عدلي صادق: عدلي صادق : أضحى عسير وأمل كبير بتاريخ الجمعة 03 أكتوبر 2014
الموضوع: قضايا وآراء
|
أضحى عسير وأمل كبيربقلم : عدلي صادق كل
عام وحالنا الفلسطيني والعربي أفضل. ليس ثمة ما يبهج في هذا اليوم الفضيل
سوى اختلاجة الإيمان. يصعب علينا إخفاء الحزن مثلما ينبغي أن يفعل الناس في
الأعياد.
أضحى عسير وأمل كبير بقلم :عدلي صادق
كل عام وحالنا الفلسطيني والعربي أفضل. ليس ثمة ما يبهج في هذا اليوم الفضيل سوى اختلاجة الإيمان. يصعب علينا إخفاء الحزن مثلما ينبغي أن يفعل الناس في الأعياد. لا زالت الأمة تحت النار أو تكابد عذابات من كل لون. أما الفلسطينيون الذين ألقيت عليهم الحمم المتفجرة في غزة، فإنهم لا زالوا قائمين فوق الركام، تشدهم المقابر الى الذكرى وللترحم على الراحلين الأعزاء. لا مكان سوى الأضرحة لحث هذه الذكرى، لأن البيوت التي لم يتبق منها حجر قائم فوق حجر، لم تتبق منها مساحات للتذكير بلحظات فرح. لا يُسمع في الأرجاء صوت محركات الإنقاذ وإعادة البناء. الأفق مسدود في السياسة، مسدود على المقاومة، ولا بوصلة! محاصرون لا زلنا. ممنوعون من الحياة، وممنوعون من الدخول الى أي أفق، وممنوعون من الفرح. عيوننا ترقب الحجيج يطوفون ببيت الله الحرام بخشوع، ويتضرعون للمولى أن يتغمدهم برحمته، ويغسل ذنوبهم لكي يعودوا كما ولدتهم أمهاتهم. لعلها مناسبة لاستذكار المفتقد والإلحاح في طلبه. فالأمل هو الذي يجمع الناس ويمدهم بالعزيمة. إن ما يعوزنا في هذه اللحظات هو الأمل المقترن بالإرادة مع يقين عميق بالعدالة الإلهية. فلا فائدة من الندب. ففي تجربة الإنسان العربي المستلبة حقوقه ويعذبه طغيان الأعداء والمستبدين؛ لم تكن ثمة قيمة عملية للتفجع والشكوى. منذ أن قال المتنبي "عيدٌ بأية حال عُدت يا عيدُ.. بما مضى أم بأمر فيك تجديدُ" وتحدث عن "الرجولة المسلوبة" ظلت مفردات التشكي وعباراته صالحة للتداول، يستعيدها اللاحقون عن السابقين، في توظيفات وإسقاطات تناسب لحظات وجعهم الراهنة، لكنها لا ترفع غُبنا. كان الشاعر المصري أمل دنقل، قد استلهم قصيدة المتنبي الحزينة، فكتب متفجعاً على النكوص عن الكفاح "عيدٌ بأية حال عُدت يا عيدُ.. بما مضى أم لأرضي فيك تهويدُ.."! في اللحظات التي يمتزج فيها الألم بالشدائد، لا بد من عمل يرتفع الى سوية الثورة على الأحزان، ومواجهة رزايا الواقع. فالأصل أن الله سبحانه لم يجعل العيد مشروطاً بحال من أحوال الأمة، لأن الدنيا تتقلب وتتغير وما يتعرض له المؤمنون ابتلاء وامتحان. حين نستغرق في التفكير في أحوالنا وأحوال الأمة، تتسع دائرة حزننا ويطغى التأسي، وهنا يصبح التفكير فريضة والتأمل واجباً والتعلق بخيوط الأمل فطرة طبيعية! أضحى عسير، لكن مقتضى الإيمان، يجعلنا قادرين على استجماع الإرادة وتضميد الجراح والمضي في الطريق الذي قُطِّعت أجسادنا لكي لا نمضي فيه. كل عام وذكرى الشهداء حيّة في ضمائرنا وقلوبنا. كل عام ونحن أكثر تصميماً على الحرية ودحر الاحتلال. كل عام وفلسطين ضاغطة بقوة على الضمير الإنساني فتجعل انتصارها محتماً. كل عام وشعبنا أكثر عناداً وحيوية. كل عام وحال الكيانية الفلسطينية أصلح وأرحب وأشمل تمثيلاً وأنبل سلوكاً. كل عام وأنتم بخير. adlishaban@hotmail.com
|
|
| |
تقييم المقال |  | المعدل: 0 تصويتات: 0
|
|
|