رسالة الى رئيس الوزراء
وجه
المحامي شرحبيل يوسف الزعيم رسالة الى رئيس الوزراء الدكتور رامي
الحمدالله ، يعاتبه بها على عدم عودته الى قطاع غزة بعد ما شاهد بأم عينه
الدمار الكبير ، ووقف على معاناة الناس في القطاع ، وجاء في الرسالة التي
وصلت " الصباح " :
رسالة الى رئيس الوزراء
وجه المحامي شرحبيل يوسف الزعيم رسالة الى رئيس الوزراء الدكتور رامي الحمدالله ، يعاتبه بها على عدم عودته الى قطاع غزة بعد ما شاهد بأم عينه الدمار الكبير ، ووقف على معاناة الناس في القطاع ، وجاء في الرسالة التي وصلت " الصباح " :
دولة/ د. رامي الحمد لله حفظه الله،،،
رئيس الوزارء
السلطة الوطنية الفلسطينية
تحية طيبة وبعد،،،
بادئ ذي بدء أدعو الله أن يعينكم على تحمل أعباء مهامكم والتي تنوء بها العصبة أولي القوة والتي بجهودكم وجهود المخلصين من أبناء فلسطين ستتمكنون من النهوض بها بإذن الله.
سيدي...
أكتب إليكم هذه الرسالة وكلّي أمل أن يتسع صدركم لقراءة سطورها لأن ما سأقوله معلوم لديكم ولا يخفى على أحد، لكن من باب التذكير فقط بما آلت إليه الأوضاع في قطاع غزة، فقد خرجت غزة من عدوان شرس جريحة مصابة، وأكاد أجزم أن جميع من فيها بلا استثناء قد أصيب إن لم يكن قد أصيب جسده وسال دمه، فقد أصيبت نفسه وجرحت كرامته ومشاعره، وإن لم يفقد أحبته وأهله فقدْ فقَدَ إما ماله أو أصحابه.
لقد انتظرت غزة وأهلها من يداوي جراحها ويخفف آلامها، وكانت زيارتكم الميمونة لغزة، فخرجت لكم غزة بشيبها وشبابها، بنسائها ورجالها، تتطلع إليكم كأب حنون وأخ معين حتماً سيساعدها في دفن شهدائها ومعاناتها، ولملمة جراحها وتضميدها، وإعادة إعمارها وترتيبها. وكانت غزة وأهلها تعتقد أن هذه ستكون زيارة وبعدها سيكون قراركم بالإقامة فيها وعدم تركها حتى تعود البسمة إلى شواطئها، وكان مؤتمر إعادة الإعمار، وزاد الأمل لدى الجميع بوفرة المال وقريب الفرج.
لكن خيبة الأمل والإحباط بدأ يدب من جديد في عروق غزة وأهلها لأن رئيس الوزراء وحكومته الذين رأوا حجم دمارها بأم أعينهم لم يعودوا إليها لا لتضميد الجراح ولا لإعادة الإعمار.
نعم قد يكون هناك من قام بعمل غير مقبول سواءً بالفعل أو القول، ولكن قد يكون هذا أمراً مفهوماً بل ومتوقعاً عند الحكماء من أمثالكم، كيف لا والمرء حين يصاب يفقد جزء من صوابه أفنحاسبه على أفعاله وكل الشرائع والقوانين تعتبر ذلك عذراً شرعياً وظرفاً مخففاً.
ومن ثم إن كان قد فعلها قله، أنعاقب الجميع على فعل البعض، أليس هذا عقاباً جماعياً؟!
سيدي..
إن غزة، رغم الإحباط ورغم المرار، لازالت تنتظركم، ليس لدفن شهدائها فقد دفنَتْهم، ولكن لتجفيف دمعها الذي زاده البرد والشتاء انهماراً، ففاضت به الأرض في غزة رغم عطشها.
لقد منح فخامة الرئيس الحكومة منزله ليكون مقراً لها في غزة، ورغم أننا كنا نتمنى أن يبقى للرئيس منزلاً في غزة، إلا أننا نعتبر أن هذه لفتة مهمة، ومزيداً من العبء على كاهل الحكومة لتُبقِي بيت الرئيس أو مقر رئاسة الوزراء عامراً ومفتوحاً ونشطاً.
في الختام، أتمنى على دولتكم بذل كل جهد ممكن من أجل إنعاش غزة، وإعادتها إلى الحياة، فكل ساعة وكل دقيقة لها وزنها ولها ثمنها، فلتأتِ الحكومة برئاستكم إلى غزة، ولتقيموا فيها، وتشعروا بها وتنعشوها وتعمّروها، فإن غزة جزءاً أصيلاً من فلسطين، إن أنتم تركتموها اليوم، فسيأتي من يملأ الفراغ، وآمل ألا يحدث ذلك، لأنه كابوس مرعب.
كل المحبة والتقدير لكم ولحكومتكم، وآمل أن نلتقي قريباً في غزة بإذن الله
أخوكم/ شرحبيل يوسف الزعيم