الدولة قادمة لا محالة
وليد ظاهر - الدنمارك
كنت اعتزم عدم الكتابة في هذه الفترة، لكن تطور وتسارع الاحداث دفعني الى الكتابة، حيث انه من خلال متابعتي للاحداث والاخبار اليومية، هناك ما يدعو منها الى التفائل وآخر الى التشائم، وفي ظل المؤامرات والمكائد التي تحاك للنيل من رمز شرعيتنا الفلسطينية الرئيس ابو مازن، اصبح من الواجب علينا عدم الوقوف مكتوفي الايدي، وانما يجب علينا الدفاع والذود عن القيادة الفلسطينية، خاصة ان المستهدف ليس شخص القيادة وانما ما تمثله.
ان وتيرة التصعيد الاسرائيلية، والتي تجاوزت الخطوط الحمر، حتى ان الوقاحة وصلت بحكومة الاستيطان، وعلى لسان وزير خارجيتها المتطرف ليبرلمان، الدعوة الصريحة للخلاص من الرئيس رمز الشرعية الفلسطينية، ليس الا لتموضعه في خندق الثوابت والحق الفلسطيني، وعجز حكومة التطرف الاسرائيلية عن الوقوف بوجه ما حققته وتحققه القيادة الفلسطينية من انجازات وانتصارات على المسرح الدولي، وكذلك السياسة الحكيمة للرئيس الفلسطيني الثابت على الثوابت،والتي ادت الى محاصرة الحكومة الاسرائيلية دوليا، فهي تعيش عزلة ووزير خارجيتها ليس مرحب بقدومه الى اي دولة، والذي اضحى بلا عمل الا التطاول وانتهاج لغة البلطجة والاجرام، لغة الشوارع والبارات، والتي تنم عن ضعف.
ان اصرار القيادة الفلسطينية على التوجه الى الجمعية العمومية للامم المتحدة لنيل صفة مراقب، كان سببه الرئيسي التعنت الاسرائيلي، فان حكومة التطرف الاسرائيلية تريد سلام على مقاسها الاسرائيلية فلا عودة للاجئين، والقدس عاصمة اسرائيل، والاعتراف بيهودية الدولة، ولا للتباحث بمرجعية القوانين الدولية، ولا للاعتراف بدولة فلسطينية على حدود 67.
ان الازمة الاقتصادية والاحتجاجات التي شهدتها الاراضي الفلسطينية، نستطيع فهمها، ولكن الازمة الاقتصادية اولا ازمة دولية تعاني منها معظم الدول، وازمتنا نحن الفلسطينيون في الاحتلال فهو اساس الازمات كلها، لذلك يجب ان يكون شعارنا"الشعب يريد ازالة الاحتلال"، ونذكر بان القيادة الفلسطينية وعلى رأسها الرئيس، وكذلك الدستور الفلسطيني قد ضمن حق التظاهر للشعب والتعبير عن آرائهم، ولكن التخريب وانحراف التظاهر، مما يؤدي الى تدمير وتخريب الانجازات والممتلكات الفلسطينية مرفوض مرفوض، ولا يسعنا هنا الا ان نشيد ونتقدم بكل الشكر والاحترام للاجهزة الامنية الفلسطينية، التي تعاملت بطريقة حضارية مع المتظاهرين.
ولكن المستهجن ان تسارع قيادات حمساوية الى ركوب الموجة، وترديد الاسطوانة المشروخة من اجل الانقضاض على المشروع الوطني والنيل من القيادة الفلسطينية، ليس الا وقاحة ما بعدها وقاحة، وهذه القيادات تصر على تعميم فكرها الظلامي، والذي بني على الدم وعدم قبول الآخر.
وتلك القيادات الحمساوية التي تنتهز الفرص وتتصيد في المياه العكرة، لم يعد لديها اي رادع اخلاقي او ديني، لا تريد سوى اقامة امارتها الظلامية في قطاع غزة، واكبر شاهد على ذلك اعلامها الموجه وبالاخص قناة "الاقصى"، والتي لا تستحق الا تسمية قناة "الافعى"، لانها اختزلت رسالتها الاعلامية في بث السموم، ونشر الفتنة والعداوة والكراهية بين ابناء الشعب الواحد.
والمستغرب انه في نفس الوقت التي تشتد به الحملة الاسرائيلية بحق قيادتنا الفلسطينية، ان تتساوق تلك القيادات الحمساوية معها، وتسل سيوفها ليس لمقارعة الاحتلال، بل للانقضاض على القيادة ومشروعنا الوطني.
ولا اقول لهم الا يا اصحاب الاجندات الخارجية الغير فلسطينية، اعلموا انه اذا لم تراجعوا انفسكم وتعودوا الى رشدكم، فسيكون مصيركم بالحتم الى مزابل التاريخ، وان شعبنا شعب الجبارين لن يرحمكم، فمهما طال او قصر الزمن انتم الى زوال.
واخيرا نقول ان الدولة الفلسطينية قادمة لا محالة والاحتلال الى زوال، شاء من شاء، وابى من ابى وان غدا لناظره لقريب.
مدير المكتب الصحفي الفلسطيني – الدنمارك "فلسطيننا"
TLF. 004520917005