سامر العيساوي..قوة الحق وإرادة التحدي ؟!
سامر العيساوي..قوة الحق وإرادة التحدي ؟!
طلال قديح
بإرادة قوية قوة الحق ، وعزيمة فولاذية تتحدى المحال وتهون أمامها - مهما عظمت- كل سبل النضال..واجه الاحتلال بكل شموخ الجبال وتصدى له بكل إباء الرجال، وعظمة الأبطال ، مؤمناً بأن الوطن ليبقى حراً كريماً ، ترخص في سبيله الأرواح والأموال.. لا شيء أعظم من الوطن ، ولا شيء أغلى من الحرية ! سُجن واعتقل مرات ،وتعرض للتعذيب والتنكيل.. لكنه تحدى السجن والسجان ، وأقسم ألا يلين أويستكين مهما كان جبروت الأعداء المغتصبين.. فإما حياة تسر الصديق.. وإما ممات يغيظ العدا تعاطف معه والتف حوله كل الفلسطينيين والعرب وأحرار العالم، رأوا فيه مثالاً فريداً للجهاد والكفاح..وأكبروا فيه هذه الهمة العالية، والشموخ النادر.. نضال غير مألوف، وتحدّغير مسبوقٍ ، إلا نادراً، أصبحت قضيته شغل الإعلام الشاغل الذي لا ينفك عن متابعتها وتغطيتها والحديث عنها صباح مساء. أضرب سامر العيساوي عن الطعام خلال اعتقاله لمدة تسعة أشهر متواصلة، ولم تفلح معه كل وسائل المحتل الغاصب التي تراوحت بين التعذيب والترهيب والترغيب.. سجل رقماً قياسياً غير مسبوق في معركة الأمعاء الخاوية ، ليكون أول سجين يتحمل هذه المدة الطويلة! أرغم سجانه، أمام جلده وجبروته وصلابة إرادته أن يذعن صاغراً ذليلاً ، ليفك قيده ويطلق سراحه، بلا منة..انتصر العيساوي نصراً مدوياً تجاوبت أصداؤه في كل ربوع الوطن الغالي.. فتخرج الجموع الحاشدة لتحظى بشرف استقبال هذا البطل العظيم. انتظروه طويلاً أمام بوابة السجن، وعيونهم شاخصة نحوها لا تفارقها لحظة واحدة.. حرصوا على ألا تفوتهم هذه اللحظة التاريخية. تُفتح البوابة ليخرج سامر فيندفع الجميع لاحتضانه وعيونهم تذرف دمعاً، وقلوبهم ترقص فرحاً، وألسنتهم تلهج بالشكر والثناء لله تعالى. احتضنته أمه وهي تجهش بالبكاء فينكب على يدها يقبلها مرة بعد أخرى ..إنها لحظة مؤثرة حقاً ، ولا ولن تنسى أبداً. كانت فرحة العيساوي لا تعدلها فرحة وهو يرى أهله وأحباءه بعد غياب طويل. ينطلق الموكب وسط أهازيج الفرح وأغاني النصر، نحو القدس العظيمة، والتي حرم من رؤيتها سنوات طوالاً ، وهي التي شهدت طفولته وشبابه، وتجول في طرقاتها وأسواقها ، وصلى في مساجدها.. إن هذه اللحظة تمثل علامة فارقة في حياته وحياة الفلسطينيين بلا استثناء.. رفع سامر بجلده وصبره وتحديه هامة كل فلسطيني بل كل عربي لتطال النجوم سمواً وارتفاعاً.. وحُق لنا جميعاً أن نعتز بك ونفخر، فقد أثبت أن فلسطين تظل على مر العصور تنجب الأبطال العظماء وتعطي في كل الميادين بسخاء. وهنيئاً لك هذا الانتصار لتبقى أبداً أنموذجاً فريداً للأحرار. ولله در الشاعر القروي الذي عشق القضايا العربية وخاصة قضية فلسطين.. ودافع عنها ببسالة، وهو القائل: وكل فتاة في فلسطين خولةٌ وكل غلام في فلسطين عنترُ ورحم الله الشابي القائل: إذا الشعب يوماً أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر ولا بد لليل أن ينجلي ولا بد للقيد أن ينكسر وعشتم ، وعاشت فلسطين. وحفظك الله يا سامر لتواصل المشوار مع كل الأحرار، حتى التحرير والعودة المظفرة. · كاتب ومفكرعربي 24/12/2013م