الرئيسية / الآراء والمقالات / عمر حلمي الغول يكتب : لنمجد الأول من أيار

عمر حلمي الغول يكتب : لنمجد الأول من أيار

عمر حلمي الغول

لنمجد الأول من أيار

عمر حلمي الغول

في الأول من أيار / مايو من كل عام يقف كل انسان يدرك أهمية وقيمة وثقل العمال في المجتمعات البشرية كافة منذ العام 1886، ليس تخليدا لشهداء الطبقة العاملة الأميركية في شيكاغو الذين سقطوا في الأول من أيار آنذاك، وانما تمجيدا لدور السواعد السمراء في بناء حضارات شعوب الأرض بجهودهم وعطاءاتهم وعرقهم ودماءهم، التي اريقت دفاعا عن الفقراء والمسحوقين جميعا بمختلف تلاوينهم الاجتماعية من الفلاحين والعمال والكادحين عموما وحتى من البرجوازية الصغيرة والمتوسطة الذين سحقهم اباطرة رأس المال المالي والصناعي والتكنولوجي والسيبراني والمستعمرين الصهاينة واذنابهم من حكام دول العالم الثالث لتعظيم ارباحهم الاحتكارية.

اشكال النضال الاجتماعي الطبقي والقومي ضد اساطين الاحتكارات بمسمياتها وعناوينها المختلفة، وضد العسكرتاريا والأنظمة الاثنوقراطية وضد الاستعمار القومي الأخير في العالم، الاستعمار الصهيوني لارض فلسطين، جميع اشكال النضال هذه توحد طاقات الطبقات والشعوب المنكوبة ضد سالبيهم عيونهم وقوة عملهم واستقلالهم وحريتهم، الذين لا يتورعون عن ارتكاب ابشع الموبقات لتحقيق مآربهم واهدافهم المالية والاقتصادية والسياسية. ورغم كل التباينات بين اشكال النضال في دول العالم الثالث والعالم الأول وضد الاستعمار الإسرائيلي، الا انها جميعها تتوحد في المحصلة ضد اعداء الشعوب والطبقات الاجتماعية المنكوبة بهم، وتتلاقح تلك الاشكال الكفاحية في الدفاع عن تحرر الطبقات والشرائح والفئات الاجتماعية والشعوب الواقعة تحت نير الاستعمار لبناء صرح عالم جديد خال من النهب واستغلال الانسان للإنسان، وبناء حضارة إنسانية تقوم على انسنة الانسان، وسيادة قيم التكامل والتكافل والديمقراطية الحقيقية في ارجاء المجتمعات البشرية، وتطهير البشرية من كل الادران والموبقات، ونزع اظافر الامبرياليين وادواتهم الاستعمارية في إسرائيل اللقيطة او الأنظمة المأجورة والتابعة لسوق رأس المال الغربي المتعطش للمال والدماء على حد سواء.

نعم ان كفاح الشعب العربي الفلسطيني القومي ضد غلاة الفاشيين الصهاينة، وقطعان المستعمرين تجار الدين والدنيا والإرهاب كان ومازال يشكل جزءا هاما من كفاح كل الطبقات والشرائح الاجتماعية في دول الغرب الرأسمالي، ورديفا أساسيا وقويا لنضال كل القوى السياسية في دول العالم الثالث والثاني، ولصيق الصلة بكفاح انصار السلام والعدالة الاجتماعية في ارجاء الأرض من أقصاها الى أقصاها. وبالتالي النضال الوطني والقومي، الذي هو بالأساس نضال طبقي اجتماعي، لانه نضال ضد المشروع الكولونيالي الرأسمالي الغربي، الذي انتج واسس ودعم الحركة الصهيونية الرجعية والعنصرية لتأمين مصالحه الاحتكارية، ولنهب ثروات شعوب الامة العربية من المحيط الى الخليج، والحؤول دون نهضتهم وتطورهم، وابقاؤهم في اطار المحوطة والتبعية للاستعمار القديم الجديد.

ويخطىء من يفصل بين النضالين في المجتمع الفلسطيني، لان البرجوازية الفلسطينية الوطنية تخضع للاستغلال والملاحقة وترفض دولة إسرائيل المارقة السماح لها ببناء سوقها واقتصادها الحر والمستقل، وتعمل على تكبيلها وخنق تطورها وتحاصرها في كل مجال من مجالات الحياة، وتجبرها على التحول الى كمبرادور ووكيل لشركاتها ومؤسساتها وخاضعة لقوانين واملاءات الغلاف الجمركي الإسرائيلي. ولهذا مازال الاقتصاد الفلسطيني مكبل بكل أدوات الخنق والمقصلة الاقتصادية الإسرائيلية، ليس هذا فحسب، بل ان قادة الدولة الصهيونية الاستعمارية يرفضون من حيث المبدأ وجود سوق واقتصاد وطني فلسطيني. لانهم يعملون ويسعون دون كلل لتبديد المشروع الوطني الفلسطيني سياسيا واقتصاديا وقانونيا وثقافيا.

إذا الكفاح الوطني التحرري الفلسطيني يعنبر جزءا لا يتجزأ من كفاح الطبقات الاجتماعية الواقعة تحت سيف الاستغلال والاضطهاد الرأسمالي في العالم، الامر الذي يستدعي من القيادات الفلسطينية بمختلف تصنيفاتها الفكرية السياسية تعميق روابطها وتحالفاتها مع كل الطبقات والشرائح الاجتماعية المضطهدة والمستغلة ومع ممثلي القوى السياسية المناهضة لانظمة القمع والديكتاتورية والعسكرتاريا في العالم لتعزيز وتطوير هذا التحالف وترجمته في فعاليات وانشطة مشتركة تحت عناوين وبرامج تكاملية وتساندية. ورفد الكفاح الوطني التحرري بقوى جديدة داعمة ومعززة الرصيد الفلسطيني في ارجاء المعمورة.

في الأول من أيار واجب على كل وطني فلسطيني تمجيد يوم العمال العالمي، وفاءا لارواح الشهداء الأوائل وكل شهداء الشعوب المناضلة من اجل الحرية والاستقلال وتقرير المصير والعودة وفي الطليعة الشعب العربي الفلسطيني، صاحب قضية العصر الأهم لكسر شوكة الاستعمار الإسرائيلي وسادتها في الغرب الرأسمالي وفي المقدمة منهم الولايات المتحدة الأميركية.

oalghoul@gmail.com

a.a.alrhman@gmail.com

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

عمر حلمي الغول

عمر حلمي الغول يكتب : لا ادلة على أكاذيب إسرائيل

نبض الحياة لا ادلة على أكاذيب إسرائيل عمر حلمي الغول دولة إسرائيل اللقيطة قامت على …