الرئيسية / الآراء والمقالات / حسني المشهور يكتب : عصف ذهني لتوقعات ما نحن ذاهبون إليه

حسني المشهور يكتب : عصف ذهني لتوقعات ما نحن ذاهبون إليه

حسني المشهور

امسيتنا الثقافية الخميسية لليلة ٢٠٢٢/١٠/٢٠

كما يكتب الأستاذ حسني المشهور 

عصف ذهني لتوقعات ما نحن ذاهبون إليه مع صبيحة إحياء ذكرى الانطلاقة:

تحت هذا العنوان التقى شباب خميسيتنا ولم نبدا الحديث إلا بعد وجبة من الفطائر البلدية الغزّاوية بالسبانخ حملها إلينا أخونا الحبيب ابو احمد المقيد يبدو ان إصرار اختنا ام احمد أن تصنعها بيديها الكريمتين كان سداداً لنذر نذرته لنجاة أبنائها من أهوال الحرب في اوكرانيا وبعد عودتها من زيارة لهم واطمئنانها على سلامتهم فاكلنا وشكرنا وكان لزاماً أن ننسب الفضل لأهله … فجاحد من لا يفعل ذلك .   

— بعد الاكل والحمد والشكر بدات احاديثنا … ومن نهايتها أبدا بسرد مضامين ما دار فيها وكان التمهيد بالإشارة والتنبيه لبعض الوقائع الجارية وهي( وهنا أسرد تفصيلاً من عندي لما كان من السرد المختصر):

ليكن معلوماً أن مجموعة من الوقائع قد تكرّست لتصبح حقائق هذا الزمن الرائع السافل … الرائع بهذه الدروس من البطولة للأطفال والصبايا والشباب والشيوخ والشيخات (شيوخ الوطنية) من ابناء شعبنا وهذا الصمود والعزيمة والإصرار على هزيمة الاحتلال وتحقيق الانتصار عليه … والسافل بهذا الكم من محاولات التخذيل والتثبيط والتضليل ممن خذلوا وثبّطوا وضللوا أنفسهم وشعوبهم قبل أن يوجهوا سهامهم المسمومة لظهورنا وجنباتنا …. وهذه الوقائع الحقائق نختصرها في ثلاث هي :

— أولها اننا صرنا في عالم جديد … جديد القوى يفرض نفسه على من توهموا بانهم امتكلوا الهيمنة على العالم منفردين ولمدة قرن من الزمان على الأقل بعد انهيار الاتحاد السوفييتي ومنظومة كل من مجموعة الدول الاشتراكية وعدم الانحياز والتضامن الاسيوافرولاتيني … عالم جديد بقوى منتشرة في اسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية في طريقها لتكوين أقطاب تفرض التوازن في العلاقات الدولية وتتيح للدول الصغيرة وللشعوب التمتع بقدر معقول من السيادة في تقرير سياساتها ومصيرها !!

— وثانيها اننا صرنا في شرق اوسط بدون إسرائيل (الدور والوظيفة) وتحوّل هذه الإسرائيل من دولة تقرر سياسة الغرب بقيادة أمريكا في منطقتنا إلى مجرد دولة مثلها مثل دول المنطقة … بل وأقل من ذلك نتيجة ما كشفته مسارات الضربة الاستباقية لروسيا في اوكرانيا من جهة ومتطلبات استراتيجية أمريكا والناتو في مواجهة روسيا والصين وإصرارها على الذهاب فيها لأقصى الشرق !!

— وثالثها اننا في فلسطين شعباً وقضية قد نجونا … نجونا من أن تدوسنا أقدام الفِيَلَة وسيجدوننا امامهم عندما تجلس هذه القوى والاقطاب على مائدة التقاسم لمناطق وشعوب وثروات العالم كنا فعلوا في التفاوض بعد انتصارهم في الحرب العالمية الثانية … نجونا … نجونا … وسنكون دولة يصنع شعبها سياستها وتمارس سيادتها !!

أما التوقعات لما نحن ذاهبون إليه من إجراءات مع صبيحة إحياء ذكرى الانطلاقة فهي في التنفيذ بالتتابع او جملة لقرارات المجلس الوطني محصورة في:

— شكل وطبيعة العلاقة مع الكيان الصهيوني على ضوء ما جرى ويجري منذ اتفاق الإطار في اوسلو وحتى تاريخه .

— شكل وطبيعة الوضع القانوني لفلسطين السلطة والدولة وعلاقاتها الإقليمية والدولية ومنظماتها .

— شكل وطبيعة العلاقات الداخلية التي تترتب على الشكليات السابقين .

ولضمان النجاح في تنفيذ هذه الإجراءات بأقل الاكلاف وبالقدر الذي يحتمله شعبنا ويحمي من الملامة والعتب او الإدانة لكل ما يقوم وسيقوم بفعله للخلاص من الاحتلال .. ويمكّنه من مواصلة مسيرته لاهدافه التي حددتها بدقة ووضوح البيانات الأولى للانطلاقة صبيحة ايام ١٩٦٥ كان لزاماً وما زال يلزم توفير مظلة من الحماية محلياً وإقليمياً ودولياً وعناصر هذه المظلة إضافة لما تم نسجه من أركانها على امتداد السنوات السابقة ستكون:

— الحصول على قرار من القمة العربية القادمة في الجزائر يدعم كل ما قامت وستقوم به م ت ف وشعبها الفلسطيني من إجراءات على طريق الخلاص من الإحتلال. 

— الاستثمار فيما تسفر عنه نتائج الانتخابات الإسرائيلة من تطرف وممارسات عنصرية وفضح زيف ادعاءاتها كضحية. 

— الاستثمار فيما تسفر عنه نتائج الانتخابات النصفية الأمريكية وفضح زيف وعودها وخصوصاً ما يتعلق بإعادة فتح مقر م ت ف في واشنطن والقنصلية الأمريكية في القدس ودعم الانتخابات الفلسطينية فيها .

— الاستثمار في عمل منظمات الدعم للحقوق الفلسطينية العاملة على امتداد الساحة العالمية عنوماً وفي الساحتين الأمريكية والبريطانية خصوصاً .

أما الإجراءات المتوقع وصولنا إليها وسنجدها قد أعلنت مع صبيحة ذكرى الانطلاقة خصوصاً أن مادتها ونصوصها صارت جاهزة فهي في:

— التحلل من كل التزامات اتفاق الإطار وما ترتب عليه يخص الجانب الإسرائيلي. 

— الانضمام ل ٢ – ٣ من المنظمات الدولية (على الاقل) خصوصاً تلك التي كانت من المحرمات الأمريكية وهي منظمة الصحة العالمية ومنظمة حماية الملكية الفكرية ومنظمة الطاقة الذرية

— التقدم لمجلس الأمن الدولي بطلب العضوية الكاملة والاستثمار في المعارضة الأمريكية لذلك خصوصاً في قرارها بالفيتو إذا استطعنا جمع الأصوات التسعة اللازمة ليبدأ مجلس الأمن مناقشة الطلب … وندعو الله أن لا تتطوع دولة إسلامية وعربية لقطع طريق الجمع للتسعة كما فعلت دولة البوسنة في طلبنا السابق . 

وعلى ضوء ما سبق وحوصلة النتائج سيتم الدعوة لانعقاد مؤتمر الحركة لوضع الإجابات للسلوك والممارسات الواجبة لجعل تطبيق هذه القرارات مهما كانت تضحيات تحقيقها … فالعادة في مؤتمرات فتح أن تكون للإجابة على حالة مفصلية ووسائل مواجهتها .

تلك الإجراءات سيكون لها ما سيكون لنا وعلينا … ومهما تكن فتجربة شعبنا وما قام ويقوم به على مدار قرن من الزمان فيها الإجابة … فنحن اهل حرب الشعب طويلة الأمد بكل التعرجات في مسالكها وتضحياتها وانتكاساتها ومراكمة إنجازاتها دون أن نفقد البوصلة إلى الهدف الاساس… وفي هذه المسالك وما يجري الآن فالحذر الحذر … الحذر الحذر … الحذر الحذر من الانجرار خلف ادعاءات المرجفين والمضللين لإظهار شبابنا وما يقومون به هذه الأيام في مواجهة الاحتلال وكأنهم جيل منقطع عمن سبقوهم من آباء وأجداد وأجداد الأباء والأجداد منذ ١٩٢٠ وضرباتهم ضد قوات الانتداب والاحتلال … اقول الحذر الحذر لأننا رأينا ما حلّ بأهل العراق وسوريا واليمن وليبيا عندما استطاع المضللون تضليل الشباب في تلك البلدان وإقناعهم بأنهم جيل جديد منقطع الصلة بتاريخ الآباء والأجداد !!! 

وعود على بدء … فكان الحديث بدأ بعرض لأخونا الحبيب د. عبدالرحيم جاموس متضمناً عرضه لكثير من النقاط اعلاه ولكنه افاض في وصف وتحليل الحالة لأهلنا في الوطن وما يقوم به اطفالهم وصباياهم وشبابهم من بطولات وإبداع في استنباط الادوات والأساليب المستنزفة للاحتلال والمهينة لعساكره وكشف كم هم جبناء … متنقلاً في حديثه بين ما يجب على الفصائل خصوصاً تلك التي تمارس وبدون وعي تكريس سياسات اللاحرب واللاسلم والحرص على تكريس سياسة استدامة الاشتباك مع الاحتلال بكل الوسائل المتاحة مهما نواضعت …. واعتقد انه سيكتب أكثر تفصيلاً في مقالات مستقلة إن على صفحته او صفحات المجموعات التي له عضوية فيها .

بعد ذلك تحدث أخونا الحبيب ابو يوسف الجلاد عارضاً لما يجري وما يتوقع لتجاربه ورؤيته على امتداد أزمان الزيارة لارض الوطن والتواجد فيه مشيرا إلى أنه لا يعقل أن يكون كل هذا الزخم من أساليب وأدوات المواجهة دون من يسهّل الشباب طريق الوصول لتلك الادوات .

تلا أخونا ابو يوسف من اكتفى بالاستماع للآخرين حتى وصل الكلام لأخونا الحبيب ابو العبد حسن عبداللطيف وبحكمة ودهاء ومكر القروي المجرّب اعتذر عن مشاركة رأيه تجنباً لأن يخلق أسلوبه المستفز عادة مناكفة من تلك المناكفات التي تؤدي أن يعود للبيت دون ان نشرب ونفرغ له ترموس الشاي بالميرمية الذي احضره .

أما أخونا الحبيب فيصل هذا القاريء النهم والمتابع الجيد لكل تجارب شعبنا وتقلبات الزمن لنا وعلينا وما يكتب لنا وعلينا فادلى برأيه بتفاؤل … ولكن بتفاؤل حذر .. وحذر جداً من أن نصل لصبيحة الفاتح من يناير كما وصلنا لسابقاته على مدار عقد واكثر من الزمن .

وصل الدور لأخونا المتاضل العتقي ابو مهند سمير درابيه وبحكم خبرته وتجاربه أكد على أن وصول أبناء شعبنا لما يستخدمونه من أدوات لم يكن ليتم بدون دعم وتسهيل العتاقي من أمثاله في أرض الوطن .. وإن أشار إلى وجوب الحذر من المنتفعين بدوام الحال من إبقاء حالة اللاحرب وللاسلم 

أما اخونا الحبيب ابو محمد جوهر ابن المخيمات الفلسطينية في لبنان … وما أدراك ما فعل وكانوا وما زالوا يفعلعون أبناء هذه المخيمات من حماية للذاكرة واستمرارية المسيرة حتى النصر فكان صاحب رأي سديد وكعادته مختصر ومفيد فقد شارك أخونا سمير رأيه وحذره محتفظاً بحق الملكية الفكرية لمقولة: اللي بيقول ان العسكري نط عن الحيط .. هاي العسكري وهاي الحيط خليهم يفرجونا …

ثم تحدث أخونا الحبيب ابو ساهر الداعور صاحب السرديات التي تتسلل للنفوس فتنعش ذاكرتنا مع حكايا وطرائف ختياريتنا السابقين وتسرق الوقت مهما امتد الزمن فقد شارك إخوتنا فيصل وسمير وجوهر في كوكتيل بين التفاؤل نتيجة اهتراء معنويات وسلوك عساكر الاحتلال والامل بحصاد جيد لما يزرعه ويراكمه أبناء شعبنا هذه الأيام من انجازات.  

كدنا نختم احاديثنا ونعود للتسامر مع سرديات ابو اخونا ساهر حتى وصل اخونا الحبيب ابو علاء د. صفوان .. طلبنا من الرأي فاكتفى بالإشارة لمعاني التحولات الجارية في منطقتنا خصوصاً وأوروبا والعالم عموماً هذه التحولات التي كشفتها الحرب في اوكرانيا هذه التحولات التى لا مآلات لها سوى علم جديد نحن (فلسطين القضية وطناً وشعب) جزء اصيل منه وفيه !!

اما أخونا الحبيب د. ابو بسام عدنان الذي يصل الامسية في تواليها بعد ان يصحو من النوم كعادته بحكم عمله في غرفة العمليات الممتد طوال النهار وحتى المساء فقد اكتفى بأن يدور علينا بفناجين قهوته والتعليق على وقائع يستذكرها من أيام الانتفاضتين لشخوص احياء او شهداء من قادة وكوادر ..

طابت اماسيكم … وكل أمسية وانتم على وعد بإنجاز .

بقلم حسني المشهور

22/10/2022 م

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

عبد الناصر شيخ العيد

عبدالناصر شيخ العيد يكتب : الفينو الأمريكى طعنه فى وجه الديمقراطية

الفينو الأمريكى طعنه فى وجه الديمقراطية بقلم عبدالناصر شيخ العيد لقد أصبح حق الفينو قمه …