عدلي صادق: عدلي صادق : الشيخ يدرس ويحسب ويكتم بتاريخ السبت 31 يناير 2015
الموضوع: قضايا وآراء
|
الشيخ يدرس ويحسب ويكتمبقلم : عدلي صادق أجاد
الشيخ حسن نصر الله، في حديثه المختزل، عن عملية الإغتيال بقصف السيارتين
في القنيطرة، وكذلك في حديثه المستفيض، عن عملية شبعا رداً عليه. لكن
الردود والشروح، قامت على اثيفتين مهمتين،
الشيخ يدرس ويحسب ويكتم بقلم : عدلي صادق أجاد الشيخ حسن نصر الله، في حديثه المختزل، عن عملية الإغتيال بقصف السيارتين في القنيطرة، وكذلك في حديثه المستفيض، عن عملية شبعا رداً عليه. لكن الردود والشروح، قامت على اثيفتين مهمتين، وبقيت ثالثة الأثافي، وهي شرط أن يستريح الكلام، مثلما يستريح الماعون على أثافٍ ثلاث. العامل الايديولوجي والعام، والعامل التفصيلي المتعلق بعمليتي القصف الإسرائيلي والرد عليه، أما العامل الثالث الغائب، وهو المسكوت عنه والأهم، فإنه يتعلق بخلفية الاتصالات التي حدثت، وتكتم عليها، والمواقف التي تخللتها. فقد قيل ــ وما قيل سمعه قطعاً الشيخ نصر الله ــ إن "حزب الله" بعث برسالة عبر الأمم المتحدة، يطلب فيها عدم التصعيد. ونحن هنا، لا نعترض على طلب كهذا، بل إن مبادرة "حزب الله" الى عرض هذه الرغبة، يمكن أن تساعد آخرين يتجنبون التصعيد مضطرين، دون الانتقاص من جوهر مواقفهم على صعيد الصراع. ونعلم أن استنكاف أمين عام الحزب، عن تناول موضوع الاتصالات التي أعقبت عملية الغدر الإسرائيلية؛ من شأنه إضعاف لغة الرجل التي ينبغي أن تتسم دائماً بالحماسة والعنفوان. فقد كان موفقاً في الحديث عن انفلات إسرائيل، وقد سبقناه في مثل هذا الحديث، عندما كتبنا تعقيباً على عملية شبعا. وكان بمقدور الشيخ نصر الله أن يشرح ما جرى في اتصالات التهدئة، لأننا عندما نتوخى التهدئة ونحن طرف أضعف بكثير ولا ظهير لنا، نتعرض لهجاء يلامس التخوين. لسنا في حاجة بالطبع، الى معلومات تفصيلية لكي نتأكد أن مداخلات روسية وأممية دخلت على الخط بعد الاعتداء الإسرائيلي وبعد الرد عليه. ذلك لأن استغراق "حزب الله" في الحرب السورية، يجعل الحزب غير معني بتاتاً بالانخراط في حرب أخرى، لا سيما وأن أيديولوجية الحزب، تقدم للناس تحليلاً يجعل دوره في سوريا، معطوفاً على قضية فلسطين ومقاومة إسرائيل أو ممانعتها. وفي الحقيقة، حاولت إسرائيل استغلال الوضع في سوريا، لكي يضرب ويوجه رسالة تقول للحزب ما معناه، يمكنك أن تذهب الى أية ساحة وان تقاتل براحتك وان تنعم بالهدوء في لبنان، لكننا لن نسمح لك باستغلال الصراع لإقامة بُنية أو منظومة عسكرية في الجولان. كان الهدف تكتيكياً إن لم يكن انتخابياً. لكن الضربة التي أودت بحياة واحد من أهم جنرالات إيران، أوقعت "حزب الله" في حرج شديد أمام جمهوره، ووضعت مؤسسة إيران العسكرية أو حرسها الثوري في حرج أشد، فأصبح من الطبيعي أن يطالب الناس بردٍ عاجل، وأن يسخروا من التعلل بالزمان المناسب. أما الإيرانيون، فلم تكفهم عملية شبعا أو لم ترفع عنهم الحرج، فتوعد قائد الحرس الثوري محمد علي جعفري إسرائيل بــ "رد صاعق" في حال المساس بالحزب، وهذه لغة تعبوية معتادة في موازاة اللغة السياسية المستخدمة في الاتصالات. ما عدا ذلك، لا يؤخذ على "حزب الله" أنه رد بأقل مما ينبغي. وقد أفاض الشيخ نصر الله، في شرح الجوانب البارعة والمشرفة في واقعة ذلك الرد. وليت قائد الحرس الثوري الإيراني، ينذر إسرائيل بعظائم الأمور وصواعقها، إن مسّت بسوريا، مثلما يفعل متوعداً إياها في حال المساس بالحزب اللبناني. ربما جعفري يرسل التهديد مطمئناً الى سلامة السياق. فعملية شعبا كانت مدروسة انتقى فيها "حزب الله" المكان بعناية، وراعى خارطة القرار الأممي 1701 لوقف اطلاق النار وخطوط الانتشار العسكري وإبعاد قوات الحزب، ثم تصرف في مزارع شبعا المحتلة، المنذورة ليوم العوزة الذي يجوز فيه توظيفها في سجال داخلي أو في حال الاضطرار الى عملية ضد إسرائيل. ويصح أن تكون آخر التمنيات في هذه السطور، أن يحسب الآخرون ويدرسون، مثلما يحسب نصر الله ويدرس! adlishaban@hotmail.com
|
|
| |
تقييم المقال |  | المعدل: 0 تصويتات: 0
|
|
|