عدلي صادق: عدلي صادق : قرعة الحج بتاريخ الخميس 21 يوليو 2011
الموضوع: قضايا وآراء
|
 قرعة الحج عدلي صادق أجمع الفقهاء على وجوب إجراء قرعة الحج، لأنها حلال شرعاً واضطراراً،
قرعة الحج عدلي صادق أجمع الفقهاء على وجوب إجراء قرعة الحج، لأنها حلال شرعاً واضطراراً، لكي يتفادى الحجيج زحاماً لا تحتمله المشاعر المقدسة. واستُحدثت القرعة الإلكترونية، من خلال الحاسوب، لضمان الدقة والصدقية. وهناك بعد القرعة وقبلها، في كل بلد، تجاوزات تتعلق بالإضافات. وفي العديد من الأقطار العربية والإسلامية، يختص المتنفذون أنفسهم بفرص وأسباب الحج، ويؤخذ في المعيّة آخرون ممن يرافقون ويؤنسون ويقفزون الى ما بعد القرعة، أو يحجزون أماكنهم قبلها، على حساب من هم احق منهم. وهؤلاء يُحال أمرهم الى رب العالمين، الذي يتقبل الفريضة، وهو الطيب الذي لا يقبل إلا طيّباً. وربما يتعرض المسؤولون المعنيون بموسم الحج وبقوائم الحجاج، الى ضغوط كثيرة لإدخال إضافات. وفي هذه الحال، تترافق الضغوط مع صعوبة اقتناع ذوي الإلحاح على الإضافة، بأن شرع الله لا يُجيز المحاباة، لذا يصبح من الصعب في موسم الحج، الاتصال بمسؤول عن هذا الأمر، لأن المعنيين يتوارون عن الأنظار وتنقطع خطوط هواتفهم تلافياً للإحراجات. وفي كل سنة، يصبح كل ذي صلة بالعمل العام، معرضاً لأن يتلقى دعوات ملحة للتدخل لدى مسؤولي الحج، لكي يلبي راغب في الحج غايته. ويُحسن صنعاً كل من يتعاطى مع هذا الإلحاح بفتور بمنطق الاحترام للقرعة، ولكي تنتظم أمورنا وفق القواعد المرعية لإعطاء الفرص بالقسطاط. أما المظاهر الخارجة عن هذه القواعد، على النحو الذي يتجاوز ما يسمح به الاضطرار؛ فإنها (مع التذكير بأن الله يرى) تكون مشهودة ومذمومة من قبل الناس، ومخالفة لفلسفة الحج ومعانيه ولمنطق السواسية بين الناس فيه! * * * تلقيت في هذا الشأن، إلحاحاً طريفاً ومقدّراً ومقنعاً، أرسله قارىء باسم سيدة عجوز تسعينية من بلدة صوريف في محافظة الخليل. وجه الطرافة أن السيدة التي تحلم بالحج مرة واحدة، دخلت القرعة ست سنوات متتالية دون أن يحالفها الحظ. وفي الحقيقة ارتاح أبناؤها لعدم حصولها على الفرصة، خشية أن يتوفاها الله بعيداً عن عيونهم. لكنها رأت أن موتها ودفنها في الأراضي الطاهرة، لو شاء لها الله ذلك؛ سيكون نعمة لا نقمة. وهنا يُقدّر واحدنا سيدّة في هذه السن، تحرص على اختتام حياتها بأداء فريضة الحج، التي لم تُتح لها أسبابها المادية، أي الإستطاعة، في سن أبكر، قبل أن يمن الكريم على انجالها بالرزق. بلغني أن العجوز تقول ما معناه: لماذا يدخل الطاعنون في السن الى القرعة؟ فهذه مقبولة لكل من يحس بأن الفرصة ما تزال أمامه، وأن فسحة العمر المتوقعة أطول، أما نحن في الثمانينيات والتسعينيات، فإن القرعة حين تُخطئنا، يمكن أن يدركنا الموت، فما بالنا إن أخطأتنا هذه القرعة مرات متتاليات، فنصمد وننتظر، فيما نحن نشعر بدنوّ الأجل؟! تقول الأم التسعينية، إن عدد السيدات اللاتي بلغن فوق الثمانين، ، ليس كبيراً ولا يزاحم فئات عمرية أخرى. وحتى إن زاحم الآخرين، فعلى هؤلاء أن يُقدروا حاجتنا الى هذه الفريضة. وقد بدا الكلام مقنعاً! بخلاف هذا المثال، ربما نجد من أهل الثمانينيات والتسعينيات، من أهتدى متأخراً الى سواء السبيل فعرف الطريق الى الله، ورغب في التوبة النصوح. لذا ربما يكون من الجميل والطيب، ضم الراغبين من المتقدمين والمتقدمات في السن، الى قوائم الحجيج قبل القرعة أو بعدها، مع منحهم رعاية زائدة! www.adlisadek.ne adlishaban@hotmail.com
|
|
| |
تقييم المقال |  | المعدل: 0 تصويتات: 0
|
|
|