الرئيسية / الآراء والمقالات / المحامي علي ابوحبله يكتب : هل يمكن مساواة الضحية بالجلاد يا عرب

المحامي علي ابوحبله يكتب : هل يمكن مساواة الضحية بالجلاد يا عرب

رئيس تحرير افاق الفلسطينيه
رئيس تحرير افاق الفلسطينيه

 هل يمكن مساواة الضحية بالجلاد يا عرب

المحامي علي ابوحبله

يفرض المُتغيّر الأوكراني نفسه على صانع القرار في تل أبيب، ليؤثّر على استراتيجياته في أكثر من ساحة مواجهة، وإن كانت المقاربة العلنية الإسرائيلية تكاد تحصر نفسها في إطار سجالات بينية على كيفية البقاء إلى جانب واشنطن في الحرب، من دون إزعاج موسكو. ويبدو أن الساحة الفلسطينية، كغيرها من الساحات، وإن لم تلْقَ اهتماماً بارزاً علنياً، تشغل إسرائيل، على خلفيّة ما يمكن أن تُحفّزه الأزمة الأوكرانية من اتّجاه إلى التصعيد الأمني الذي تَحرص  حكومة الاحتلال الصهيوني على تجنُّبه، بسبب انشغالها بمواجهة تهديدات أخرى، وفي المقدّمة الجبهة الشمالية. وإذا كان أكيداً أن الحرب في شرقيّ أوروبا دفعت القضية الفلسطينية إلى موقع أكثر تدنّياً على سلّم الاهتمام الدولي والإقليمي، فهي ستكون، وهنا المفارقة، دافعاً للفلسطينيين كي يستغلّوا الانشغال العالمي بها من أجل خدمة مصالحهم، وذلك عبر التسبُّب بتصعيد – وإنْ تدحرَج نحو مواجهة أوسع – من شأنه أن يدفع عواصم القرار إلى الإسراع في فرض تهدئة، ستمثّل فرصة لتحصيل مكاسب فلسطينية لم تُتَح سابقاً. وتتعزّز هذه الفرضية مع تزايد التحذيرات الإسرائيلية عشيّة شهر رمضان، الذي لا تخفي تل أبيب خشيتها منه بوصفه عاملاً محفّزاً تقليدياً على المواجهة لدى الفلسطينيين في الأراضي المحتلة.

والخشية الإسرائيلية، كما يَظهر، مُركَّزة في اتجاهات ثلاثة: الأوّل أن  تستغل القوى الفلسطينية اهتمام عواصم القرار الغربي بعدم حرف التركيز عن المواجهة مع روسيا، من أجل الدفع إلى تصعيد أو حتى معركة، ستَعقبها تسويات على أساس مكاسب سياسيه  وغيرها ، عبر تخفيف الحصار بشكل مغاير لما نتج من مواجهات سابقة. والثاني، أن تستثمر  القوى الفلسطينية ، أيضاً، الارتداع الإسرائيلي المتوقّع عن الردّ المتناسب على التصعيد الفلسطيني، ربطاً بالعامل الدولي الذي سيسارع إلى لجم الاحتلال عن الإضرار بالفلسطينيين،. وفي هذا الإطار، تعتقد تل أبيب أن شهر رمضان سيمثّل فرصة مناسبة للفصائل والقوى الفلسطينية لمواجهة الاحتلال واستفزازاته ومحاولات ترسيخ تهويد القدس  ، وتخشى سلطات الاحتلال الصهيوني من تدحرج كتلة الثلج لمواجهة شامله مع الفلسطينيين وتدعي انها تواصلت مع قيادات عربيه للضغط على الفلسطينيين من خلال الاتصالات مع القيادة الفلسطينية لضبط الأوضاع في القدس والضفة الغربية وهنا تستوقفنا عدة ملاحظات للرد على حكومة الاحتلال ووسائل إعلامه وعلى العرب المطبعين والمتساوقين مع الاحتلال ومشاريعه ومخاوفه الامنيه  

اولا _ لا يمكن المساواة بين الجلاد والضحية ولا يمكن تبرئة الاحتلال عن جرائمه بحق الشعب الفلسطيني وان الوساطة لخدمة أجندات الاحتلال وعربدة جنوده واعتداء مستوطنيه وتدنيس حرمة المسجد الأقصى وتهجير المقدسيين قسرا عن بيوتهم في القدس  مرفوضة بالمطلق من قبل الفلسطينيين والشعوب العربية  جميعا ومن يقبل بغير ذلك فمنطقه وحجته مرفوضة

ثانيا_ القدس كانت وستبقى عربيه ومن حق الفلسطينيين الدفاع عن عروبة القدس وارض القدس وسكان القدس وأماكنها الدينية وان المسجد الأقصى وكل الأماكن ألمقدسه للمقدسيين خط احمر ولن يسمحوا به وحقهم بالدفاع عن كل شبر من فلسطين حق مشروع وقد كفل لهم هذا الحق كافة القوانين والمواثيق الدولية التي أعطت للمحتل حق مقاومة الاحتلال

ثالثا_ اذا كان هناك من وساطات عربيه او ضغوط عربيه حسب وسائل الإعلام الصهيونية فلتكن موجهة  نحو الاحتلال الصهيوني وحكومة الاحتلال الصهيوني ومطالبتها بالانسحاب من كافة الأراضي الفلسطينية المحتلة وفي مقدمتها القدس وعلى هذه الدول العربية وقادتها أن تقف موقف الدفاع عن الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني لا أن تقف موقف الوسيط  لتحقيق امن المستوطنين وعربدتهم على حساب الحقوق العربية للمس بمقدسات المسلمين

رابعا_ الاجتماع الثلاثي في شرم الشيخ والذي ضم مصر والإمارات ورئيس وزراء الاحتلال الصهيوني بينت حسب ما كشفت عنه وسائل الإعلام العبرية مساء الاثنين عن عقد لقاء ثلاثي جمع بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي و رئيس وزراء الاحتلال نفتالي بانيت وولي العهد الاماراتي محمد بن زايد لتشكيل منظومة دفاعية ضد ايران وإخراج سوريا من فلك السيطرة الايرانية.

وقالت صحيفة إسرائيل اليوم العبرية  ان “نفتالي بانيت ناقش مع السيسي وبن زايد تغيير الموقف تجاه بشار الأسد ، وبحسب الصحيفة فان رئيس الحكومة الإسرائيلية، الرئيس المصري وولي عهد الإمارات ناقشوا قضية عودة سوريا للجامعة العربية وما يترتب على خطوة كهذه. واضافت الصحيفة أن إسرائيل تستبعد الموضوع السوري من ناحية أخلاقية، إلا أن الهدف الأكبر إخراج القوات الإيرانية ، وأوضحت ان نفتالي بانيت طرح فكرة تشكيل منظومة دفاعية ضد الجمهورية الإسلامية” هذا الاجتماع بهذا الموقف هو عار على أنظمة التطبيع العربية وهذا الاجتماع الثلاثي  هو تجسيد عملي لخطة  تنفيذ الشرق الاوسط الجديد ضمن انخراط إسرائيل بالمنظومة الامنيه العربية وهو قطعا على حساب الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية وشرعنة الاحتلال والاستيطان والإقرار بالأمر الواقع بشان القدس وهذه طعنه في الظهر ضد الفلسطينيين

خامسا_ اذا ما رغبت حكومة الاحتلال الصهيوني بتحقيق الأمن والاستقرار عليها لجم ومنع عربدة مستوطنيها في القدس ولجم أمناء الهيكل ومن على شاكلتهم من شبيبة التلال ومنظمات المستوطنين المتطرفين  من استفزاز الفلسطينيين و المسلمين جميعا  ومنع مسيراتهم وان تقر حكومة بينت بان القدس أراضي فلسطينيه عربيه محتله  وعلى هذه الحكومة أن تعلم ان المسيرات في القدس والتوسع الاستيطاني وجلب يهود أوكرانيا وتوطنيهم ضمن مسعاها للتغيير الديموغرافي أمر يرفضه الفلسطينيون بالمطلق  ولم ولن يسلموا بالأمر الواقع ، وعلى حكومة بينت بدلا من التوسط بحرب أوكرانيا عليها هي أن تلتزم بقرارات الشرعية الدولية وان تحترم القرارات الدولية وتنسحب من كافة الأراضي الفلسطينية المحتلة ومن ضمنها القدس وهي تعلم علم اليقين ان تطبيعها وانخراطها في أي منظومة عربيه لن يجديها نفعا ما لم تعترف بالحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني وتنسحب من كافة الأراضي العربية والفلسطينية  المحتلة وهي تدرك إدراك جيد أن الشعوب العربية بغالبيتها ضد التطبيع وضد نهج حكامها

سادسا_ حكومة الكيان السياسي باتت تدرك حجم التغير بموازين القوى بعد الحرب الروسية الاوكرانيه وبعد أن تعرت مواقف العديد من الدول بسياسة الكيل بمكيالين فان إسرائيل اليوم بموقف صعب وان المخاطر محدقة بها ولن يجديها التحالف مع أنظمة عربيه باتت مهدده بعد ما نشهده من تغيير بموازين القوى وان القضية الفلسطينية ستعود في القريب العاجل لتتصدر أولوية الصراع ولن تتمكن أي حكومه صهيونيه من تجاهلها ولن تتمكن من تصفية الحقوق الوطنية والتاريخية للشعب الفلسطيني ولن يسقط حق العودة

وما لم لم تبادر حكومة بينت لتصويب سياساتها تجاه القضية الفلسطينية وتجاه القدس والمقدسات فان كرة الثلج ستتدحرج وستجد هذه الحكومة نفسها في مواجهة مفتوحة مع الفلسطينيين ومن قوى إقليميه  داعمه للحق الفلسطيني عندها لا ينفع الندم ولن تجدي وساطات من توسطهم

 

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

عبد الناصر شيخ العيد

عبدالناصر شيخ العيد يكتب : الفينو الأمريكى طعنه فى وجه الديمقراطية

الفينو الأمريكى طعنه فى وجه الديمقراطية بقلم عبدالناصر شيخ العيد لقد أصبح حق الفينو قمه …