الرئيسية / الآراء والمقالات / عمر حلمي الغول يكتب : ذكرى الانتفاضة ال35

عمر حلمي الغول يكتب : ذكرى الانتفاضة ال35

عمر حلمي الغول

ذكرى الانتفاضة ال35

عمر حلمي الغول

حلت اول امس وامس الخميس والجمعة 8 و9 كانون اول / ديسمبر ذكرى الانتفاضة الكبرى ال35، وهي ذكرى محطة نوعية في كفاح الشعب العربي الفلسطيني، أحدثت تحولات دراماتيكية في المشهد الوطني والقومي والعالمي، كونها اعادت الاعتبار للقضية الفلسطينية، بعدما كاد الأعداء مع حلفائهم من اهل الإقليم تصفيتها وتصفية منظمة التحرير، في اعقاب عمليات استنزاف شديدة بدءا من عام اذار 1978، مرورا بالعام 1982، و1983، و1985/ 1987 وما ترافق معها من احداث جسام، حتى شقت الانتفاضة/ ثورة كانون طريق البقاء والحياة، واحيت عظام الشعب والثورة وهي رميم، وغيرت معالم المشهد برمته، وفرضت فرضا على الاشقاء والاعداء الاصغاء لصوت الشعب ومنظمة التحرير، والاستجابة لنداءات وبيانات القيادة الوطنية الموحدة، ووطنت مركز القرار الفلسطيني في ارض الوطن، وحررت رقبة الثورة والمنظمة من مقصلة الموت المعلن.

وأكدت ان المقاومة الشعبية واحدة من اهم الروافع الفلسطينية، وقاطرة اشكال النضال الأخرى، ومن لا يستحضر ذلك الدرس، يكون فاقد الوعي والذاكرة وحجم المؤامرة آنذاك. والان ونحن نواجه تبعات اتفاقات أوسلو اللعينة والمشؤومة، وصعود النازية الصهيونية درجات متقدمة، التي تسن سكاكينها، وتعد قنابلها واسلحتها المحرمة دوليا وغير المحرمة، وتعلن على رؤوس الاشهاد خيار الموت للسلام والعدالة الدولية المقبولة وللشعب العربي الفلسطيني، تبرز مجددا ضرورة استحضار ذلك الدرس العظيم، وتفرض على صانع القرار والفصائل الوطنية والنخب السياسية والثقافية والاجتماعية والنقابية والقانونية والاقتصادية/ المالية العودة لجادة الصواب، والنهوض من جديد لاعلاء صوت المقاومة الشعبية في ارجاء فلسطين التاريخية، ومن البحر الى النهر لهز الأرض تحت اقدام الدولة الاستعمارية اللقيطة والخارجة على القانون

نعم ازفت الساعة الان، والان بالتحديد لقرع طبول الانتفاضة الشعبية بالتلازم مع كل اشكال الكفاح الأخرى دون استنثاء. ولا مجال امام الشعب ونخبه وقواه للتردد، او الانتظار والترقب للقاء هنا، او لقاء هناك، ووعد هنا، ووعد هناك، ولا يجوز ان يُرهن تاريخ ومستقبل الشعب لوعود وهمية، واليات عمل شكلية؛ وفي السياق ترتيب شؤون البيت الفتحاوي أولا، والوطني وإعادة الاعتبار للمنظمة كممثل شرعي ووحيد للشعب من خلال تنفيذ كافة قرارات المجلسين الوطني والمركزي فورا ودون تأجيل ثانيا، ودفع عربة الوحدة الوطنية خطوة للامام، وطي صفحة الانقلاب الاسود ثالثا، وتحويل الحكومة لاداة كفاحية بامتياز، بحيث تكون عنوانا أساسيا من عناوين المقاومة الشعبية رابعا، محاربة الفساد والفوضى والفلتان الأمني والمسلح وكل مظاهر التفسخ والانقسام خامسا، وتوحيد أدوات النضال كلها في بوتقة واحدة تحت راية القيادة الوطنية الموحدة سادسا، وتعزيز العملية الديمقراطية وفي مقدمتها اجراء الانتخابات على كل الصعد والمستويات وحيثما امكن ذلك سادسا؛ تجاوز كل العقبات والالتواءات والمناورات المكشوفة والضيقة الذاتية والموضوعية سابعا؛ وإعادة الاعتبار لمبادرة السلام العربية فعلا لا قولا ثامنا، والزام الدول الشقيقة بقطع علاقاتها السرية والعلنية مع الدولة الصهيونية اللا شرعية تاسعا، ومطالبة القوى الشعبية العربية والنخب السياسية والثقافية والإعلامية تحمل مسؤولياتها تجاه قضية العرب المركزية، والاسهام بدورها القومي لوقف حالة الانهيار والسقوط البائن في وحول التبعية والاستسلام عاشرا؛ وعالميا تعزيز الروابط المشتركة مع كل منبر وحزب ودولة تدعم وتؤيد كفاح الشعب الفلسطيني التحرري دون مواربة او ممالأة للاخرين، ودون توسيع دائرة الأعداء حادي عشر، ومحاكمة كل مجرم حرب صهيوني امام محكمة الجنائية الدولية، والارتقاء بمكانة دولة فلسطين في الأمم المتحدة لدولة كاملة العضوية ثاني عشر .. وغيرها من عوامل النهوض الوطني.

التاريخ لن يرحم شعبا من الشعوب يدور في حلقة مفرغة، ويراهن على “مصداقية” و”وعود” الأعداء. لا سيما وان التجربة التاريخية القديمة والحديثة والمعاشة يوميا كشفت دون مواربة وبجلاء، ان العدو الصهيوني من وخلفه الولايات المتحدة لم يفوا يوما باية تعهدات او اتفاقات ابرمت معهم، الا بما يخصهم ويخدم مصالحهم الاستراتيجية، ويضعف مكانة فلسطين وشعبها ومشروعها الوطني والقومي، ومستقبل شعبها.

اذا لتكن محطة احياء ذكرى الانتفاضة الكبرى ال35 لحظة توسيع وتعميم المقاومة الشعبية في كل ارجاء فلسطين من البحر الى النهر، ولتقرع طبول المقاومة الشعبية في كل مدينة وقرية وخربة ومخيم مع كل الاستحقاقات التنظيمية والكفاحية والمالية والاليات المتوجبة لذلك. وكفى توديعا للشهداء بالمجان يوميا، فإما نكون او لا نكون.

oalghoul@gmail.com

a.a.alrhman@gmail.com

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

عبد الرحيم جاموس
عضو المجلس الوطني الفلسطيني
رئيس اللجنة الشعبية في الرياض

د عبد الرحيم جاموس يكتب : ثورة الطلاب العالمية فلسطين تنتصر

ثورة الطلاب العالمية فلسطين تنتصر… احتجاجات الطلاب : من جامعة كولمبيا في أمريكا إلى طلاب …