كشبحٍ ينبتُ من بين أصابعِها
كميناً لإصطيادِ نومها المبعثرِ
فتقرأُ في كتابٍ مملٍ عن حبّ فاشلٍ
تتقمصُ نهايته وتسقطُ عن الجسرِ
في مقبرةِ “تييس” قبلَ أن تكتبَ وصيةً
من سطرينِ ونصفْ لأبنّها المهاجرِ
بعدَ أنْ تعترفَ له أنني مثلها
الضحيةُ تراني قربها في كوخٍ
وسطَ مخيمٍ يعّجُ بالضجيجِ
تتركُ الحديقةَ للبكاء المرّ
الضحيةُ تهربُ مع قمرٍ شحيحِ الطلعةِ
لا يجيدُ سوى كسرِ الناياتِ
كلما اقتربت من ألبوم الذكريات
الضحيةُ الناجيةُ من عهدها العتيقِ
تعيدُ فيها كلامها عن الطغاة
الذين حولوا أزهارَ “أوشفيتس”
ليدينِ هاربتينِ من “الهولوكست”
سوى أنهمْ وقعوا في مصيدةِ
يخنقُ العالمَ من وجعٍ زائفٍ
تكرره ليلَ نهارٍ في ضحاياها
تفتحُ مقابرَ لإحلامِ حيفا القديمةِ
تكسرُ رمشَ الشمسِ عن يافا
الغزالةُ التي كانتْ تغزلُ بحراً للحياةِ
وترعى صخرةَ المغيبِ لعاشقين
درسا العربيةَ في بئرِ السبعِ
جاء بها الزرّاعُ من خليلِ الرحمانِ
وتفتحتْ رغبتهما بعد سنتين
في رحلةٍ مدرسيةٍ بريئةٍ جداً
يطيرانِ بينَ اجراسها والمآذنِ
العاشقانِ لم يقرءا يوماً سيرةَ الضحيةِ
والضحيةُ الناجيةُ من المحرقةِ
المطلوبينَ للموتِ اذا كذّبتْ الأغاني
في المكانِ بين اللدِ والرملةِ
لم يجدْ تابوتاً لساقٍ مبتورةٍ
أكلها الترابُ وتفجرتْ الذاكرةْ
وعمانَ كلبنانَ ومعهم القاهرةْ
هجرةٌ تفتحُ البحارَ على دسرٍ واصبةْ
و الفلسطيني هو الشريدُ بين كلِ الأمكنةِ
عازف الجيتار إبنَ زوجِ الضحيةِ
لنورسٍ يعلّمُ البحر السكونَ