كنيسة المهد وشجرة الميلاد واحتفالات الميلاد (وسط بيت لحم.)
احمد ابو شنار
كنيسة المهد وشجرة الميلاد واحتفالات الميلاد (وسط بيت لحم.)
بيت لحم مدينة فلسطينية على بعد 10 كم جنوب القدس ضمن سلسلة جبال القدس، وترتفع عن سطح البحر 775 مترا معظم سكانها من المسلمين، ولكنها موطنا لاكبر التجمعات المسيحية الفلسطينية. وهى مركزا للثقافة والسياحة في فلسطين لها أهمية عظيمة لدى المسيحيين لكونها مسقط رأس المسيح ويروى أن يوسف النجار، ومريم العذراء ذهبا إلى بيت لحم لتسجيل اسمهما في الإحصاء العام، فولدت مريم وليدها هناك ويذكر القرآن ولادتها (فاجأها المخاض إلى جذع النخلة) وفيها العديد من الكنائس أهمها كنيسة المهد، التي بنيت فى عهد قسطنطين الأكبر330/م فوق مغارة، والتي يعتقد انه ولد فيها المسيح. و هي أقدم الكنائس الموجودة في العالم. فيها سرداب قريب منها كان جيروم قضى ثلاثين عاما من حياته يترجم الكتاب المقدس فى السرداب أسست على يد الكنعانيين قبل الميلاد ب 2000 سنه و تعرّضت بيت لحم وبقية فلسطين للغزو الأشوري والبابلي والفارسي والإغريقي والروماني والبيزنطي. فتحت على يد عمر بن الخطاب عام 637 وعندما دخل عمر بن الخطاب القدس، توجه إلى بيت لحم، و أعطى سكانها أمانًا خطيًا على أرواحهم وأولادهم وممتلكاتهم وكنائسهم. ولما حان وقت الصلاة، و لم يصلي داخل كنيسة المهد، خوفاً من أن تحدث نزاعات في المستقبل على الكنيسة بين المسلمين والمسيحيين حيث صلى بجانبها وقد تم بناء مسجد في بيت لحم عام 1860 وهو مسجد عمر نسبة للخليفة عمر بن الخطاب والأرض التي بنىء المسجد عليها تم التبرع بها من قبل الكنيسة الأرثوذكسية اليونانية. وقد عاش أبناء الديانتين المسيحية والإسلامية في هذه المدينة بروح من الإخاء والتعاون وتمارس كل فيهما شعائرها الدينية ونشاطاتها الاقتصادية الاجتماعية ، ومن أكثر العهود ازدهارًا لبيت لحم هو زمن هارون الرشيد 786-809 م والدولة الفاطمية 952-1094 م، حيث راجت التجارة وتيسرت الحرية والأمن ورممت الكنائس وأماكن العبادة. و في عام 1099، استولى عليها الصليبيون الذين حصنوها واستبدلوا بها الأرثوذكسية اليونانية برجال الدين اللاتين. وقد طُرد هؤلاء رجال الدين اللاتين ايام صلاح الدين الأيوبي. عام 1250أعيد بناؤالمدينة فى حكم العثمانين. في عام 1917 استولت بريطانيا عليها خلال الحرب العالمية الأولى و الحقت بالأردن بعد نكبة فلسطين عام 1948. واحتلتها إسرائيل في عام 1967 وفى عام 1995 نقلت السلطات المدنية والأمنية إلى السلطة الوطنية الفلسطينية. لها اهمية اقتصادية من خلال السياحة التي تزداد أثناء موسم عيد الميلاد عندما يحتشد الحجاج المسيحيين إلى كنيسة المهد، حيث أن يوجد في بيت لحم أكثر من 30 فندقا و300 ورشة عمل للحرف اليدوية ومن التاريخ سكنها الكنعانيون سنة 2000 ق.مو أن النبي يعقوب جاء إلى هذه المدينة وهو في طريقه إلى الخليل، وماتت زوجته راحيل في مكان قريب من بيت لحم المعروف بقبة راحيل وفيها ولد الملك داوود
وتقام طقوس عيد الميلاد في بيت لحم على ثلاثة تواريخ مختلفة:تحتفل الطوائف الكاثوليكية والبروتستانتية بتاريخ 25 ديسمبر، وأما الكنيسة اليونانية والسريانية والمسيحيين الأقباط فيحتفلون بتاريخ 6 يناير والمسيحيين الأرمن الأرثوذكس في 19 يناير. تمرُ معظم مواكب عيد الميلاد عبر ساحة كنيسة المهد، في ساحة الخارجية لكنيسة المهد
وفي 21 ديسمبر 1995، انسحبت القوات الإسرائيلية من بيت لحم، وبعد ثلاثة أيام أصبحت المدينة تحت إدارة السلطة الوطنية الفلسطينية وسيطرتُها العسكرية الكاملة وأصبحت المدينة مُنذ ذلك الحين، مركزاً لمحافظة بيت لحم، كما وقعت معظم أراضي المحافظة ضمن تصنيف (أ) و(ب) حسب اتفاق أوسلو. وخلال الانتفاضة الفلسطينية الثانية، في 2000-2001، تضررت بشدة البنية التحتية في بيت لحم والسياحة وفي عام 2002، كانت المدينة منطقة القتال الرئيسية في عملية الدرع الواقي، عملية عسكرية كبرى من جانب جيش الدفاع الإسرائيلي. خلال العملية، قام الجيش الإسرائيلي بمُحاصرة كنيسة المهد، حيث كان حوالي 200 مسلح فلسطيني لجأوا إلى الكنيسة. واستمر الحصار لمدة 39 يومًا وقتلوا تسعة من المسلحين ورجل كنيسي. انتهى الحصار باتفاق على نفي 13 من المسلحين المطلوبين إلى دول أوروبية مختلفة وموريتانيا.
shnnar414@yahoo.com