الرئيسية / الآراء والمقالات / عمر حلمي الغول يكتب : دلالات عمليتا الحمرا وتل ابيب

عمر حلمي الغول يكتب : دلالات عمليتا الحمرا وتل ابيب

عمر حلمي الغول

دلالات عمليتا الحمرا وتل ابيب

عمر حلمي الغول

لا يمكن الانتقاص من قيمة وأهمية اشكال النضال المختلفة في الصراع مع العدو الصهيوني، شرط ان تخضع لقيادة واحدة، وتعمل بالتنسيق والتكامل فيما بين اشكال النضال المخلفة وفق برنامج الاجماع الوطني، وارتباطا بالاهداف الاستراتيجية والتكتيكية التي تحددها منظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي والوحيد. وفي السياق يتم التمييز بين أي عملية فدائية، او نشاط لمواجهة التصعيد الاجرامي للجيش وأجهزة الامن الإسرائيلية بهدف رؤية الجوانب الأكثر إيجابية ومردودا بالمقاييس النسبية بين العمليات والأنشطة المختلفة، والتي تخدم المصالح والاهداف الوطنية على الصعد الذاتية والموضوعية، او التي شابتها النواقص والاخطاء والانعكاسات السلبية المؤثرة الناجمة عنها، لاستخلاص الدروس منها.

واذا دققنا في دلالات العمليتين الفدائيتين في الاغوار الوسطى وتل ابيب اول امس الجمعة الموافق 7/4 الحالي، نلاحظ انها أولا اكدتا ان العنف الاجرامي الإسرائيلي ضد أبناء الشعب العربي الفلسطيني عموما والقدس خصوصا لا يحقق الامن للاسرائيليين، بل العكس صحيح يعزز روح المقاومة في أوساط الشعب للدفاع عن النفس؛ ثانيا الاقتحامات المتتالية للمسجد الأقصى في الشهر الفضيل، والاعتداءات الوحشية على المعتكفين في المصلى القبلي تؤجج ردود الفعل الوطنية والقومية والإنسانية ضد دولة الابرتهايد الإسرائيلية؛ ثالثا قيمة واهمية العمليتين من حيث اختيار الزمان والمكان كانت ناجحة بامتياز؛ ثانيا تمكن الفدائي الأول في مفرق الحمرا من مغادرة موقع العملية دون عناء، في حين تم استشهاد منفذ العملية على شاطئ تل ابيب. لكن كلاهما تمكن من اختراق كل المحاذير الأمنية الإسرائيلية. رغم الاستنفار الكامل للجيش والأجهزة الأمنية المختلفة؛ رابعا ضاعفت من الارباك والتشتت داخل أروقة المؤسسة الأمنية، وزادت من التخبط والفوضى في أوساط المستويين السياسي والأمني الإسرائيلي، وردا على العملية الثانية في تل ابيب، التي تتوافق مع الذكرى السنوية الأولى لعملية الشهيد البطل رعد خازم في شارع ديزنكوف دعا نتنياهو امس لاستدعاء ضباط وجنود الاحتياط من حرس الحدود؛ خامسا عمقت التناقضات بين الموالاة والمعارضة الإسرائيلية؛ سادسا كشفت عن ضعف وهشاشة الكابينت المصغر الإسرائيلي، وكشفت عن إفلاس وفقر حال غالبية مكوناته، وخاصة الوزراء الذين لا يفقهوا شيئا في العلم العسكري، ولا يعرفوا من حيث المبدأ سوى ترديد الشعارات والمواقف الإرهابية أمثال سموتيريش وبن غفير وغيرهم، الذين رددوا خلال حملاتهم الانتخابية ومع توليهم مهامهم داخل جكومة نتنياهو السادسة، انهم سيعيدوا الردع والامن للاسرائيليين، واعلنوا عن خياراتهم العنصرية والتطهيرية امام الشعب الفلسطيني: لا دولة فلسطينية بين النهر والبحر؛ ولا حقوق في المنطقة المصنفة C، ومن لم يعجبه ذلك عليه الترانسفير، او سنقوم نحن بطردكم او قتلكم. فجاءت العمليات المختلفة خلال ال100 يوم الأولى لحكومتهم لتثبت للمرة الالف اخفاقهم مرة تلو الأخرى في تحقيق أي من اهدافهم وجرائمهم الفاشية؛ سادسا أكدت العملية مجددا لا سلام ولا أمن لإسرائيل طالما لم يحصل الشعب العربي الفلسطيني على حقوقه السياسية والقانونية كاملة غير منقوصة، وإقامة دولته المستقلة وذات السيادة وعاصمتها القدس الشرقية، وضمان عودة اللاجئين الفلسطينيين لديارهم التي طردوا منها، والمساواة الكاملة لابناء الشعب في الجليل والمثلث والنقب والمدن المختلطة.

وعلى صعيد آخر، اكدت العمليتان ان ما حققتاه من نتائج وحصاد بطولي، اهم الف مرة من ال80 قذيفة المسماة (صواريخ)، لانها لم تجرح أي إسرائيلي، ومن جرح كانوا من الفلسطينيين في ال48، ودلالاتها السياسية والأمنية أكثر مردودا وإيجابية على كفاح الشعب العربي الفلسطيني، وعززت روايته وأهدافه، وأكدت للولايات المتحدة وحلفائها من الغرب الرأسمالي واضاربهم من اهل النظام العربي الرسمي، ان الاندفاع لترجمة صفقة القرن وخاصة التطبيع المجاني الاستسلامي بين الدول العربية والدولة الاستعمارية الإسرائيلية لم يفت في عضد المقاومة الفلسطينية، ولم يخدم الأمن الإسرائيلي ولا الامن الإقليمي، لا بل زادت من وحشية وفاشية دولة الإرهاب الإسرائيلي المنظم، وأفقدت الفلسطينيين الامل بوجود سلام، لانه لا يوجد شريك إسرائيلي، مما حفزهم للدفاع عن الذات الوطن والشعب، وحماية مصالحهم واهدافهم الوطنية بما ملكت أيديهم.

بالنتيجة لم تحمل عملية اطلاق ما يسمى صواريخ من القليلة ورأس العين في الجنوب اللبناني، وقبلها من قطاع غزة أي نتائج، لا بل أعطت حكومة الترويكا الفاشية فرصة اكبر لحرف بوصلة الصراع من الداخل الإسرائيلي الى الخارج، وتوحيد الشارع الإسرائيلي خلفها، وأيضا حرف الصراع عن مساره السياسي القانوني الى صراع ديني، وتخفيف الضغط الدولي عن الدولة اللقيطة الإسرائيلية نسبيا.

إذاً ليفكر الجميع بشكل مسؤول وواقعي في مردود اية عملية ضد العدو الصهيوني، والابتعاد عن الاجندات والحسابات الفئوية لهذه الحركة او ذلك الحزب، والتركيز على معركة المسجد الأقصى والقدس عموما، والتصدي لاقتحامات المستعربين والجيش للمخيمات والمدن والقرى الفلسطينية في عموم الضفة، وتأمين الحماية الدولية للشعب الفلسطيني حتى بلوغ الأهداف الوطنية كاملة.

oalghoul@gmail.com

a.a.alrhman@gmail.com

[13/4 2:21 a. m.] Omar Algool: نبض الحياة

عيد القيامة والخلاص

عمر حلمي الغول

بعد احد الشعانين والجمعة الحزينة وسبت النور يهل علينا عيد قيامة السيد المسيح عليه السلام في السادس عشر من ابريل الحالي (2023)، وصعوده الى السماء عند الخالق العظيم بعد ان صلبه اليهود، الرافضون نبوته ورسالته كرسول من عند الله، وكمجدد لتعاليم الدين والايمان بالله الواحد الاحد، الذي لا شريك له، وأذاقوه صنوف التعذيب الوحشية، وهو غارق في دمائه النازفة، وارغموه على السير وهو يحمل الصليب في درب الالام، وبعد ثلاثة أيام من موته قام المسيح عليه السلام، وصعد الى السماء بمشيئة الرحمن، وكان ذلك إيذانا بالخلاص من بطش وهمجية أعداء الله جل جلاله وحكمته وارادته وقدرته، وقهرهم وتجلى سيد السلام والمحبة والتسامح عيسى بن مريم عليه السلام في ميلاده، وفي تعميم ونشر رسالتة في ارجاء الدنيا.

قام رسول السلام وانتصر على أعداء الحياة، قتلة الأنبياء والرسل، وصناع الفتن والحروب والدمار، وانتصرت دعوته وديانته، وسادت الأرض، ومازالت تشع نورا في ارجاء المعمورة بين بني الانسان، رغم مجيء رسالة الإسلام، التي حملها الرسول العربي الكريم، محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، التي عمدت الديانتين المسيحية واليهودية الصحيحة، التي بشر بها الرسول موسى عليه السلام، وليست الديانة التي زورها وشوهها تجار الدين والدنيا من مغتصبي الديانة اليهودية الفسقة، وقلبوا جوهرها، وحرفوها، كما زوروا ويزورا الان التاريخ والموروث الحضاري للشعب العربي الفلسطيني، ويسعون بمعاول فاشيتهم لنهب وطنهم الام من النهر الى البحر، ولكنهم كما باؤوا بالفشل والهزيمة امام السيد المسيح عليه السلام، سيفشلون الان امام شعب الفدائي الاول، ومآلهم الرحيل والاضمحلال.

وتميزت الديانتان المسيحية والإسلامية بانفتاحهما على بني الانسان، ولم تقتصر على الاسباط الاثني عشر واتباعهما، وحاكت الانسان في كل مكان بغض النظر عن هويتة ومكانه وعمره وجنسه ولونه، وحملتا رسالة الخالق جل وعلى بوحدانيته، والايمان به وبكتبه ورسله، ونقلتا البشرية خطوات للامام في تنظيم شؤون المجتمعات البشرية، في حين عانت الديانة اليهودية واتباعها من التآكل والصراع بين طوائفها ومذاهبها وانبياءها الذين بلغ عددهم قرابة ال25 الف، ومازالت حتى يوم الدنيا الراهن تنخرها الصراعات بين قبائلها الثلاث عشرة مع تبني الخزر اللاساميون تعاليمها.

ومع حلول العيد الكبير للمسيحيين هذا العام شهدت فلسطين مهد المسيح عليه السلام، وقبلة المسلمين الأولى، والتي اسرى وعرج عليها الرسول العربي الكريم محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم صعودا لاكثر الحكومات الإسرائيلية فاشية وهمجية وتغولا في جرائم حربها ضد أبناء الشعب العربي الفلسطيني من المسيحيين والمسلمين، وتمارس البطش ضدهم، وضد طقوسهم ومعابدهم الدينية، وتحول دون السماح لهم بالاحتفاء باعيادهم، كما تفعل الان مع اتباع الديانة المسيحية وحرمانهم من إقامة شعائرهم الدينية وخاصة منعهم من الاحتفال بسبت النور، الذي تجلت فيه قيامة عيسى بن مريم. كما تقوم في ذات الوقت بالاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى المبارك، ثالث الحرمين الشريفين، وتعمل من خلال انتهاكاتها الاجرامية على فرض التقسيم الزماني والمكاني فيه، كمقدمة لتدميره، وإقامة الهيكل المزعوم مكانه، والاعتداء على المعتكفين من اتباع الديانة الإسلامية في شهر رمضان المبارك بحجج وذرائع واهية لا أساس لها من الصحة، كإدعاء ادخال المصلين المرابطين “أسلحة وادوات حادة” لمواصلة فرض اجندتها اللاهوتية واساطيرها المزورة، ضاربة عرض الحائط بكل الاتفاقات المبرمة، وبهدف نسف الاستاتيكو التاريخي.

ومع ذلك، فإن شيطنة الصهيونية الدينية للمواثيق الوضعية، والتعاليم الدينية السمحة بين اتباع الديانات السماوية الثلاث، ومحاولاتها صلب الشعب العربي الفلسطيني من اتباع الديانتين المسيحية والإسلامية بهدف قتل أبنائه ونفيهم، واغتصاب وطنهم الام لتحقيق مآربها العنصرية والتطهيرية العرقية، وإقامة دولة إسرائيل الكبرى على كل ارض فلسطين التاريخية ومعها الأردن الشقيق وصولا لتوسيعها من النيل الى الفرات وفقا لمخططها الاستعماري الناظم لدورها الوظيفي، الذي يتنافى مع ما تقدم، لن يفت في عضد الفلسطينيين العرب، وسيكون درب الالام الصعب الذي يسيرون به مقدمة لقيامة الدولة الفلسطينية المستقلة وذات السيادة وعاصمتها القدس، وعودة اللاجئون لديارهم التي طردوا منها، وبالمقابل هلاك وتشتت الدولة المارقة والخارجة على القانون.

وكل عام واتباع الديانة المسيحية بمختلف طوائفهم ومذاهبهم في فلسطين والعالم العربي والعالم اجمع بخير، والمجد لله في الاعالي وعلى الأرض السلام وبين الناس المسرة.

oalghoul@gmail.com

a.a.alrhman@gmail.com

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

عبد الناصر شيخ العيد

عبدالناصر شيخ العيد يكتب : الفينو الأمريكى طعنه فى وجه الديمقراطية

الفينو الأمريكى طعنه فى وجه الديمقراطية بقلم عبدالناصر شيخ العيد لقد أصبح حق الفينو قمه …