الكلمات الرقيقة تلامس شغاف القلب ،وسحر الكلمات الطيبة يأسر القلوب ،ويذهب بأصحاب الألباب عقولها ،فمخاطبة الناس بما يحبون هو فنٌ بحد ذاته ،وتعكس حسن الخلق والتربية ،فالتعامل مع الناس بوجه طليق لا يعطه الله إلا لقلة قليلة من خلقه ،تلك القلة التي جعل الله لها القبول في الارض.
يقول الله فى كتابه العزيز (وقولوا للناس حسنا) ويقول أيضاً لسيدنا موسي وأخاه هارون ،عند محاورة فرعون (فقولا له قولاً ليناً لعله يتذكر أو يخشي) فأرشدهم الله إلي أدب الحوار وفن اختيار الكلمات ، فالكلمة الطيبة صدقة وكذلك تبسمك فى وجه أخيك صدقة.
فيعتبر اختيار الكلمات أقصر الطرق للوصول إلي نشر المحبة والمودة والتآلف.
ولله در الشاعر حين قال ...وبسحر الكلمات ولين القلب خاطبا ...تدين لك القلوب قبل العقول ولائها.
وعلى النقيص من ذلك تماماً ،الكلمات الجارحة ،تلك الكلمات التي تكسر الخواطر ،الكلمات المحبطة ، تجلب الحقد والشحناء ،وتجلب التعاسة لمن يطلقها ومن يسمعها علي حدٍ سواء، فتجعل ذلك الشخص مكروهاً ،منبوذاً،عند الناس وعند رب الناس ،فمن امتلك حب الناس فقد امتلك السعادة في الدنيا قبل الآخرة .
فالحكمة تقول ؛ الكلمة قبل أن تطلقها ملكتها ،فإذا أطلقتها ملكتك.
فكم من الناس خسرتها من خلال تسرعك فى موقف ،أو أنك أهنتها بكلامك الجارح ،فكم من الوقت ستحتاج لإزالة تلك الندبات السوداء وتلك الجروح التي تسببت بها للآخرين.
فلتتعامل مع الناس باللين والمحبة وبذلك تكسب ودهم (فلو انفقت ما في الأرض جميعاً ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بين قلوبهم ).
ولا يفوتني أمرٌ خطيرٌ وهو القيام بالتمنن علي الناس من أولئك الذين اعطاهم الله من فضله ، كأن يقول له في أي نقاش أنني أعطيتك ،أو ساعدتك ،فهذه الكلمات تكسر الخواطر ، وتضع الناس في إحراجٍ شديد ومن أسباب نشر الكراهية بين الناس.
كم نحتاج إلي مكارم الأخلاق في التعامل مع الناس واختيار الأسلوب الذي يحبونه فهو أسهل الطرق للوصول إلي قلوبهم وعقولهم وجبر خواطرهم.