَ من بعيد ..!

لاتبيعُوهُ مواقفَ من بعيد ..! نص بقلم د. عبدالرحيم جاموس  لا تبيعوهُ مواقفَ من بِعيد …