الصباح الفلسطينية
مقالات مشابهة
يجب على السياسيين العرب التعلم من فرقهم الرياضية
رأي : داوود كتاب _ميديا لاين .
ترجمة : هالة أبو سليم-غزة .
يُعتبر العرب متحدون في اللغة والثقافة والجغرافيا، ولكنهم لم يتمكنون من حشد أي شيء قريب من عوامل الجبهة الموحدة بأي طريقة ذات مغزى وفي غياب هذه الوحدة، فقد كانت المنطقة العربية ضحية للاستعمار، ونُهبت ثرواتها ومواردها.
فقد منعت الفردية والأنانية العرب من الاستفادة من جغرافيتهم الاستراتيجية وثروتهم النفطية الهائلة والسكان المتعلمين نسبيًا طبق المستعمرون الأجانب تكتيكات فرق تسد لضمان استمرار حكمهم للمنطقة.
لكن يبدو أن هذه الإخفاقات حلت محلها الانتصارات هذا الأسبوع نجحت دولة عربية صغيرة مثل قطر، في تنفيذ كأس العالم على مستوى عالمي وفازت السعودية على منافستها الأولى الأرجنتين في الجولة الأولى من المباريات وكذلك المغرب ضد بلجيكا وتونس ضد فرنسا.
في الدور الثاني، واصل المغرب تحدي المتشككين من خلال التغلب على إسبانيا، وهو منتخب أوروبي قوي يفضل الفوز بكأس العالم كانت المفاجأة المغربية خطة نفذها المدرب وليد الركراقي بشكل مثالي وتمحورت حول الحارس النجم ياسين بونو .
لمدة 120 دقيقة، أبقى بونو إسبانيا بدون أهداف وفي ركلات الترجيح أوقفت ركلتي جزاء إسبانيتين لمساعدة فريقه على التقدم للعب ضد البرتغال للحصول على مكان في الدور قبل النهائي لم يصل أي فريق عربي إلى مجموعة الثمانية في كأس العالم ثم أصبح المغرب أول فريق عربي يصل إلى نصف نهائي كأس العالم، بعد فوزه على البرتغال التي كانت تفضل الفوز بالبطولة بأكملها.
سيظهر الحارس بونو، الذي يلعب خلال العام لفريق إشبيلية الإسباني، كنموذج يحتذى به للشباب العربي الشاب الطويل والرشيق، ابتسامته لم تترك وجهه أبدًا وثقته بزملائه في الفريق مختلف كثيرًا عن النجوم الآخرين الذين يبدون أنانيين ومتعجرفين.
التأصيل للمستضعف:
أدرك الفريق المغربي أنهم المستضعفون في مباراة خروج المغلوب ضد إسبانيا القوية، لذلك نفذوا خطة غادرت المناطق المحيطة وسيطروا على المناطق الوسطى بقوة حارس المرمى النجم.
كان نجاح المغرب ضد إسبانيا، الذي أثار مكالمة هاتفية مع المدرب واللاعبين من الملك محمد السادس، نتيجة لخطة جيدة التصميم تم تنفيذها بشكل مثالي من قبل اللاعبين 11 الذين تصارعوا طوال الدقائق 90 بالإضافة إلى الدقائق 30 من الوقت الإضافي لم يتراخى أي لاعب وكان الجميع مكرسين لهدف الفوز الفردي .
قد يبدو وضع خطة معقولة بناءً على نقاط قوتك وتنفيذك بشكل مثالي أمرًا لا يحتاج إلى تفكير، ولكن نظرة على الإخفاقات السابقة والحالية توضح مدى أهميتها، العالم العربي يتحدث عن الوحدة أنشأت جامعة عربية موحدة لكنها لم تتمكن من إنتاج أكثر من 10٪ من التجارة العربية البينية.
في عام 2012، فاز الجزائري توفيق مخلوفي بالميدالية الذهبية في سباق 1500 متر في أولمبياد لندن، وفاز المغربي هشام الكروج بميداليتين ذهبيتين في سباق 1500 متر و 5000 متر في ألعاب أثينا عام 2004، وفي عام 1996، فازت السورية غادة شوع. فاز كل هؤلاء اللاعبين في مسابقات فردية؛ عندما يتعلق الأمر بالرياضات الجماعية، فشلت الفرق العربية فشلاً ذريعاً، يمكن قول الشيء نفسه عن فشل العرب في الأعمال التجارية.
تعمل الشركات العائلية بشكل جيد للغاية، في حين أن الشركات بالكاد أحدثت تأثيرًا في الأعمال التجارية العالمية. تشير تقديرات المنتدى الاقتصادي العالمي إلى أن 85٪ من الشركات العربية الناجحة مملوكة لعائلات كبيرة .
فاالدول العربية الغنية غير قادرة على حل الأمية والجوع فالسودان مثلا ، الذي من المفترض أن يكون سلة خبز العالم العربي، يعاني من المجاعة بسبب هذا الانقسام، والفلسطينيون منقسمون حول السيطرة على أراضيهم المحتلة وقادته غير قادرين على توفير الحد الأدنى من الكرامة والحرية للشعب الفلسطيني الذي هم في أمس الحاجة إليه حتى في إسرائيل، لم تتمكن الأحزاب العربية من الاتفاق على قائمة مشتركة في الانتخابات الأخيرة، مما أدى إلى إهدار أصوات الناخبين .
الخلاصة :
يمكن للوحدة العربية والكفاءة العربية إلى جانب استراتيجية واقعية يتم تنفيذها بشكل جيد أن تحدث تغييرًا كبيرًا في العالم العربي فقد رقص الأطفال العرب في الشوارع عندما تغلبت السعودية على الأرجنتين ميسي وعندما حقق المغرب تقدمًا غير مسبوق ضد إسبانيا والبرتغال فكرة القدم هي موحد وطني رائع كما شوهد في قطر حيث يلوح المشجعون واللاعبون العرب العاديون بالعلم الفلسطيني.
لكن ما يجعل الفرق تفوز على أرض الملعب لا يمكن تحويله إلى الساحة السياسية إلا إذا تم تنفيذ مفاهيم نكران الذات والعمل الجماعي والاستراتيجية والتنفيذ المناسبين.
هل يمكن للشباب العرب الذين تمسكوا بأجهزتهم التلفزيونية وهم يشاهدون كأس العالم والنجاح النسبي للمنتخبات العربية الرياضية أن يتمكنوا من ترجمة هذه الأهداف الفائزة إلى حياة حقيقية على أرض الواقع؟
