الرئيسية / الآراء والمقالات / عمر حلمي الغول يكتب : نبض الحياة خطة نتنياهو الميتة

عمر حلمي الغول يكتب : نبض الحياة خطة نتنياهو الميتة

عمر حلمي الغول

نبض الحياة
خطة نتنياهو الميتة
عمر حلمي الغول
يتوالى طرح الخطط لليوم التالي لقطاع غزة من قبل نتنياهو واضرابه وبالشراكة مع الإدارة الأميركية ومن يدور في فلكهم من عرب وعجم، ومن الخطط الجديدة التي نشرتها صحيفة “يديعوت احرونوت” مايو الحالي (2024) الخطة المطروحة تحت عنوان “من الازمة الى الازدهار – خطة لتحويل قطاع غزة من المحور الإيراني الى محور الاعتدال”، والتي تم وضعها في شهر نوفمبر من قبل رجال اعمال، وتم عرضها على مكتب نتنياهو في ديسمبر 2023، ثم تبنيها، وترتكز على النقاط التالية: أولا تقيم إسرائيل مناطق عازلة اسمتها الخطة “آمنة” وخالية من حماس في قطاع غزة، تبدأ في شمال غزة، ثم تمتد للجنوب؛ ثانيا تشرف الدول العربية التالية: السعودية والامارات العربية ومصر والبحرين والأردن والمغرب على المساعدات الإنسانية التي سيتم تقديمها في المناطق “الآمنة”؛ ثالثا تشكيل إدارة ذاتية من أبناء غزة تكون خاضعة لأشراف الدول العربية المذكورة ، وتستمر فترة توزيع المساعدات الإنسانية لمدة عام كامل؛ رابعا المرحلة التالية التي تمتد بين 5 و10 سنوات تحتفظ فيها إسرائيل بالمسؤولية الشاملة عن الأمن في غزة، وفي ذات المرحلة تعمل الدول العربية على انشاء هيئة متعددة الأطراف تتولى الاشراف على هيئة إعادة اعمار غزة، وتوجيهها وتمويلها تحت مسمى (هيئة إعادة التأهيل)، ويدير الفلسطينيون من غزة هيئة إعادة الاعمار، التي تتولى مسؤولية إدارة المناطق الآمنة؛
خامسا تنفيذ “خطة مارشال” الفلسطينية ومبادرات مكافحة “التطرف”؛ سادسا تحتفظ إسرائيل على المدى الطويل (دون تحديد هذا المدى) بحق العمل ضد التهديدات الأمنية في قطاع غزة؛ سابعا تقوم الدول العربية بنقل السلطة في غزة الى حكومة غزية أو حكومة فلسطينية موحدة، ووفق صحيفة “نيويورك تايمز” سيتم التقرير في طبيعة الحكومة من خلال صناديق الاقتراع لسكان غزة وحدهم لتحديد ما اذا كانوا سينضمون للسلطة الوطنية ام لا؟ هذا “إذا اثبتت” الفلسطينية قدرتها على القيام بنزع التطرف ونزع السلاح وبشرط موافقة الجميع؛ تاسعا من جانبها ستعمل الولايات المتحدة على تحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط وتحقيق الهيمنة في المنطقة، الى جانب تحقيق رؤية بايدن لممر تجاري بين الهند والشرق الأوسط والامارات والبحرين وسيحقق الاستقرار الإقليمي والنفوذ فيها، الى جانب التحالف الدفاعي مع الولايات المتحدة لصالح السعودية، بالإضافة لذلك فإنها ستحظى بإمكانية الوصول الى البحر الأبيض المتوسط، وهو نموذج يمكن تكراره في اليمن والسعودية ولبنان، وتشجيع الاستثمارات المباشرة في اقتصاداتها، وتستفيد مصر والأردن أيضا من ذلك.
وورد في احدى صفحات الخطة، التي وضعها رجال الاعمال وتبناها مكتب نتنياهو الإشارة الى رؤية “غزة 2035″، بتعبير آخر، الخطة كما ورد في نقاطها لمطلع الاربعينيات، وتعتبر بروفة لخطط شبيهة سيتم تنفيذها في اليمن وسوريا ولبنان، وهي جزء لا يتجزأ من مخطط الهيمنة الأميركية على إقليم الشرق الأوسط الكبير، واستباقا لعملية تقسيم النفوذ في العالم. وهذا ما تم ذكره مرات عدة في هذه الزاوية، ان ما يجري في غزة، ليس محصورا بفلسطين، وانما هي محطة ثانية بعد مرحلة ما سمي ب”الربيع العربي” لتكريس النفوذ الأميركي في الوطن العربي خصوصا وفي الإقليم الشرق الاوسطي الجديد بقيادة إسرائيل.
وبقراءة سريعة للخطة فلسطينيا، أولا ولدت ميتة، لأنها لا تستجيب للحد الأدنى للمصالح الفلسطينية؛ ثانيا إصرار القائمين عليها على فصل القطاع عن الضفة، ليس هذا فحسب، بل فصل محافظات شمال القطاع عن محافظات جنوبه، والتساوق مع الرؤية الصهيو أميركية؛ ثالثا العمل على تبديد إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وذات السيادة، وإخضاع السلطة الفلسطينية لاختبارات أمنية، وان كانت تصلح للعب دور أداة وظيفية مأجورة اسوة ببعض دول الإقليم أن لا؟؛ رابعا تحويل المناطق الفلسطينية الى محميات وروابط قرى جديدة ودون تواصل جغرافي سياسي فيما بينها. لان المستعمرات المقامة والتني ستقام لاحقا ستعمل على تمزيق وحدتها الجغرافية السياسية والإدارية.
الخطة المطروحة، هي وصفة جدية لإشعال المنطقة من جديد، وفتح أبواب انتفاضة شعبية تعيد خلط الأوراق في فلسطين والوطن العربي والاقليم برمته. لذا انصح ناشروها ومتبنوها طيها، والقائها في سلة المهملات، والعمل فورا وبسرعة فائقة على تكريس خيار حل الدولتين على حدود الرابع من يونيو1967، وضمان عودة اللاجئين، ان كانت الولايات المتحدة معنية بمصالحها الحيوية في الإقليم والعالم.
oalghoul@gmail.com
a.a.alrhman@gmail.com

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

كاتبة صحفية ومحللة سياسة / مصر

مسك محمد تكتب : ما محطة حماس القادمة؟

ما محطة حماس القادمة؟ بقلم مسك محمد  كان لتصريح وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، بأن …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *