عدلي صادق: عدلي صادق : كل عام وأنت قطب الشمال بتاريخ الأحد 11 نوفمبر 2012
الموضوع: قضايا وآراء
|
 كل عام وأنت قطب الشمال عدلي صادق
في مماتك كما في حياتك، ما زلت تعلو يا "ختيار"
كل عام وأنت قطب الشمال عدلي صادق في مماتك كما في حياتك، ما زلت تعلو يا "ختيار" كأنك ما زلت قائماً فينا، تبني رجاءنا. في حياتك، استدار بدرك وإن باغته الخسوف فغيّبه قبل الشروق. في قلب كلٍ منا، لك قبر يطوي أسراراً. جاورت أعداءك فقتلوك، ومكثت فينا فأنصفناك. وشتّان بين جوارهم وأوقاتنا أو خفقات قلوبنا. اسمك وطيفك ورنين صوتك وبقاياك، ما تزال حاضرة بقوة يا أبا عمّار. أودعت كلاً منا، بعض همساتك وأسرار عنفوانك، وحين غادرتنا، تركت ما همست به أمانةً بين ضلوعنا، لعلك تعود ذات يوم، لاستعادة ما أودعت، واستثارة أحاديث الذكريات. ما زلت أنت مثلما كنت، في ضمائرنا. ندين لك بالكثير، فما أكبر قلبك، وما أعظم همتك، وما أعند إرادتك في مواجهة الصعاب. ملأت دنيانا، أيها العابد الزاهد، خفيف الأمتعة عتيق الملبس والكوفيّة، وأنت تفتش لشعبك عن غدٍ أفضل. كم من الألوف، أو الملايين، من ذوي السحنات الملونة، علمتهم في أية جهة تكون العدالة. وكم من السلاطين، أدركوا من خلالك، كيف تضاهي أحاديثهم الملساء طراوة جيوشهم. ففي عتمة العرب، عندما انطفأت قناديل قلوبهم، كنت أنت، في حصارك، النور المضرّج. كم واحداً من وجهاء القوم، وقف مثلك شامخاً، فيما جَرادُ البغاة أعداء الشجر والإنسان والأمنيات، يقرض حجارة المكان من حولك؟!. كان جراداً من حديد ونار. حشراتهم الطائرة المحملة بقذائف الموت، ظلت تترصدك أنت وحدك. والهانئون المستبدون القابعون في قصورهم، ظلوا يترقبون موتاً بليغاً قاني الإحمرار، لا موتاً ماكراً بالسم، وقد أعدوا مرثياتهم، لتنطوي بعدها صفحتك فننطوي معها. لكنك يا "ختيار" ظللت قطب الشمال الذي ننظر اليه لكي نعرف أين موضعنا. فأنت شهيد فلسطين وكل قضايا الحرية. لو لم يسلبك أعداؤك، حقك في الحياة؛ ربما لتعثرت أسطورتك في الوصول الى هذا المدى العالمي الذي تنعم به! ليتنا نعرف يا أبا عمار، ماذا وكيف نفعل ونموت مثلما فعلت فمُتّ. ليت الذين أدمنوا الكلام والهجاء والطنين، بذلوا مجتمعين، نصف ما بذلت. ليتهم زهدوا وثابروا ومشوا في دروب الشوك، مثلما زهدت وثابرت ومشيت. ليتهم خرجوا من وراء الميكروفونات، كما خرجت ويممت وجهك شطر المجد. ليتهم يمموا وجوههم شطر الميادين وركبوا المخاطر براً وبحراً وجواً. فمنذ رحيلك، ظل هؤلاء الذين عرفتهم، على حالهم الذي عرفت. ستظل يا "ختيار" تُزهر على أجفاننا في كل الفصول، وسنظل ماضين على الطريق الذي بدأتْ. في ذكرى رحيلك، نزداد علماً بأنهم جميعاً قد كذبوا، وأنت صدقت. رحمك الله يا أبا عمار، وكل عام وأنت قطب الشمال! www.adlisadek.netadlishaban@hotmail.com
|
|
| |
تقييم المقال |  | المعدل: 0 تصويتات: 0
|
|
|