الرئيس محمود عباس
الرئيسية / متابعات اعلامية / ماهي خطوات دعم وتقوية السلطة الوطنية الفلسطينية؟

ماهي خطوات دعم وتقوية السلطة الوطنية الفلسطينية؟

الرئيس محمود عباس

ماهي خطوات دعم وتقوية السلطة الوطنية الفلسطينية؟

رأي: صحيفة الجروزولم بوست- توفا لازروف

هالة ابو سليم .

ترجمة: هالة أبو سليم-غزة- 12/6/2023

 

إذا رغبت إسرائيل و الولايات المتحدة بالاحتفاظ بالسلطة الوطنية كشريك فاعل و دبلوماسي فعليها ان تفعل المزيد من الخطوات العملية لتحقيق هذا الهدف وذلك من خلال تقويه السلطة الوطنية 

سيستغرق الأمر أكثر من زيارة دراماتيكية إلى جنين من قبل محمود عباس لتعزيز مصداقيته مع الشعب الفلسطيني، لا سيما في الركن الشمالي المنسي من الضفة الغربية .

ففي إستطلاع أجراه المركز الفلسطيني لأبحاث السياسة تم نشرة مؤخرا فإن 80% من الشعب الفلسطيني يرغبون باستقالة الرئيس الفلسطيني من منصبه . 

تأتي زيارة محمود عباس لمخيم جنين يوم الأربعاء – وهي الأولى له منذ عام 2012 – بعد أسبوع واحد فقط من حملة الجيش الإسرائيلي التي استمرت يومين في جنين والتي دمرت البنية التحتية للإرهاب في المدينة، إلى جانب المنازل والشوارع والمتاجر. ووفقا لراوية لجيش الدفاع الإسرائيلي، فقد تم اغتيال 12 مقاتلا فلسطينيا في القتال الذي أعقب ذلك.

كما أكدت الحملة العسكرية المعروفة باسم عملية “المنزل والحديقة”، والتي سلطت الضوء على مدى تحول جنين إلى مركز إرهابي، ما هو واضح، وهو أنها كانت مدينة أغفلتها السلطة الفلسطينية منذ فترة طويلة وتلك التي لم تكن قواتها الأمنية تسيطر عليها.

في الأسبوع الماضي، واجه اثنان من كبار مسؤولي فتح، محمود العالول وعزام الأحمد، من قبل سكان جنين الغاضبين عندما حضروا جنازة بعض الشهداء ،وأجبروا على المغادرة

يأمل عباس أن تبدد زيارة التضامن بعض الدعاية السلبية، لكن النقاد يخشون أنها مهمة غير مجدية تماما نتيجة تراكمات أثقلت كاهل الشعب الفلسطيني و منذ فترة طويلة . 

كما ذكر غيث العمري، الزميل البارز في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى: «إذا ذهب محمود عباس لزيارة مخيم جنين وكانت هناك احتجاجات، فسيظهر أضعف مما كان عليه من قبل».

وأضاف العمري المستشار السابق لفريق التفاوض الفلسطيني «سيظهر ذلك بشكل كامل افتقاره للشعبية والمصداقية ” . 

إحباطات في شوارع الضفة الغربية:

ومع ذلك، فإن الإحباط في شوارع الضفة الغربية لا يقتصر فقط على الزعيم المسن الذي ظل في منصبه منذ ما يقرب من عقدين، ولكن مع حكومته، 

من خلال الاستطلاع الذى أجراه مركز خليل الشقاقي فأظهرت النتائج ما يلى: 

أن 84٪ من الفلسطينيين يعتقدون أن السلطة الفلسطينية فاسدة، حوالي 63٪ يعتبرون وجودها مفيدًا لإسرائيل و 50٪ يعتقدون أن انهيارها في مصلحة الشعب الفلسطيني.

كافحت السلطة الفلسطينية من أجل الشرعية وكافحت للحفاظ على موطئ قدمها ضد شعبية حماس المتزايدة. لقد فشلت في قمع الفساد، وحيوية الاقتصاد، وتنفيذ تدابير الإصلاح لم تجر انتخابات عامة منذ ما يقرب من عقدين ولم تلهم جيل الشباب لدعمها.

علاوة على ذلك، فقد فشلت في المهمة الأساسية التي تم إنشاؤها من أجلها، والتي كانت استكمال اتفاقية الوضع النهائي لحل الدولتين.  

بعد ما يقرب من 30 عامًا من المصافحة في حديقة البيت الأبيض التي أطلقت اتفاقيات أوسلو، يبدو أن رؤية الدولتين غير مرجحة بشكل متزايد ..

لا توجد عمليا وواقعيا عملية للسلام أطلقتها الولايات المتحدة معظم الحكومات الإسرائيلية السابقة و الحالية لا تؤيد أو تدعم أقامة دولة فلسطينية . وأضافة على ذلك ان الحكومة الحالية المتطرفة صرح احد أعضائها وهو وزير الأمن القومى إيتمار بن غفير عندما وصف السلطة الوطنية الفلسطينية بانها كيان أرهابى و هي عدو لإسرائيل .    

تم التأكيد على عجز عباس من خلال التخطيط الإسرائيلي المتسارع لبناء المستوطنات وهجمات المستوطنين العنيفة ضد الفلسطينيين. لم يتبق له مجال كبير باستثناء الحرب الدبلوماسية ضد إسرائيل على المسرح الدولي والإجراءات الاقتصادية على الأرض.

كان ينبغي أن يكون حليفاه الأكثر احتمالا هما رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والرئيس الأمريكي جو بايدن. بدلاً من ذلك، أدلى كلاهما بتصريحات هذا الأسبوع ساعدت فقط في شد حبل المشنقة حول رقبته.

باختصار، كما يقول المثل الشهير، مع هؤلاء الأصدقاء، من يحتاج إلى أعداء ؟

أولا، كان هناك اجتماع لمجلس الوزراء الأمني الأحد حيث تعهد نتنياهو بأن «إسرائيل ستعمل على منع انهيار السلطة الفلسطينية».

بدا الأمر كما لو أن نتنياهو كان على وشك تسليم عباس سترة نجاة، لكن في الواقع، كان الأمر أشبه بحفر حفرة أخرى في قاربه الغارق.

جعلت الكلمات الأمر يبدو كما لو أن وجود السلطة الفلسطينية كان في مصلحة إسرائيل وليس الفلسطينيين، السلطة الفلسطينية هي خادم إسرائيل الذي ساعد في إثارة العداء الشعبي الفلسطيني ضدها.

لم تكن القضية مع بيان نتنياهو على وجه التحديد، بل كانت مع عدم وجود أي تعهد ملموس من شأنه أن يساعد عباس في تقديم شيء ملموس للفلسطينيين لتحسين نوعية حياتهم.

إذا كان هناك أي شيء، فهو عكس ذلك تمامًا، فقد وعدت إسرائيل باتباع جميع السياسات التي يعارضها الفلسطينيون..

ويشمل ذلك مواصلة معاقبة السلطة الفلسطينية اقتصادياً على رواتبها الشهرية للشهداء وأسرهم، فضلاً عن هدم المباني الفلسطينية غير القانونية في المنطقة جيم من الضفة الغربية.

ولو أرادت إسرائيل تعزيز السلطة الفلسطينية، لكان بوسعها أن تتعهد بعدم إصدار المزيد من الإعلانات عن خطط الاستيطان لبقية العام، أو أن تقدم تعهدا ذا مصداقية بالسماح بتنمية الفلسطينيين للمنطقة جيم.

كان بإمكان مجلس الوزراء الأمني تقديم عروض محددة للمناطق الصناعية، وتصاريح العمل، ، أو باختصار، عرض أي شيء يمكن أن يأخذه عباس للفلسطينيين ويدعي أنه انتصار، بدلاً من بيان جعله يبدو وكأنه متعاون.

ثم أخذ بايدن في الاعتبار، مشيرًا إلى السلطة الفلسطينية خلال مقابلة قصيرة أجراها مع شبكة CNN. كان بإمكانه أيضًا تقديم لفتة إلى عباس، بما في ذلك إعادة فتح قنصلية منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن التي تم إغلاقها خلال إدارة ترامب السابقة.

كان بإمكانه الإشادة بعباس والتحدث عن أهمية السلطة الفلسطينية للولايات المتحدة، وبالتالي تعزيز مصداقية السلطة الفلسطينية الدولية في الغرب.

وبدلاً من ذلك، شدد بايدن على افتقار السلطة الفلسطينية للشرعية، وأضاف بايدن ”   

أن السلطة الفلسطينية فقدت مصداقيتها». 

وذلك ليس له علاقة بالصراع مع إسرائيل ولكن له علاقة بطبيعة السلطة الفلسطينية نفسها . 

هذا “ليس بالضرورة بسبب ما فعلته إسرائيل” ولكن “لأنها فقدت للتو مصداقيتها، رقم واحد، وفي المرتبة الثانية، خلقت فراغًا للتطرف… بين الفلسطينيين “.

هناك حجج تؤيد وتعارض دور السلطة الفلسطينية كقائد للشعب الفلسطيني. ولكن إذا أرادت إسرائيل والولايات المتحدة الاحتفاظ بها كشريك دبلوماسي شرعي، فعليها أن تفعل المزيد لتقويتها بشكل شرعي.

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

20240420_143456

استهداف مخيم نور شمس يندرج ضمن مخطط التهجير ويتطلب تدخل دولي لحماية المخيمات

استهداف مخيم نور شمس يندرج ضمن مخطط التهجير ويتطلب تدخل دولي لحماية المخيمات    المحامي …