 ( ثيوقراطية ) جماعة الإخوان المسلمين
أحمد دغلس
الثيو قراطية هي كلمة يونانية'Theokraties' وهي متكونة من مقطعين - ثيو - والذي يرادف معنى الدين و- كراتيس- وهو هنا ياتي بمعنى السيادة او الحكم , وبعد ربط الكلمتين مع بعض سيصبح معناه حرفيا هو ' حكم الدين ' ومن الناحية العملية
( ثيوقراطية ) جماعة الإخوان المسلمين
أحمد دغلس
الثيو قراطية هي كلمة يونانية'Theokraties' وهي متكونة من مقطعين - ثيو - والذي يرادف معنى الدين و- كراتيس- وهو هنا ياتي بمعنى السيادة او الحكم , وبعد ربط الكلمتين مع بعض سيصبح معناه حرفيا هو ' حكم الدين ' ومن الناحية العملية يمكن ان نعبر عن هذا المصطلح بانه 'الحكم بمنهجية الدين وسطوة رجاله على مقدرات الحكم واخضاع الافراد لمنهجيتهم وبغض النظر عن شرعيتها'.والمنهجية الدينية الحاكمة لم تقتصرعلى دين دون غيره فلقد رأينا اليهودية وحكمها الديني والسياسي في عهد الانبياء وعهد القضاة والملوك الى ان جائهم السبي البالبلي الاول والثاني , وايضا ما رأيناه في حكم المسيحية في عهد الامبراطور قسطنطين ومن بعده جميع ممالك اوروبا في العصور المظلمة التي حكمتها سلطة البابا في روما 'هي لم تعد الان الى شكلا تراثيا خاليا من المضمون الفعلي للحكم' , وكذا الحال بالنسبة للمسلمين وحكم الخلافة الراشدة وما تبعها من العهد الاموي والعباسي مرورا بالعهد العثماني والى وقتنا هذا وان تغيرت المسميات (( خليفة - سلطان - والي - قائد الجمع المؤمن - فخامة الرئيس-عبد الله المؤمن - خادم الحرمين - الملك المفدى والخ الخ )) , وناهيك عن اديان اخرى غير سماوية قد حكمت ايضا باسم المنهجية الدينية التي تعتنقها وتؤمن بها 'بعض العوائل البوذية في القارة الاسيوية مثل اليابان والصين والهند اذ ان الامبراطورمنهم كان يباركه الكاهن في المعبد' .
أذن النظام الثيوقراطي وكما ذكرنا لايقتصر على دين دون غيره من الاديان كما يحاول ان يزعم البعض من مشايخ المسلمين ونفر من الاكاديميين , فالفكرة هي واضحة ,وهي ان الحكم بأسم الدين هو خاضع لمنهجيته ايا ً كان مصدره وايا ً كانت تسميته .. والملاحظ ان هذه المنهجية وان تغيرت اطيافها الى انها اشتركت بالسعي الدؤوب لمحاربة الفكر المقابل والراي الاخر الذي يعارض ارائهم وباقسى الاشكال واكثرها دموية (!) حيث لازالت اغلب صفحات التاريخ الانساني متلوثة بدماء الابرياء من اصحاب المعتقدات الاخرى التي تخالف المنهجية الحاكمة ' ..... ( مقتبس ) نظرة سريعة الى جماعة الإخوان المسلمين وما إنشق عنهم وما بهم من علماء دين ومنظرين سياسيين ومفتين بمبدا ( ألإسلام هو الحل ) يؤكد ثيوقراطية الإخوان المسلمين إذ لو تتبعنا مسيرتهم السياسية منذ نشأتهم ونشاطهم الدموي ( بالإغتيال ) ونظام حكمهم في السودان وفلسطين ( غزة ) نجد كم قدر التساوي بينهم وبين المصطلح الثيوقراطي ... الذي به يُحكم السودان وقطاع غزة في فلسطين . ليبين أن إنتفاضة ال 25 من يناير في مصر التي وضعت حركة الإخوان المسلمين تحت المحك وحكم التغيير الذي نشاهده بالتمرد الداخلي والتأسيس الحزبي ، لا سيما انهم ( تعربشوا ) متأخرين لاهثين بقطار ميدان التحرير ليجدوا انفسهم امام معطيات جديدة لا يمكن لهم بأن يثقرطوا المعادلة في ميدان التحرير حتى بمنع الشاب المصري ( وائل غنيم ) من الصعود الى منصة ثيوقراطهم القرضاوي ... الحدث الذي مناهم بخسارة فادحة أمام الجماهير وأيضا امام كوادرهم الشابة التي لم تستأنس بعد بثيوقراطية الجماعة التي تسعى الى محاربة الفكر المقابل والراي الآخر الذي يختلف معهم في المعتقد والتصور ... متناسين ان برنامج ومسعى شباب الفيس بوك والتويتر يختلفون في الرؤيا والمنهج نابذين نظام حسني مبارك الذي به بعض سمات الثيوقراطية وإن لم تكن دينية !! وإنما سلطوية (برائحة ) التوريث .
إن ما نلاحظه بعد إنقلاب السودان ( ألإسلامي ) وما آلت اليه الأوضاع في هذا البلد وما نتج عنه تباعا في قطاع غزة الفلسطيني من إنقلاب عسكري ومن ثم إستباحة المجتمع والتحكم بمصير الكثير ' وبدون نقاش او مسائلة جماهيرية ' او قانونية دستورية وفق محاكم المجتمع المدني ، بالإضافة الى تشويه فكر الآخر وإتهامه بالعمالة والخيانة والتآمر يكفي لأن يقيم عليه اتباع منهج الجماعة في السودان وغزة الفلسطينية ( الحد ) الذي رأيناه جميعا باليوتوب حاضرا في السودان بالجلد النسوي العلني ، وفي غزة بسحل الجثث والرمي بالأحياء من اعالي البنايات الشاهقة وتكسير الأطراف بالعصى الغليظة عداك عن تفتيت الركب بصليات الرصاص الحي ( لتدوم ) الإعاقة عدى عن الإعدامات دون محاكمة عادلة ومنع مهنة تصفيف الشعر وغيرها من المهن ...جميعها حدثت وموثقة بالصوت والصورة والبلاغ الرسمي بإسم العقاب بالشريعة الإسلامية والإستبدادية الثيوقراطية ... تحت كذب الشعارات التي يرفعونها كاذبين مراءين ولو كبروا بالله العظيم بخطأ التطبيق الديني لجماعة الإخوان المسلمين بذراعهم حركة ( حماس ) الذي يحكم بالتأويل وتفسير القرآن حسب إنتمائهم وبحسب المصالح الانية والشخصية والفصائلية الضيقة لهؤلاء المتعصبين .ما نأمله وما نشاهده وما نرجوه من الشباب الواعد في حركة الإخوان المسلمين التي بدت ظواهرها تتجدد بإنتفاضة ( ثورة ) 25 يناير في مصر ان تكون أيضا ثورة إنقضاض على ثيوقراطية مرشد ألإخوان المسلمين الذي لا يؤمن بالتعددية وتداول السلطة لما فيه خير للأمة والمجتمع والتقدم والإبداع .
|