عدلي صادق: عدلي صادق : أبو شرف بتاريخ السبت 25 أغسطس 2012
الموضوع: قضايا وآراء
|
أبو شرفعدلي صادق
رحم الله المناضل الصديق عبد الكريم القُططي (أبو شرف)
أبو شرف عدلي صادق رحم الله المناضل الصديق عبد الكريم القُططي (أبو شرف) الذي قضى في واقعة من الجفاء الشائن، في مشفى الشفاء بغزة، إذ لفظ أنفاسه الأخيرة، لتأخذ النوبة القلبية مداها، دونما إسعاف، ولينفُذ قضاء الله الذي لا اعتراض عليه. وسيلة الموت المقدّر، جاءت شاهداً إضافياً على غلاظة قلوب الإنقلابيين مع رجل نُقل الى المشفى إثر نوبة قلبية. فعلى النقيض من سلوك هؤلاء الذين لا يعروفون من السياسة ومن العمل الوطني، إلا تحزيب المدرسة والمستشفى والكهرباء والصدقات والإدارة على كل صعيد؛ لم يكن أبو شرف إلا وطنياً رقيقاً معهم، يحب الفلسطينيين جميعاً. يحاول التلاقي مع الحمساويين كفلسطينيين، لعل الطبائع البشرية تغلب. ظل يتلمس عملاً نافعاً، في مربع المشتركات المفترضة بين الفلسطينيين، وهي مشتركات لا يكترث بها "الإخوان" لا في بلادنا ولا في بلاد غيرنا، ولم يتعلموا تقديرها. وظل المرحوم أبو شرف يتحمل ويضم على الجراح، مثلما كان وظل مناضلونا الفتحاويون، الذين كانوا اثناء الانقلاب، يؤثرون الانسحاب على القتل الذي حرّمه الله. فبعد كارثة ذلك الانقلاب، كان قرار الرجل، أن يظل في خدمته من موقعه في وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، وأن يتحمل انقضاض الحمساويين على الوزارة وأن يصبر على عنجهيتهم. وكانوا يترددون في إقصائه، بحكم معرفتهم لما يتمتع به أبو شرف من احترام لدى جميع الأطراف التي تسهّل إجراءات الحجاج والمعتمرين. قبل نحو عامين، التقيته في القاهرة، وأحسست بقلقه وإصراره على تنفيذ مهمته في فترة وجيزة. كان الوقت أمامه ضيقاً والظرف صعباً والمعبر عسيراً. حمل معه جوازات سفر الحجاج من قطاع غزة ساعياً الى استصدار تأشيرات الحج من السفارة السعودية، لجميع الحجاج بأقصى سرعة. هاتفني بعد أن ساعده الإخوة في سفارة السعودية، على سرعة وضع التأشيرات في كل جوازات السفر. كانت فرحته لافته، جعلتني أتطوع بالسفر العاجل معه الى المعبر، في سيارة من سفارتنا في القاهرة، مع سائقها، وضعها زميلنا السفير د. بركات الفرا تحت تصرفي أثناء تلك الزيارة. وتوجهنا الى المعبر، ليكون اللقاء الأخير الطويل معه. تحدثنا طوال الطريق في كل شيء، وبدا لي أبو شرف، متابعاً جيداً لكل صغيرة وكبيرة، من أحوال غزة ومعاناتها. كان رحمه الله، يتحدث بلغة تقطر ألماً. لم يكن يعلم أن جفاء هؤلاء سيصل الى إهمال معاناته ووجعه الأخير، قبل أن يلفظ أنفاسه. هو، عندهم، مجرد فتحاوي خصم، ولا أهمية للتفصيلات بعد ذلك. ولا معنى ذا قيمة، لكونه عاش مناضلاً منذ شبابه اليافع، عندما كانت السلطات الأمنية الاحتلالية، التي تسمح بإصدار تصاريح الاحتلال، تستثني أتباع "الإخوان" من المنع ومن التضييق، لأنهم يمتشقون لغة مبهجة للسلطات الأمنية الإسرائيلية، يسموننا فيها بدون خجل "رجال المنظمات". إن التاريخ يسجل. وتسجل أيضاً ذاكرة الناس، وسيعلم الذين ظلموا، آجلاً أم عاجلاً، أي منقلب ينقلبون. رحم الله أبو شرف القططي، وأسكنه فسيح الجنان، وإنا لله وإنا اليه راجعون! www.adlisadek.net adlishaban@hotmail.com
|
|
| |
تقييم المقال |  | المعدل: 0 تصويتات: 0
|
|
|