عدلي صادق: عدلي صادق : مؤتمر جنيف حول سورية بتاريخ الثلاثاء 03 يوليو 2012
الموضوع: قضايا وآراء
|
 مؤتمر جنيف حول سورية عدلي صادق فيما يتواصل نزيف الدم في سورية، انتهت "مجموعة العمل" في جنيف
مؤتمر جنيف حول سورية عدلي صادق فيما يتواصل نزيف الدم في سورية، انتهت "مجموعة العمل" في جنيف الى صيغة تلائم جميع الأطراف الدولية النافذة، وبخاصة موسكو وواشنطن. فالأمريكيون مقبلون على الانتخابات الرئاسية، وهم على وشك مغادرة أفغانستان في ظل علاقات متردية مع باكستان، تفرض توقعات معقدة لفترة ما بعد الانسحاب، فضلاً عن مكابدتهم لأزمة اقتصادية موازية لأزمة الأوروبيين. أما موسكو، فإنها تجد في الأزمة السورية، مفتاحاً لتشكل النظام الإقليمي في منطقتنا، وتحرص على أن يكون دورها في هذا التشكل، مدخلاً لدور مفتقد في حسم القضايا الدولية، ورعاية مصالح روسيا! لم يكن أمام الأطراف النافذة، سوى إعادة انتاج مهمة المبعوث الدولي ـ العربي المشترك، تبعاً لوجود قضايا عالقة، إذ لم تُعرف بعد، على وجه الدقة، مآلات "الربيع العربي" وخواتيمه وسمات نتائجه، ولا انتهت مسألة الملف النووي الإيراني، ولا انفتحت ثغرة في انسداد الأفق أمام العملية السلمية والتعنت الإسرائيلي. وعلى الرغم من ذلك، أظهر كوفي عنان براعة في إنقاذ مهمته وفتحها لمن يرغب في تأويل أهدافها، بإطلاق "مرحلة انتقالية" يراها البعض أنها تنتهي حتماً بإقصاء الأسد ومجموعته، وألمح للروس بأن مهمته هي المحاولة الأخيرة، التي تنكشف كل المواقف بعدها، وأرسل في الوقت نفسه تلميحين، لاسترضاء الروس، وهما التجاوب مع فكرة إشراك إيران في الحل، وعدم تضمين صيغة إحياء الخطة، نصاً صريحاً على تنحي الأسد! فعل كوفي عنان ذلك، مدركاً لحقيقة المسكوت عنه في الموقف الروسي، وهو القناعة بأن لا حل ولا استقرار في سورية مع وجود الأسد. ثم إن روسيا باتت عنوان الحل الدولي الآتي، وبخاصة بعد دخول إيران مرحلة العقوبات الاقتصادية والتراجع النسبي لتأثيرها في المسار السياسي للعراق. ففي يوم أمس، قدم هوشيار زيباري، أمام مؤتمر المعارضة السورية الذي تحتضنه جامعة الدول العربية، خطاباً من شقين، أحدهما باسم العراق كرئيس للقمة العربية، والآخر بصفته وزير خارجية العراق. وكان الخطابان شبه متطابقين، إذ تحدثا عن نضال الشعب السوري ضد الدكتاتورية. روسيا، والكثيرون ينبغي ان يكونوا معها في هذه النقطة، تريد للأزمة السورية أن تنتهي، دون مساس ببنية الدولة من حيث هي مؤسسة عسكرية وهيكلية مدنية. في هذا الإطار تم تكريس مبدأ رفض التدخل الأجنبي، الذي من شأنه أن يدمر المقومات العسكرية للبلاد ويحيلها الى ركام، وتصفير مؤسسات الدولة، إذ يصعب بعدئذٍِ تعويضها في بلد لا بترولي ذي موارد محدودة. وتتنبه روسيا، في هذا السياق، الى أن إعادة بناء المؤسسات في حال تدميرها، ستكون على نسق مغاير يستبعد الروس، لا سيما عندما تصل الى الحكم قوى تدين للغرب بمساعدته لها. اللاعبون الكبار توافقوا في جنيف على أخذ المزيد من الوقت، لكي تصل الأوضاع لدى الطرفين المتصارعين في سورية الى أحد أمرين: إما الإرهاق والاقتناع بالتفاوض وصولاً الى حل رمادي برسم انتظار التشكل النهائي للوضع الإقليمي، أو انهيار أحد الطرفين. وفي هذا الأمر الثاني، تكمن مأساة الشعب السوري، وإن كان عاملا التأييد الشعبي للثورة، والدعم الخليجي للجيش الحر، من شأنهما استبعاد احتمال انهيار المعارضة أو إطالة أمد الصراع! www.adlisadek.net
adlishaban@hotmail.com
|
|
| |
تقييم المقال |  | المعدل: 0 تصويتات: 0
|
|
|