الرئيسية / الآراء والمقالات / نادرة هاشم حامدة تكتب : عيد الفصح اليهودي

نادرة هاشم حامدة تكتب : عيد الفصح اليهودي

نادرة هاشم حامدة

عيد الفصح اليهودي

استغراق في غضب الله

بقلم : أ.نادرة هاشم حامدة

تتعين في الأعياد الدينية معان عقدية عميقة، تترسخ في مفهوم أصحابها، بحيث يتحقق بحضور هذه المعاني إيمانٌ يتجدد فيهم، كلما تعود، فماذا عن عيد الفصح اليهودي وسط هذه المفاهيم؟ لمعرفة حقيقة المعاني التي يحملها هذا العيد (عيد الفصح اليهودي) في تاريخ الأمم، وما آلت إليه هذه المعاني في وقتنا الحاضر ، سنسلط الضوء على معنى لفظة (الفصح ) كما جاءت في توراتهم، فقد جاء في سفر الخروج، أن المقصود بالفصح هو (العبور)، و جاء فيه أن هناك فِصْحَانِ ،( *فصح الرب، وفصح الشعب) ، أما (فصح الرب)*، فهو الفصح الأقدم، وهو يشير إلى عبور الرب، الذي تجسد و عبر وضرب بيوت المصريين من أجل إنقاذ بني اسرائيل، *”سبحانه وتعالى عما يقولون علوا كبيرا”*، وأما ( *فِصْحُ الشعب*)، فهو عبور بني اسرائيل من مصر إلى فلسطين، هذا العبور الذي يعتبرونه عبورا من عبودية فرعون إلى الحرية، وقد ارتكبوا في عبورهم هذا، إلى الأرض المقدسة (فلسطين) أعتى صور الظلم والكفر والفسوق، والتي كشفت عن عبودية خاصة في ماهيتهم، ألا وهي عبودية الجهالة و المادية، والتي لا اعتبار لغيرها عندهم، فها هو كليم الله موسى عليه السلام كان بين أظهرهم، كما أنهم، ها هم قد عاينوا آيات الله على يد موسى عليه السلام، في مصر قبل العبور، وقد كان حَرِيٌّ بهم أن يؤمنوا بالله إيمانا ثابتا، و يستقيموا ولا ينحرفوا أبدا، كآية العصا واليد والضفدع والدم والقمل والجراد والطوفان، إلا أن هذا لم ينفعهم شيئا، وأصبحوا عن الحق في عتو ونفور، إذ لم تكن قد جفت أجسادهم من ماء البحر الذي انشق لهم، لينجوا هم، ويغرق فرعون ومن معه ، في آية من أعظم الآيات التي عاشوها بإدراكهم التام ، سمعا وبصرا وخوفا، إلا أن المفاجأة كانت صادمة، فقد طلبوا من موسى عليه السلام، أن يجعل لهم آلهة دون الله ، كما للقوم الذين مروا عليهم آلهة، بدلاً من أن يشكروا الرب ويحمدوه.، وحين ذهب موسى عليه السلام لميقات ربه، عبدوا من بعده العجل الذي صنعه لهم السامري، ثم الأعتى ظلما لأنفسهم، حين اشترطوا أنهم لن يؤمنوا بموسى عليه السلام ، حتى يروا الله جهرة، حقيقة ينتابك الحزن الشديد على سيدنا موسى عليه السلام، وانت تستعرض هذا، لتعرف كيف تجرع عليه السلام الصبر حسرات في دعوتهم الى الله، ثم حين أُمِرُوا أن يدخلوا الأرض المقدسة، (فلسطين)، رفضوا أن يدخلوها، وقالوا لموسى عليه السلام : ” *فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا ها هنا قاعدون*” هكذا بكل قحة و استهانة بأوامر الله وكليمه، هذه بعض مما اقترفوه ظلما وعدوانا في أثناء عبورهم ، الذي يجعلون منه عيدا، ومن الجدير ذكره أنه قد اجتمعت على بني اسرائيل عقوبات شديدة صارمة أثناء العبور، لم تجتمع على غيرهم من الأمم، إذ عوقبوا بالتيه وبالصعق وبالمسخ وبالذلة وباللعن، وبغضب على غضب، ومع ذلك فقد منحهم الله عز وجل، فرصا عديدة للتوبة والشكر، كما أخبر بذلك القرآن، إذ قال تعالى: *”ثُمَّ عَفَوْنَا عَنكُم مِّن بَعْدِ ذَٰلِكَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ*” ولكن بني إسرائيل لم ينفعهم العفو، ولم تتبنى الشكر الحقيقي، هذا لسان حالها في ماضيها، وحاضرها، ومستقبلها، ستظل عبر التاريخ أمة فاسدة مفسدة، وليس أدق وصفا لها من القرآن، في قوله تعالى : ( *وَالَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ  وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ* )، فعجبا لعبور تمخضت عنه كل هذه الخطايا، كيف يجعلونه عيدا، وعجبا لقرابين يقدمونها لله وهم فاسدون مفسدون، *إنما يتقبل الله من المتقين*، وها هم يريدون أن يقدموا قرابينهم لله زلفى في قمة الفساد ، وذلك إيذانا منهم ببناء المذبح التوراتي ، وهدم المسجد الأقصى، الذي بارك الله عز وجل حوله للعالمين، ليبنوا هيكل سليمان المزعوم فوق أنقاضه، والله يشهد ورسوله وإبراهيم وإسحاق ويعقوب و يوسف وموسى وهارون وعيسى، وداوود، وسليمان أنهم من المفسدين برآء إلى يوم الدين، *والله لا يحب المفسدين* وفي النهاية نقول لهم عبارة هي من أصدق ما نقول : ( *للأقصى رب يحميه، ونحن مع الرب، بأرواحنا، نحمي الأقصى ونفديه)*

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

عبد الرحيم جاموس 
عضو المجلس الوطني الفلسطيني

د عبد الرحيم جاموس يكتب : لاتبيعُوهُ مواقفَ من بعيد ..!

لاتبيعُوهُ مواقفَ من بعيد ..! نص بقلم د. عبدالرحيم جاموس  لا تبيعوهُ مواقفَ من بِعيد …