رضوانيات الحلقة الـ50 …… ماذا بعد..؟؟!!!
بقلم سفير الاعلام العربي عن دولة فلسطين ، الكاتب والاديب العربي الفلسطيني الاعلامي د. رضوان عبد الله*
في كل تأبين نجتمع ؛ زرافات و وحدانا؛ و نحن نودع الشهداء ﻻ نتذكر اﻻ فلسطين و القدس و القادة وشهداء الحفل التأبيني انفسهم ؛ وهذا شيء جيد ، ولكن حين ينتهي اللقاء الذي يجمعنا نتفرق من جديد لنتحدث يكل اﻻمور الباقية ولربما مع قليل من الحديث عما سبق ؛ و يبقى الهم اﻻكبر هو الهم المعيشي و مصاعب الحياة ومستقبل اﻻبناء والبنات ؛ طبعا في ظل العولمة و التقنيات و التعلم اﻻلكتروني و الحروب الكثيرة و المتكاثرة.
ﻻ يكون بين سطور حديثنا اﻻ قليلا من بصيص اﻻمل بتجدد الحياة ييننا بعد ان تم احباطها و تفريغ محتواها من غاليية نفوس بعضنا لنفكر فقط كيف سنكمل حياتنا و من سيكمل بعدنا وكيف سيكون مصير الذين سيخلفوننا…بعد ان مات ؛ او توفي استشهادا ؛ معظم الكبار !
تراكمت انهزامات النكبة في اعشاش العقول و تكدست نكبات الهزيمة في ظلمات القلوب بعد ان زاغت عنها الرياحين و اﻻضواء باﻻمل المستقبلي؛ و تفرشت النكسات و النكبات و الجراحات في اﻻرواح ؛ و غدت الحياة هزيلة ملأى باذيال تجر الترهلات و الخنوع و الهوان القريب من الذل حيث ﻻ عمر يتفقد الرعية و ﻻ امرأة تصوب خطأ امير المؤمنين النائم تحت ظل النخلة امنا وعدﻻ ، بل و ﻻ يوجد علي بين الجموع ليمنع عمر من ان يكون على خطأ اذ (( لوﻻ علي لهلك عمر!!!)) ؛ و عادت فتن ابن ابي سلول متسللة ببن الجموع ؛ و امتشق ابو لهب لسان الخزي ليمارس بيده جاهلية ثانية بحق الثوار اﻻحرار و المهاجرين و اﻻنصار الجدد ، و يجعل اﻻنحراف عن طريق القدس هو العبادة لكنها للات و لهبل و التزاما باﻻزﻻم و اﻻنصاب و اغترارا بالعزة و مناة اﻻخرى وانضباطا بكذيبات مسيلمة و التغلبية المخدوعة بشر اعمالها و المقوقعة على عرش اﻻنكسار.
نسيت جموعنا دموع اﻻنتصار؛ و تخلت ضلوع الكثير منا عن حمية النصر و رفع اﻻهازيج المكللة بالغار اذ ﻻ منتصر وﻻ قائد موجود للانتصار؛ و عاد مراهقو شوارع العتمة ينعمون بإرث مليك ضاع ملكه في نشوة خلوة النفس المشبعة بهيمنة العنف و تسلط اﻻنشطار ، و انبعثت روائح الزيف و علا صوت الخوار ليكمل السامري سحره على ضعاف النفوس اﻻشرار الناكثي عهدا موسويا امام رب الاغرار،….
فلتتكسر اﻻلواح رميا برصاص فدائي ؛ و لتنطلق الثورة المتجددة ، و لتذبح البقرة الصفراء ايذانا بالحق غداة عام فلسطيني جديد يبدأ من انطلاقة عنيدة مجيدة او من الرفض لآثار نكبة الخامس عشر من ايار …!!