الرئيسية / الآراء والمقالات / د.أحمد لطفي شاهين يكتب : لماذا نحترم إضراب الوكالة؟

د.أحمد لطفي شاهين يكتب : لماذا نحترم إضراب الوكالة؟

احمد لطفي شاهين
لماذا نحترم إضراب الوكالة؟
 د.أحمد لطفي شاهين

قبل ايام ثارت ثائرة الكثيرين ضد موظفي وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين بسبب اضرابهم والكل هاجمهم والبعض اعتبرهم طماعين والبعض اعتبرهم خونة ويريدوا تعطيل تعليم اولادنا وهاجت مواقع التواصل ضدهم بشكل يدل على ضيق افق التفكير لدى كل من انتقد اضرابهم الرائع الوطني الشريف
وقبل ان اكمل اوضح لكم انني لست موظفا في وكالة الغوث ولا زوجتي موظفة ولا استفيد من وكالة الغوث نهائياً..  لكنني مع مصلحة الناس المحتاجين ويجب ان نعلم جميعاً ان وكالة الغوث هي وكالة لخدمة الشعب الفلسطيني وانها قانونا يجب ان تخضع لقوانين واعراف الإقليم الذي تعمل فيه بحيث تحقق مصلحة المنكوبين واللاجئين  ولا يحق لوكالة الغوث فرض قوانين وسياسات تتعارض مع مصلحة الشعب الفلسطيني وارجو من الاخوة قيادات شعبنا الانتباه لهذه النقطة والتعامل مع وكالة الغوث انها وكالة خدماتية فقط وليست وكالة سياسية ولا استخباراتية وان وجود الوكالة مرهون برضى المستفيدين واننا لسنا متسولين ولا نحتاج شفقة من احد وانما نحن اصحاب قضية واصحاب ارض وكان اجدادنا اعزاء أثرياء وطالما اصيب العالم بالخرس امام نكبتنا فيجب ان يستمر العالم في دفع الثمن او اقتلاع الاحتلال من ارضنا وخذوهم الى جمهورية بيروبيجان جنوب شرق آسيا حيث الموقع الاصلي المفترض لليهود وابحثوا في هذا الجانب
نعود الى موضوع الاضراب الذي ليس من المفروض ان يقوم به موظفي الوكالة فقط بل يجب ان يساندهم الاف الخريجين والخريجات والعمال والمنتفعين المتضررين من قرار الوكالة بعدم التوظيف رغم الحاجة الماسة جدا لمدرسين وموظفين جدد في كل القطاعات او على الاقل كان علينا جميعا ان نساند الموظفين باجراءات احتجاجية واعتصامات على الارض  وحملات تضامنية على مواقع السوشيال ميديا .. ويجب ان نطالب مثلا بتطبيق نظام التدريب وفرق العمل في المدارس وهذا امر يتطلب توظيف اعداد اكبر بكثير من الموجود وذلك لتحقيق مصلحة ابناء شعبنا الخريجين والطلاب على السواء
نعود الان للعنوان الرئيسي واسباب الإضراب التي يجب ان نعرفها ونحترمها وأهمها :-
– مؤخراً تم فصل 117 موظف بشكل تعسفي دون وجه حق وهذه جريمة ويجب ان تخضع قرارات وكالة الغوث للقانون السائد محليا كما تم الغاء عقود بطالة قبل فترة بشكل مفاجئ دون اسباب خصوصا أخصائيي التدليك والعلاج الطبيعي الذين يخدمون الاف المصابين والمعاقين جراء عدوان الاحتلال الصهيوني
 – هناك أدوية كثيرة مهمة جدا لم يعد لها وجود في العيادات بحجة التقليص والعجز المالي .. بينما تتواجد ادوية أخرى اقل اهمية كما ان العيادات تكتظ بتزايد عدد المرضى خصوصا مع جائحة كورونا وتناقص الطواقم الصحية وكل ذلك يؤدي الى الازدحام وتأخر الخدمات وشعور المواطن بالذل  .. بالإضافة لذلك هناك إيقاف للتغطية المالية للتحويلات الطبية المهمة ويوجد تغطية قليلة جدا لبعض العمليات
– يوجد منشآت  كثيرة بدون أذنة أو حراسات بحجة عدم القدرة على توظيف احد او توفير بطالات فيما قد تتعرض تلك المنشآت للسرقة والعبث ويكلف ذلك ملايين الدولارات عدا عن تضرر المستفيدين.
– منذ سنوات لا يوجد عقود توظيف مثبتة في الوكالة ولايوجد حقوق للموظفين الذين يمضي عمرهم كله في خدمة وتعليم الناس ومطلوب منه ان يصل الى سن ٦٠ ويصبح عالة على المجتمع او يموت بدري مجلوطاً… وكلنا يعلم ان تقديم الخدمة للاجئين بحاجة إلى وجود موظفين مثبتين لتقديمها فنحن لا نعيش في اليابان ولا المانيا لنتعامل مع روبوتات ذكية
-الإجازة الاستثنائية والخصومات  اصبحت سيف على رقاب من تبقى من الموظفين فيما يعيش مدرسي أولادنا بعقود يومية يمكن الاستغناء عنهم في أي وقت وهذا الامر يؤثر سلبا على جودة الاداء وجودة التعليم لأن اهم نقطة للموظف ان يشعر بالأمان الوظيفي
– يوجد حاليا أكثر من 1200 شاغر وظيفي، و من يتقاعد ليس له بديل بذريعة العجز المالي المتكررة التي يحكمها سياسة العصا والجزرة .
– لا كرامة للموظف مقدم الخدمة او المعلم وتُستباح حقوقه في كل الأقاليم بحجة حماية المواطن لدرجة ان اي مواطن يمكنه تقديم شكوى ويتم تصديقه مبدئيا وايقاف الموظف عن العمل لحين انتهاء التحقيق وحتى لو كان المدعي كاذبا وجاهلا وادعى ان المعلم ضرب ابنه فإنه مصدّق ويحترموا شكواه ويهينوا المعلم.. وهذا تناقض غير مقبول.. كما  ان صفوف المدارس فيها من 45  الى 50 طالب و يزيد و لا يوجد عدد كافي من المدرسين .
– مستحقات أضرار عدوان 2008 و2014  وما تلاها من هجمات صهيونية حتى 2020 تزيد عن 100 مليون دولار و لم تُصرف للاجئين الجدد المنكوبين المتضررين حتى الان كما تم التوقف عن دفع الايجار للعائلات المدمرة بيوتهم بسبب الحروب المتكررة على قطاع غزة وبعض العائلات يسكنون الخيام حاليا فوق ركام بيوتهم المدمرة وكلنا يعلم اننا دخلنا في فصول البرد ومعلوم ان الحفاظ على الكرامة الإنسانية من شعارات الامم المتحدة ووكالاتها
– يوجد عشرات الآلاف من الأسر الفقيرة الذين حُرموا من السلة الغذائية والكوبونات بذرائع سخيفة جدا تتناقض مع ابسط الحقوق الانسانية ويحتاج المواطن الى دوخة في تقديم الأوراق واثبات حاجته  حتى يستعيد حصته وقد يتم حرمانه من حقه اذا أمتلك ثلاجة حديقة او شاشة تلفاز او هاتف حديث ومطلوب منه ان يبقى في مظاهر الذل حتى يستحق الشفقة والرحمة من وكالة الغوث.. عن اي غوث تتحدثون؟
– تم تشريع الدوام الجزئي في وكالة الغوث التي من المفترض ان تقدم خدماتها مباشرة للاجئين على مدار الساعة.
– وكالة الغوث هي المؤسسة الأممية الوحيدة التي ليس لها موازنة ثابتة ولا واضحة من تاريخ إنشائها ويترأسها دائما اجانب لا يعرفون شيء عن تاريخنا ولا عن عائلاتنا فيما تزخر بلادنا بالخريجبن المؤهلين من أبناء شعبنا والقادرين على إدارة وكالة الغوث بما يحقق مصالح شعبنا الانسانية والوطنية
ختاما يجب ان نفهم ان تأخير رواتب الموظفين  في وكالة الغوث هذا الشهر بالذات هو تأخير مقصود( كقرصة أذن)  حتى ينساقوا للمخططات ويسكتوا .. فهل نسكت ونتركهم في معركتهم التي يقاتلوا فيها لاجل غيرهم؟

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

عمر حلمي الغول

عمر حلمي الغول يكتب : لا ادلة على أكاذيب إسرائيل

نبض الحياة لا ادلة على أكاذيب إسرائيل عمر حلمي الغول دولة إسرائيل اللقيطة قامت على …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *