عدلي صادق: عدلي صادق : لقاء أبو مازن ـ مشعل: المتفائلون والمتشائمون بتاريخ الجمعة 18 نوفمبر 2011
الموضوع: قضايا وآراء
|
 لقاء أبو مازن ـ مشعل: المتفائلون والمتشائمون عدلي صادق قُبيل اللقاء المُزمع إجراؤه، بين الرئيس محمود عباس وخالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس؛
لقاء أبو مازن ـ مشعل: المتفائلون والمتشائمون عدلي صادق قُبيل اللقاء المُزمع إجراؤه، بين الرئيس محمود عباس وخالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس؛ درات رحى الكلام في اتجاهين متضاديْن، أولاهما يرى الأمور مُطَمْئنة وشبه ناضجة، أو شبه منتهية إيجاباً، وبالتالي سيكون اللقاء، تتويجاً لما تم التوصل اليه من توافقات، لتحقيق الوحدة الفصائلية، على قاعدة وحدة الكيانية الوطنية، وحق الاختلاف. والخط الثاني يركز على شواهد الحال ويرى في الإصرار الحمساوي على التعاطي بغلاظة مع منتسبي حركة فتح في غزة، لغير ذي سبب أمني، وفي مواعيد مناسباتهم الوطنية؛ برهاناً على الانسداد التام لأفق المصالحة. الخط الأول من رحى الكلام، يستأنس بتفاؤل عزام الأحمد دون سواه. وربما تكون عبارة "دون سواه" في هذا السياق، تذكيراً لأخينا عزام، بالحاجة الى فريق معه، يرى ويسمع ما يراه ويسمعه، بخاصة وأن نشرته الجوية، المبشرة بأمطار الخير، لا تؤيدها سماء ملبدة، مثلما لا يؤكد عليها شهود عدول. وحين يقول الدائرون مع رحى الكلام على هذا الخط، أن ليس هناك من مطر يُرجى؛ فلا يكونون بالضرورة من كارهي المصالحة، لأن هذه الأخيرة مطلب سياسي وطني، وهي مستلزم أساس للكيانية الفلسطينية! أما المتشائمون على الخط الثاني، فإنهم يقرأون ويستبطنون الواقع المرير، بل إن بعضهم يذهب بعيداً في الداخل الحمساوي، ليستشف احتمالات تأثير مشعل وقدرته على التنفيذ إن تجرأ وقرر. فالرجل، في الحقيقة، لا يمارس لعبة الحكم التي تسري على جزء من الشعب، بتفصيلاتها اليومية، وهي لعبة يستمرؤها ممارسوها، إذ ينتقلون في مواكب سيارات، ويأمرون فيُطاعون، ويثابرون على جباية المال، وينفقونه، من مواقع متنفذة في بُنية الحكم، ويضعون أيديهم على مقدرات وأراضٍ ومقرات، وعلى أملاك ليست لهم، في الوطن. ويختلف ساح العمل الذي هم فيه، عن وضعية المكتب الضيف في الشام، الذي لخالد مشعل ومن معه، وعن حقيبة المسافر لكل منهم، إينما يُتاح السفر! مستمرؤو الحكم، في أي مكان، يرون الكيلو متر المربع الواحد، الذي يظفرون فيه بـ "التمكين" أعز من مئة ألف كيلو متر في عالم التمني والخطابة. وعلى الرغم من ذلك، نتمنى أن تكون حركة حماس في الداخل وفي الخارج، على قلب رجل واحد، وان يكون خالد مشعل، ما زال يستحوذ فعلاً، على حق "السمع والطاعة" من كافة قيادات حماس، أي الحق الذي كان أرسله له، علناً وعبر شاشات التلفزة، الشهيد الليث الشجاع د. عبد العزيز الرنتيسي! * * * في تقديري، فضلاً عن بعض الانطباعات التي تعزز هذا التقدير؛ إن الرئيس محمود عباس، سيركز في حديثه مع خالد مشعل، على الموضوع السياسي، لأن أذى الانقسام ومساوئة، هي بالدرجة الأولى سياسية. فإن سعى مشعل لأخذ الرئيس "أبو مازن" الى حديث التفصيلات، في بُنية السلطة الموحدة المرتجاة، سيضجر أبو مازن سريعاً، لأن أحد أهم أخطاء انتخابات كانون الثاني (يناير) 2006 كان يكمن في إجرائها بدون التوافق على طبيعة الكيانية التي تجري في إطارها، وعلى السقف السياسي المتاح لهذه الكيانية باعتبارها داخل سوق التسوية، فمن يعجبه السوق يتسوق، ومن لا يعجبه، فليجد تعويضه في فضاء رحب، توفره الفرضيات النظرية والايديولوجيا! كنا، في تلك الانتخابات، كمن يُجري مسابقة لاختيار سواق للحافلة (الباص أو الاوتوبيس) وغاب عن باله، أن يحدد للمتسابقين، خط الوجهة التي ستتحرك الحافلة اليها. وفي الحقيقة لا نقول ذلك إعجاباً بالخط المحدد للأوتوبيس، ولا بمستوى "الإسفلت" وانسيابيته؛ وإنما لأن الأمور كانت هكذا بالفعل، بل ما تزال هكذا فعلاً! بالتالي، ومثلما نقول في موضوع علاقة الأمن بالتسوية، لا تقوم السياسة ولا تتأسس على الأمن. فهذا الأخير هو الذي يقوم ويتأسس على السياسة. إن الوفاق لا يقوم على مزج ورق اللعب 52 مع 52 لتكتمل أوراق لعبة "الهاند ريمي" لسبب بسيط، وهو أن تنوع الرسوم وألوانها والأرقام وقوتها، مطلوب في لعبة الورق، وحيثما تكون الخصومة، ويكون تسجيل النقاط، وتوخي الغلبة، بالحذر والرقابة على الأيدي، من شروط الإمتاع في اللعبة. لكن منهج هذه اللعبة، مُضر في السياسة الوطنية، التي يتعين أن يكون فيها لفلسطين، أمام الخصم، الذي هو على الطرف الآخر من الصراع، لاعب واحد، ومن ورائه لاعبون مساندون! في لقاء الرئيس محمود عباس مع خالد مشعل، ستكون السياسة هي الفيصل. ملخص نقطة الحسم على هذا الصعيد: هل يمكن أن نمضي معاً، وفق برنامج منظمة التحرير الفلسطينية الذي صيغ في عهد الشهيد ياسر عرفات، كمحصلة لتجارب واختبارات، ومشاوير على كل الدروب، أم إننا سنظل معطلين ومرتهنين لبرامج غير واقعية، ندفع أكلافها دون أن نسجل نقطة لصالحنا من خلالها، ودون أن يقف معنا أحد بسببها؟! معطلو المسعى السياسي الوطني الفلسطيني، من المحتلين ومن يساندونهم، يستأنسون بالانقسام، لكي يجعلوا سياساتهم أقل قبحاً واستنكاراً في عين العالم وفي ضميره. وستكون فاعليتنا أكبر وأعمق، عندما نتوافق على أن يكون لكل فصيل، حق التحفظ على ما لا يوافق عليه، دون المساس بقوة الموقف الوطني وصدقيته، ودون تخوين ومهاترات. وإن لم نتوافق، فإن من يأخذ منا بوسائل السياسة وبالقدرة على الامتناع الوطني عن الرضوخ للاحتلال، وسياسات حكومته العنصرية المتطرفة؛ سيعاني من الضعف الناجم عن الانقسام. أما من يأخذ بمناهج أخرى، كالقول أن لا برنامج عنده سوى "برنامج المقاومة" سيعاني هو الآخر من الضعف الناجم عن الحصار والقصف، وعندئذٍ يحقق المحتلون مبتغاهم، وهو أن يصبح الفلسطينيون غير ذي تأثير على أيٍ من الخطيْن: السياسة والمقاومة! هذه هي النقطة المطلوب حسمها من دون مواربة، في اللقاء الوشيك بين الرئيس "أبو مازن" وخالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس. أما حديث التفصيلات، والإجابة عن سؤال: "من يأخذ على ماذا بالمصالحة، على صعيد بُنية السلطة ومواقعها ووظائفها ومسؤولياتها؟!" فله سياق آخر! www.adlisadek.net
adlishaban@hotmail.com
|
|
| |
تقييم المقال |  | المعدل: 0 تصويتات: 0
|
|
|