حقيقة أم خديعة / تصريحات حماس وقادتها
حقيقة أم خديعة / تصريحات حماس وقادتها
الكاتب عطية ابوسعده / ابوحمدي
غريبة هي الاحداث والأغرب منها تصريحات قادة حماس والأكثر غرابة متطلبات الحياة التي تعاني منها شرائح شعبنا الفلسطيني من خلال الفرق بين الخطاب القولي والخطاب الفعلي والتطبيق على الارض لترى بوضوح ذاك التباين الشاسع فيما بينها,, كي تحاول قراءة او معرفة ما يحدث او ما يقال تجد ان الامر اشبه بمستحيلات القدرات الخارقة لسحَرَة هذا الزمن وخزعبلاتهم ولو حاولت التعمق في قراءة التناقضات في تصريحات قادة حماس بين منفتحة متفتحة متفائلة وبين شامتة متشائمة لضاعت بوصلة عقلك الفكري وتاهت بين خبايا المكر المبرمج من خلال ابواق مختلفة الانغام جميعها تغني وترقص ولكن الموازين الغنائية لديهم تختلف فيما بينها وليست هناك مقاربة بينهما سوى ازعاج طبلة اذن المواطن الفلسطيني الذي اصبح وعلى مدار السنوات السابقة اصم ابكم بارادته واما غصبا عنه .....
تاهت بي معالم الحياة وانصاع الزمان وتغيرت ملامحه واتجهت صوب متغيرات اضاعت الجميل من تاريخنا وتاهت معالم الزمن التي بيعت فيها العفة وتبددت معالم الحياء وتاهت معالم الطريق وانتشرت فكرة الضياع وتشبثت لغة المصالح في عقول المتمسكين بكراسي الحكم على حساب شعوب اكل عليها الزمن تباعا وانبسط البساط الاحمر على جثث واجساد مكلومة تنوعت اعمارها واختلفت مشاربها وتعددت الوانها ....
يبدو انه كتب علينا مكابدة عناء البحث في متاهات الزمن واستخدام اعتى العدسات المكبرة او الميكروسكوبات المصنعة بايادي اهل الجرم للبحث عن تلك الجراثيم التي تفشت في عقول قادة هذا الوطن وشعوبه على حد سواء والجميع يعلم مدي قدرة تلك الجراثيم على الفتك باعتى العقول وابادة اقوى الشعوب وان كانت تدار بمقومات ومختبرات ومخططات خارجية ,, ميكروبات مصنعة على قياس الشارع العربي والاسلامي ولعدم قدرته ,,اي الشارع العربي والاسلامي ,, على قراءة المستقبل بشكله ومنهجه الصحيح وتمتعه بالباسطة العاطفية وايضا البعد المراد قصرا عن الدهاء المكري او ربما لعدم الخبرة التي جعلت من المشاعر الاسلامية والتناقضات المذهبية الاداة الاكثر تدميرا لمقومات الشعوب ....
انتفض الشارع الاسلامي على فيلم بدائي الاخراج والتمثيل وانتفض الشارع على وريقات اعلامية هادفة لتدمير ما تبقى من تماسك عربي واسلامي وسينتفض على كل من اراد الشهرة على حساب صراعاتنا الاسلامية ونحن وكما هي العادة سنبقى ننتفض بانتفاضة هوجاء دون تنظيم او تنسيق او دراسة ميدانية او قراءة ما هو مخطط لتسيير الكثير من بلدان التغير العربي ولا اريد تسمية الربيع العربي لان الربيع انتهى وقته وهلّت علينا بشائر خريفه وسوف ياتي ايضا شتاؤه القارس برياحه وزوابعه وامطاره وفيضاناته لتُغرِق العالم العربي في متاهات يعلم القاصي قبل الداني انها مخططات خارجية الهدف منها تدمير ما تبقى من تماسك عربي واسلامي ....
هذا بالنسبة لتطور الطقس العربي والمتغير الاهداف لنعود في حقيقة الامر الى قضيتنا الفلسطينية وهي الهدف الرئيسي في كل ما يحدث من متغيرات على الواقع العربي لتتيه بوصلة الصراع وتتحول معالم النضال وتستأنس الشعوب أساليب طاعة عمياء جديدة تحت عباءة مشايخ هذا الزمن والذين ينفذون اجندات السياسات الامريكية بصورتها الشرقية وعباءتها الاسلامية وخطابها الديني ولكن وجب علينا ان نتأكد ونؤكد انه يجب على العالم ان يعي جيدا ان فلسطين وقضيتها كالشجرة العملاقة صامدة جذورها في الأعماق متفرعة اغصانها في كافة الاتجاهات ومهما اشتدت عليها الرياحوتمكنت من اسقاط بعض الفروع ستنمو خلفاً لها آلاف الفروع وستبقى دائمة النمو والإرتقاء والعلو في السماء وتزداد جذورها رسوخا وتشبثاً في اعماق الارض .....
ليس هكذا تدار الامور ياشعبي هناك اولويات وجب التعامل معها نعلم ان لقمة العيش اساس لاستمرارية البقاء ولكن نعلم ايضا ان قضيتنا تم كسر الكثير من اغصانها لذا وجب علينا الحفاظ على ما تبقى منها فالقدس اولى لنا وعلينا ومواجهة العدو أَولَى أيضاً والعودة الى عاداتنا وتقاليدنا وانتماءاتنا الثورية الحقيقية للوطن وللقضية .....
اعلم ان كتاباتي هذه الأيام متناقضة تناقض تغيرات الاهداف واصبحت ميولاتي غير واضحة المعالم ربّما لان الأفكار بداخلي اصبحت غير واضحة المعالم وتاهت افكاري بين هذا او ذاك مع هذه السياسة او تلك ولكن لم ولن تتيه ابدا معالم انتمائي ولن تضيع معالم بوصلتي ففلسطين هي شجرتي التي لن تموت مهما تعددت وسائل تدميرها وستبقى رايتها خفّاقة عالية في السماء وستروى دائما بدماء شهداء ابنائها وسياتي يوما وترفع عاليا بيد شبل صغير أو إمرأة مكلومة بشهادة ابنائها وسترفع يوماً راية واضحة المعالم والخطوط حمراء وبيضاء وخضراء وسوداء على كافة اسقاع الوطن وستنتشر يوما ما في كافة أسقاع العالم العربي والاسلامي شاء من شاء وابى من ابى وان غدا لناظره قريب وليس ذلك على الله ببعيد ...
الكاتب عطية ابوسعده / ابوحمدي