عدلي صادق: عدلي صادق : أنكر الأصوات بتاريخ السبت 22 ديسمبر 2012
الموضوع: قضايا وآراء
|
أنكر الأصوات عدلي صادق
باتت من بين عناصر تسليتي شبه اليومية، تلك الرسائل الطريفة القصيرة، ا
أنكر الأصوات عدلي صادق باتت من بين عناصر تسليتي شبه اليومية، تلك الرسائل الطريفة القصيرة، التي تصلني عبر صفحتي على الشبكة العنكبوتية، من قاريء منتظم، مفعمة بشتائم من كل لون. فقد أصبح ذلك طبيعياً في فلسطين، مع وضعية الانسداد والفتنة التي أحدثها المتحزبون باسم الدين، وندعو الله ألا تكون معدية، فتصيب الأشقاء في العالم العربي. فمثلما تلقى الوطنيون كل صنوف التخوين والتكفير، وبخاصة أصحاب الرأي منهم؛ فإن محسوبكم يتلقى نصيبه ولكن بطريقة أخرى، إذ يعرف من خلال ارتفاع حرارة الغيظ، أن رسائلنا تصل وتؤثر فتُغضِب، ونحن ـ بحمد الله ـ لا نكره أحداً ولا نتمنى لأحد سوى الخير والصلاح والهداية. وبالنسبة لرسالة القارىء، لو كان لدينا الوقت وساعدت الظروف، لجمعت عيّنة من تلك الرسائل، ووضعتها أمام رئيس نقابة "حا.. يا حمار" متقدماً بشكوى في حق المرسل الذي هو على الأرجح، عضو النقابة منوّهاً الى وقوعه في مخالفات شرعية ووطنية. فما تفعله يداه وينضح به ذهنه الحمْيري من شتائم مضطربة، تضر بسمعة وأخلاق الصابرات الشقيات من ذوات الأربع، وولا تليق بكل من يسوسهن من الكادحين الطيبين. عندئذٍ، سأتضاحك أنا ورئيس النقابة، الذي سيلتمس العذر للعضو السفيه، بطريقة الترضية وفيها التركيز على أزمة العضو وسوء منبته وغلاء الأعلاف. وربما يرشقني كبير العربنجية، بسؤال لئيم، كأن يقول: ولكن، ما هو تقديرك للسبب الذي يجعل مهاجمك هذا، يفتح صفحتك ويقرأ ويُتعب نفسه، ثم يعلق بالسباب المقذع، وبشكل منتظم؟ لماذا لم يُرح نفسه وأعصابه، فلا يتقصى ما كتبت، فتهدأ أعصابه ويعف لسانه بخاصة وأن الدنيا مليئة بمن يكتبون ويقولون كل شىء؟ عندئذٍ سأتهرب من الإجابة لأنني لا أعرف للسؤال جواباً. وسأروي لرئيس النقابة، كيف تهرّب صديقي الحاج فوزي، النظاراتي السلفي في "العتبة" في القاهرة، من سؤالي عن آخر أخبار الشيخ الوّنيس، صاحب المداعبة الثقيلة الساخنة للفتاة، في سيارة على الطريق العام، علماً بأنه كان وقتها، عضو برلمان انتخبه فائض المريدين لكي يمثلهم. فصاحبي الشيخ فوزي عف اللسان بطبعه، ويكره النميمة، لذا فقد أراد أن يكون التهرب من الإجابة، بقصة أو لقطة، تتعلق به شخصياً، وليس بأحد سواه:" كنت يا دوب راجع من العُمرة، ومعنديش حد في البيت. قلت أوضب القنوات في الديغيتال. قامت طلعت في وشي القنوات المنيّلة دي. وحياتك بصيت ييجي تلاث أربع دقايق، بعدين قلت يا واد يا فوزي صحيح معندكش حد في البيت يشوفك، لكن ربنا شايفك. قمت قالب على طول". ويستطرد صديقي السلفي:"بصراحة يا حاج، إن النفس أمّارة بالسوء. إن جيت للحق، كان الواجب إني أقلب المحطة المنيّلة بعد ثانية واحدة. لكن الشيطان بقى"! وكلمة النيلة، وصفة المنيّل، نشأتا عن عادة فرعونية قديمة، كان فيها المحزونون المنكوبون لأي سبب، يلونون وجوههم بالطمي الأسود الذي يتناولونه من قاع مجرى نهر النيل الصافي، تعبيراً عن سوء الأحوال وفظيعها. وكانت النيلة دائماً نقيض النيل. هو عذب جارٍ، وهي سوداء رميمة مرتكسة في القاع، سماها الأقدمون المصريون "نيلة"! يبدو أن الشيطان نفسه، هو الذي يأخذ مهاجمي العربجي السفيه المنيّل، الى مقالاتي "المنيّلة". وربما ما يغيظه أكثر، أننا نراعي قواعد الإيمان ولدينا معرفة متواضعة بأصوله الشرعية. ولو كان العربجي السفيه يعرفنا شخصياً، لأغاظه أكثر أننا على ما نحن فيه من خُلُق وزُهد. إن العربنجية السفهاء الجهلة، الذين يهجمون على الناس بالباطل، يتمنون أن يصبح كل الناس بلا أخلاق وبلا عقل، وأن يكونوا ماضين في "السكك المنيّلة" لكي يسهل على أتفه الخلق أن يصبح وجيهاً كيّساً، وراعياً للحكمة وللعدالة. ثم إن من بين إشارات اكتشاف الجاسوس، لدى كل ذي فطنة، هو أن الخائن، ينساق تلقائياً الى ذم الناس، ولو تتبعت حديثه على مر شهر أو سنة، تكتشف أن لا شريف فلسطينياً على لسانه، وإن ذُكر اسم أي شريف أمامه، يخترع له نقيصة شائنة. فالقاعدة عنده، أن الجوسسة هي الأمر الطبيعي والمبرر، طالما أن الجَمْعَ ذميم. ولا يخون الخائن، إلا لكون الناس لا يستحقون سلوكاً آخر، وبالتالي فإن الحق على الناس وليس على الخائن! أخشى أن تؤثر هذه السطور سلباً، على مهاجمي المنيّل، فيكف عن عادته ودأبه ويتوقف، فبفقد محسوبكم تسليته وقفشاتها. فلا يغيظ السفهاء أمر، أكثر من راحة ضمائرنا وانبساطنا كلما أظهروا ضيقاً وتناحة. وليغفر الله لنا ولصديقي الشيخ فوزي السلفي، على الوقوع في غوايتين: دقائق من الانسجام مع قناة "منيّلة" بخلاف الضوابط الشرعية من جانبه، ولقطات من الانسجام مع اللغة الحميرية، من جانبي، علماً بأن المولى عز وجل يقول في سورة لقمان: "إن أنكر الأصوات لصوت الحمير"! www.adlisadek.net adlishaban@hotmail.com
|
|
| |
تقييم المقال |  | المعدل: 0 تصويتات: 0
|
|
|