الصباح الفلسطينية
مقالات مشابهة
ديالكتيك الصراع الفلسطيني الصهيوني على المكان
( حق الوجود- وجود الحق)
د.صالح الشقباوي
استاذ محاضر بجامعة بودواو – الجزائر
ماهو الديالكتيك الذي يقود الصراع ، وماهي اهدافه ومسبباتة ، وماهي اهدافه ومنطلقاته.
سؤال يخرج عن حدود المنطق وقوانينه، ويدخل العقل في متاهات الميتافيزيقا التكوينية ، ويجعل منها شيئا ملازما لماهيات الخرافة .
فحسب المعطى الفلسفي ..فان الديالكتيك ..يدرس حركة التناقضات الموجودة في الاشياء، ويحاول استيعابها بعد ان يفهم طبيعتها ليقدم حلولا لها..بكلام اكثر دقة اقول ان الديالكتيك .هو علم يدرس التناقضات الموجودة في كنه الاشياء..وجوهرها …من هنا نقول ان الديالكتيك الفلسطيني
الذي يعتبر جغرافية فلسطين بحدودها التاريخية هي ملك ابدي للشعب الفلسطيني ، وانه يميز منطقيا وسياسيا وفكريا بين مفهوم الدولة ومفهوم الوطن ، وان تناقضه الرئيس مع العقل الصهيوني وديالكتيكه يبرز على مفهوم المكان ..فالنظرة الديالكتيكية الصهيونية …تنطلق من مفاهيم ميتافيزيقية ودينية للاستحواذ على المكان ..وتعتمد على وعد ميتافيزيقي لم تسمع به السماء لكي يقيم حكمه ويمتلك به الارض ..هذه النظره اهم ما يميزها الثبات السرمدي والازلية المطلقه ..لانها لا تخضع لصيرورة الزمن المادي الذي تعيشه الانسانية، وكل تغير له يخرج عن مكوناته البنيوية ولا يخضع للقوانين الداخلية الموجودة في باطنه ” النواة العقلية ” بل يخضع لفعل القوى الخارجية .
فوحدة وتناقض الاضداد هو اهم قوانين الديالكتيك ، من هنا نرى ان وجود اسرائيل..ووجود فلسطين ..على نفس المكان يخضع لذلك القانون ولذلك الصراع والحركة المستمرة بل ويتماهى مع اساس التناقض الديالكتيكي الذي يسيطر عليه قانون الهوية والاستقطاب( المواجهة)وصولا الى حل التناقض بسيطرة احد الاضداد على نقيضه دون ان يقضي عليه ودون ان يسلبه مقومات الوجود ..بل يدعه موجودا ..بعد ان يفرض عليه شروط الوجود ويسيطر على قوانين تطوره عبر سيرورة الزمان …ويخضعه لارادته وكلياته ومقولاته ..بعد ان يخضع ميكانزماته البنيوية الى فعل قواه
ويملي عليه ترندستانيا …حجمه وقواه …ويسيطر على كل مكوناته ..ويجعله قادرا على استيعاب ما هو كائن ..لكن اعتقادي ان الصهيونية لن تستطيع نهائيا الوصول الى هذا الحد مع الفلسطيني ..لانه لم ينهزم ..وبالتالي لم يتخلى عن مفهوم الصراع بغض النظر عن شكله ..لان قانون الصراع بين الحركة الصهيونية والحركة الوطنية الفلسطينية المعاصرة يتميز ويحكم من قبل ..الشمولية لانه لا يخضع لحالة معرفة ومحددة ..فجولة من التاريخ لا تنهي التاريخ ..وان كانت اشكالية الصراع قد وصلت الى زمنها الخامد ..لكن اسباب الصراع وقواه الداخلية بشقيها الظاهر والباطن لم تختفي حيث ان القوى الدافعة والمسببة لتطور الصراع مازالت كامنه في كنه التاريخ والانسان صانعه.
