الرئيسية / الآراء والمقالات / ناصر اليافاوي يكتب : هل نتعظ [رواندا من ويلات الحرب الأهلية إلى سنغافورة أفريقيا

ناصر اليافاوي يكتب : هل نتعظ [رواندا من ويلات الحرب الأهلية إلى سنغافورة أفريقيا

ناصر اليافاوي

هل نتعظ [رواندا من ويلات الحرب الأهلية إلى سنغافورة أفريقيا] 

كتب ناصر اليافاوي 

حين أعود بذاكرتي الى سنين الإنقسام العجاف ، واذكر شعارات غزة السنغافورية، وأنظر الى زهور شبابنا وطاقاتنا التى تغرق فى بحر إيجه ، أعود متحسرا إلى قراءة تاريخ الصراع فى رواندا ومآلاته ، تبدأ الحكاية فى رواندا 

سنة 1884

حين احتلتها ألمانيا 

ومن بعدها

 بلجيكا سنة 1916 .

شرعت الدولتين

الاستعماريتين من إجل ان يحكموا السيطرة

على رواندا وخبراتها بزرع قنابل

الاختلافات والنزاعات العربية والقبلية الداخلية ..

حيث كانت رواندا مقسمة لقبيلتين ..

واحدة اسمها “الهوتو”

والتي تمثل 80% من الشعب

وقبيلة “التوتسي”

واللي تمثل 20% من الشعب ..

 بتعداد 10 مليون مواطن فقط كمجموع كلي للقبيليتين..

وعمل الاحتلال على 

إستعباد الهوتو كمزارعين

وأعطى قبيلة التوتسي مهنة الرعي ..

ووصف قبيلة التوتسي

بـ ” العرق الأنقى ” 

 في 1931

فرض الاحتلال

إدخال اسم قبيلة الشخص

في بطاقة التعريف الوطنية ..

وبناءاً عليه

أعطى قبيلة التوتسي

مميزات حرم منها قبيلة الهوتو ..

و في سنة 1962

أخيراً استقلت رواندا من الاستعمار ، 

وتركت وراها عداوة بين القبيلتين ، وبعد

 خروج الاستعمار من رواندا

وجدت قبيلة الهوتو الفرصة

في ان تنتقم من قبيلة التوتسي ..

واعتبروهم مواطنين غير روانديين فى أصولهم

وانهم عملاء خونة للاحتلال ..

ودارت بينهم صراعات دموية وصلت ذروتها سنة 1991 ..

وقتها قبيلة التوتسي

غزت رواندا حتى وصلت للعاصمة “كيجالي”

وهنا تدخلت الأمم المتحدة

وعملت اتفاقية سلام عرفت

بـ ” اتفاقية أوشا ” 

لكن رئيس الهوتو

رفض الاتفاقية وسلح قبيلتة ..

وبسبب رفضه للاتفاقية

تم اسقاط طيارته سنة 1994 ..

وتلك الحادثة كانت بمثابة عود ثقاب الحرب الأهلية الدامية 

بعد اسقاط طيارة رئيس الهوتو

انتشر مسلحي قبيلة الهوتو

في الشوارع، وشرعوا بقــتــل كل من يتحرك أمامهم من قبيلة التوتسي ..

و على مدار 100 يوم

قـتل أكتر من مليون مواطن رواندي

أغلبهم من قبيلة التوتسي ..

بمعني أن 10% من الشعب ماتوا وتم اغتـصـاب نص مليون امرأة رواندية ، 

مما دفع رئيس البلاد

” باستور بيزيمونجو ” للإستقالة سنة 2000 ..

بعد ذلك تمكنت قبيلة التوتسي

من السيطره على العاصمة “كيجالي”

وتولى رئيس قبيلة التوتسي

” وبولكا جامي ” حكم البلاد ..

وهنا بدأت عصر النهضة الرواندية العظيمة ..

أدرك الرئيس الجديد ان التفرقة بين 

قبيلة التوتسي وقبيلة الهوتو

هي السبب في الدمار .. فعمل على //

– ألغى التصنيف بين المواطنين ،

وجعل كل شخص

في البلد اسمه مواطن رواندي فقط ..

– أسس هيئة اسمها “هيئة الوحدة والمصالحة”

وضمت أكتر 1200 محكمة

لمحاكمة المواطنين

لكن ليس لعقابهم ؛ بل ليعترفوا بالذنب

وتفكيرهم عن ذنوبهم بخدمة المجتمع ..

– فرض برامج تأهيل

للمتسببين في الحرب الأهلية

لإعادة تأهيلهم

ليرجعوا إلى حضن الشعب …

– أعاد تقسيم المحافظات ليلغي فكرة القبيلة ..

– عمل قوانين صارمة

تعد كل من يتكلم بالخطاب العنـصري مجـرم ..

– فرض مقررات دراسية

في المدارس

تشرح أسباب قيام الحرب الأهلية

 لتعريف الأجيال القادمة سبب دمار بلادهم

– أرسل خبراء اقتصاديين من بلاده

للبلاد التى حققت نهضة اقتصادية

 لينقلوا خبراتهم لرواندا ..

– أهتم بالتعليم جداً ؛ وحول نظام تقييم المدرسين

من الأقدمية

لمعيار نسبة النجاح ..

يعني المدرس الذي طلابه مبدعين يكون له الأفضلية ..

– رفع ميزانية التعليم ..

ومع كل سنة

تزيد الميزانية تبعاً للدخل القومي للبلد ..

– أهتم جداً بمرحلة الإبتدائية

لأنها بتمثل نشأة الطفل ..

 وتطورت رواندا تعليمياً

لدرجة انها اطلقت قمر صناعي خاص

بالاتصالات 

لتوفير خدمات الانترنت لمدارس رواندا ..

في الزراعة //

أستغل الشعب الرواندي الزراعة

و وفر فرص عمل للناجين من الحرب الأهلية ، 

ونجح جداً فيها خصوصاً في زراعة البن والشاي ..

– شكلوا أساس الاقتصاد الرواندي ..

– إرتفع انتاج البن

من 35 ألف طن ل 15 مليون طن ..

في المجال الطبي//

أصبحت رواندا

بتستخدم الطيارات بدون طيار

لنقل الدم لانقاذ المصابين

في المناطق النائية لرواندا ..

في مجال// السياحة

تعاقدوا مع أرسنال، وباريس

وكتبوا على قمصانهم “Visit Rwanda” ..

وطوروا السياحة الطبيعية بشكل كبير ..

 حتى وصل عدد السياح لمليون سائح سنوياً

و أصبحت تاني أكبر مصدر للدخل في البلد ..

والأجمل من كل ذلك حددت الحكومة

يوم السبت في الاسبوع

 للناس من كل الطبقات

تنزل معا لتنضف الشوارع حتى أصبحت العاصمة ” كيجالي “

أنضف عاصمة أفريقية ..

– رسم خطة لجعل بلادهم أعلى معدلات الدخل حتى سنة 2050 ..

– عدلوا قوانين الإستثمار

حتى أصبحت رواندا

من الدول الجاذبة للمستثمرين ..

تأسيسا لما سبق /

نقول للمتشائمين والمستفيدين والمتعنصرين وأرباب فلسفة الإنقسام   

هذه قصة نهضة رواندا

من دولة مات 10%

من سكانها في انقسام وحرب أهلية

لدولة تلقب اليوم 

بـ ” سنغافورة أفريقيا ” ..

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

عبد الناصر شيخ العيد

عبدالناصر شيخ العيد يكتب : الفينو الأمريكى طعنه فى وجه الديمقراطية

الفينو الأمريكى طعنه فى وجه الديمقراطية بقلم عبدالناصر شيخ العيد لقد أصبح حق الفينو قمه …