حمزة يونس بطل يستحق التوثيق
جريدة الصباح الفلسطينية
بقلم سمر يونس
حمزة يونس بطل يستحق التوثيق
جريدة الصباح الفلسطينية
بقلم سمر يونس
إذا الشّعْبُ يَوْمَاً أرَادَ الْحَيَـاةَ .. فَلا بُدَّ أنْ يَسْتَجِيبَ القَـدَر
وَلا بُـدَّ لِلَّيـْلِ أنْ يَنْجَلِــي .. وَلا بُدَّ للقَيْدِ أَنْ يَـنْكَسِـر
وَمَنْ لَمْ يُعَانِقْهُ شَوْقُ الْحَيَـاةِ .. تَبَخَّـرَ في جَوِّهَـا وَانْدَثَـر
فَوَيْلٌ لِمَنْ لَمْ تَشُقْـهُ الْحَيَاةُ .. مِنْ صَفْعَـةِ العَـدَم المُنْتَصِر
وَأَعْلَنَ في الْكَوْنِ أَنَّ الطُّمُوحَ .. لَهِيبُ الْحَيَـاةِ وَرُوحُ الظَّفَـر
إِذَا طَمَحَتْ لِلْحَيَاةِ النُّفُوسُ .. فَلا بُدَّ أَنْ يَسْتَجِيبَ الْقَـدَر
(من ديوان أغاني الحياة للشاعر أبو القاسم الشابي)
كثيرا ما اخترت أبطال رواياتي من شخصيات حقيقيّة ، وقد ينتقد البعض أسلوبي " الميلودرامي " ولكن بما أنّي استقيت أبطالي من الواقع ولامستهم عن قرب ونقلت عنهم بأمانة فـ"الميلودراما " فرضت نفسها وباتت جزءا لا يتجزأ منّي ومنهم ..
بطل روايتي هذه المرّة أقرب الأبطال و شخصيات رواياتي إلى نفسي ، عاش ظروفا صعبة ، الألم الحسرة ، المعاناة ، الحزن ، القلق ، الخوف ، ولكنّه عاش ولا يزال رافعا رأسه ، شامخا في عزّة ، ثابتا على المبدأ ، كاسرا قيده ..
احترت .. ماذا أطلق عليه من الأسماء ؟
سألت بطل روايتي : ماذا أسميّك ؟ بعد سماعي بعض تفاصيل حياته مباشرة منه ، لأنّي أعجز ما أكون عن سردها في بضع صفحات من رواية قد لا أنصفه فيها وهو أحقّ بأنّ تكون حياته ضمن مجلّدات تدرّس للأجيال القادمة ، وإن تناولت فقط جزء يسيرا منها يجسّد صراعه مع سجّانه مكتفية بحقبة تاريخيّة معيّنة دون الخوض في كلّ تفاصيل حياته .
قال : سمّني ما شئتي على أن يكون على علاقة بحبّي للحياة
فكان أن اخترت بعض أبيات شعريّة من ديوان أغاني الحياة للشاعر التونسي أبو القاسم الشابي كهديّة منّي إليه باعتباره محبّا للحياة متمسّكا بالحريّة وبالبقاء .. ولكن استقرّ رأيي أيضا على أن أسمّي بطل روايتي :
" حمزة يونــس .. قافز الأسوار .. و قاهر السجّان "
................
" حمزة يونــس .. قافز الأسوار .. و قاهر السجّان "
.................
حين كنت أسمع أحد أفراد العائلة يتحدث عنه كنت أظن أنه يتحدث عن بطل أسطوري خيالي خرافي مقتبس من التراث القومي زمنه الماضي ومكانه غير محدّد و لا وجود له على أرض الواقع ، إلاّ أنّه في القصص الخرافيّة فالراوي لا ينقل الأحداث كوقائع حقيقيّة على خلال روايتي هذه وهنا يكن الفصل بين الوهم و الحقيقة ..
رفض القيد والسجن والانصياع لرغبة الظلم وتاق و لا يزال للنصر و الحريّة ، فزرع الله بقلبه رغبة الوصول للهدف لأنه يعلم أنه قادر على تحقيقه..
خلق الفرص للهروب من سجنه ولم ينتظرها، بذكاء و دهاء و ثبات كان يخطّط ، أرأيتم يوما سجّانا يقرّ بضعفه أمام سجينه ؟ كان اسمه يمثّل هاجسا مخيفا و كابوسا مفزعا لسجّانه : " حمزة يونس " صراع بين نفس تتوق إلى الحريّة وظالم مستبدّ اعتاد على وضع القيود ..
الفرق بين حمزة يونس وأي سجين أو أسير سياسي آخر أن سجّانه كان يقرأ له ألف حساب و يرصد الجوائز لمن يدلّ على مكانه كلّما هرب من سجنه .. ميّتا أو حيّا .. المهم أن يعود .. كان هذا حلم السجّان كلّما فرّ بطل روايتي الذي انتشل من حدائق الخوف حرية وخلود ، ولكن هيهات أن يدركوه ......
اكتشفت بعد قراءتي لكتبه ودراستي لشخصيته من خلال مراسلاتي له وتلقّي شهادات حيّة من أصدقائه ورفقاء دربه من الأسرى و السجناء ومن خلال ما كتب وروي عنه ، بأنّي مهما حاولت فلن أفي الرّجل حقّه ، فكيف لمثلي أن تتناول شخصيّة رجل في مكانته ، على التاريخ أن يخلّد إسمه و يحفره في ذاكرة الأجيال القادمة حتّى لا يطأه النسيان كما هو الحال مع من سبقوه .. فذاكرة العربي إمّا قصيرة أو متعبة أو مشوّهة أو ممزّقة..
بطل كانت له صولات وجولات في حلبة الحياة وحلبة الملاكمة
قصه الهروب من سجن الرملة رواية مثيرة تطبع قريبا .
الكاتبة في سطور
سمر حسين الفارس يونس
مواليد نابلس فلسطين
درست في مدرسه نهاوند الثانويه
كاتبة مستقلة وناشطة مدنية
تمارس الوان الابداع الأدبي من شعر وقصة ورواية ونثر
تنشر في جريده الصباح الفلسطينيه
والصباح العربي
وكالة الحدث الاخبارية
صحيفة الحدث الاخبارية
حازت على تكريم أجمل روايه بصحيفة الصنارة الاردنيه
نالت شهادات تقديرية من جهات عدة