عضو نقابة اتحاد كُتاب، وأدباء مصر
رئيس ومؤسس المركز القومي لعلماء فلسـطين
عضو نقابة اتحاد كُتاب، وأدباء مصر رئيس ومؤسس المركز القومي لعلماء فلسـطين
الرئيسية / الآراء والمقالات / د جمال ابو نحل يكتب : ﴿ فَنَادَوا وَّلَاتَ حِينَ مَنَاصٍ﴾

د جمال ابو نحل يكتب : ﴿ فَنَادَوا وَّلَاتَ حِينَ مَنَاصٍ﴾

عضو نقابة اتحاد كُتاب، وأدباء مصر رئيس ومؤسس المركز القومي لعلماء فلسـطين
عضو نقابة اتحاد كُتاب، وأدباء مصر
رئيس ومؤسس المركز القومي لعلماء فلسـطين

﴿ فَنَادَوا وَّلَاتَ حِينَ مَنَاصٍ﴾

وما ضاقت الدُنيا إلا، وحتمًا سيأتي الفرج، والفرح، وما زاد الليل ظلامًا إلا، وقد اقترب موعد بزوغ الفجر، وقد ترون ذلك بعيدًا من شدة الُحزن، والبأس، والذي قد يصل في الإنسان لدرجة اليأس، ولكن النصر مع الصبر، والخير قادم، على الرغم من أن الواقع صَادِّمْ، والخَطَبُ جلل!. ولكن كل ذلك يهُون حينما تعلم بأن الدنيا لا تُساوي جناح بعوضة؛ فلا يحزن الانسان عليها كثيرًا لأنها لن تدوم، فهي ليست لبشرٍ سَكنًا دائم!؛ وإن أجمل ما الدُنيا التحلي، والتخلي، التحلي بزينة الإيمان، والأخلاق، والتخلي عن الالتصاقِ، والإملاق. 

ولا يزال في الحياة بقية، ومُتسع للعودة، والانابة، والرجوع، والتوبة، والاستِّغْفَار والرضا بما قسمهُ الله ولو كان قليل، وطالما دامت أرواحنا في أجسادنا فإن ربُنا الرحيم الغفور يغفرُ الذنوب والأوزار؛ بالليلِ، والنهار، ويتُوب على من تَابْ، وأناب؛ والله لا يَملَ حتى تَملوا؛ أليس كُلما اتسخ الثوب غسلتهُ؛ فيرجع نَظيفًا جَميلاً، وكذلك كلما أذنبنا فعلينا أن لا نيأس، ونستمر في الاستغفار وخاصة بالليل في الأسحار؛ وأن نبتعد عن الاستمرار في العِناد، والبعِاد، وُمصاحبة الأشرار!. والانتهاء من زيادة الأوزار، وظلم الأبرار؛ فالدنيا فانية، وغير باقية، ستمضى، وتنتهي، وكأنها كانت ثانية؛ ونحن عليها ضيوف، وسرعان ما نرجع، كالمُسافر لابد أن يعُود لأصلهِ، من التُرابِ، وإلى التُراب؛ ثم إما البعث، والنشور إما إلى الجنةِ العالية، والقُصور، وأجمل ما في الجنة رؤية ربنا الحليم الغفور، الشكور؛ أو العقابِ، والعذاب لأهلِ النار الكُفار؛ قال تعالى: منها خلقناكم وفيها نُعيدكم، ومنها نُخرجكم تارةً أُخرى”؛ “فالنفس تبكي على الدنيا، وقد علمت أن السلامة فيها ترك ما فيها، لا دار للمرء بعد الموت يسكُنها إلا التي كان قبل الموت يبنيها، فإن بناها بخيرٍ طاب مسكنهُ وإن بناها بشرٍ خاب بانيها”؛ فعليك أن تختار إما الصبر، والرضا لتنال السعادة الدائمة في الآخرة، أو الجزع، والسخط فيكون الخُسران!؛ يقول سبحانهُ، و تعالى في سورة “ص الآية: 3 ” : ﴿ كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مِّن قَرْنٍ فَنَادَوا وَّلَاتَ حِينَ مَنَاصٍ﴾؛ وتفسير ذلك: كثيرًا من الأمم أهلكناها قبل هؤلاء المشركين، فاستغاثوا حين جاءهم العذاب، ونادوا بالتوبة، وليس الوقت، وقت قَبول توبة ولا وقت فرار، وخلاص مما أصابهم؛ «كم» أي كثيرا «أهلكنا من قبلهم من قرنِ» أي أمة من الأمم الماضية «فنادوْا» حين نزول العذاب به«، ولاتَ حين مناص» أي ليس حين فرار، والتاء زائدة والجملة حال من فاعل نادوا، أي استغاثوا، والحال أن لا مهرب، ولا منجى؛ كم أهلكنا من قبلهم من قرن ) يعني : من الأمم الخالية فنادوا ) استغاثوا عند نزول العذاب، وحلول النقمة)، ولات حين مناص ) قوة، ولا فرار ، والمناص ” مصدر ناص ينوص، وهو الفوت، والتأخر ، يقال : ناص ينوص إذا تأخر، وباص يبوص إذا تقدم؛ قال ابن عباس – رضي الله عنهما – : كان كفار مكة إذا قاتلوا فاضطروا في الحرب ، قال بعضهم لبعض : مناص أي : اهربوا، وخذوا حذركم ، فلما أنزل الله بهم العذاب ببدر قالوا : مناص ، فأنزل الله تعالى : ” ولات حين مناص ” أي ليس حين هذا القول فلا مهرب، ولا مناص؛ فلا مفر من الله إلا إليهِ؛ فلنُبادر بالعمل الصالح قبل أن نُغادر، وكُن صابر، ولا تكَنْ غادِر!؛ واصبر على الطاعة، ولنِصبر ، ولنحتسِب على أهوال، وفتن هذا الزمان قبل أن يأتي يوم لا مناص، ولا مهرب منه في هذا اليوم العظيم يوم يقف الناس حفاة عُراة، ولا مناص ولا خلاص إلا لمن قدم لآخرته خيرًا وأن للإنسان ما سعى وأن سَعيهُ سوف يُرَىَ..

الباحث، والكاتب، والمحاضر الجامعي، المفكر العربي، والمحلل السياسي

الكاتب الأديب الأستاذ الدكتور/ جمال عبد الناصر محمد عبد الله أبو نحل

عضو نقابة اتحاد كُتاب وأدباء مصر، رئيس المركز القومي لعلماء فلسـطين

رئيس مجلس إدارة الهيئة الفلسطينية للاجئين، عضو مؤسس في اتحاد المدربين العرب

عضو الاتحاد الدولي للصحافة الإلكترونية

 dr.jamalnahel@gmail.com

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

عبد الرحيم جاموس
عضو المجلس الوطني الفلسطيني
رئيس اللجنة الشعبية في الرياض

د عبد الرحيم جاموس يكتب : لا يرحلون ..!

لا يرحلون ..! بقلم د. عبدالرحيم جاموس  الشعراءُ يذهبونُ او يرحلون.. كما يرحلُ الثوارُ دون …