الرئيسية / الآراء والمقالات / نادرة هاشم حامدة تكتب : طاقة الكهف وطاقة الدجال

نادرة هاشم حامدة تكتب : طاقة الكهف وطاقة الدجال

نادرة هاشم حامدة

طاقة الكهف وطاقة الدجال

أ. نادرة هاشم حامدة

لقد حمل فتية الكهف فكر التوحيد، ودافعوا عنه بقوة من براثن الشرك، منفردين، وهربوا به إلى الكهف، فجاءتهم نصرة السماء، لتغير من أجلهم قوانين الطبيعة الفيزيائية من حولهم، وتغير فيهم قوانين الكيمياء والبيولوجيا والفسيولوجيا، لتكون قصتهم مع كهفهم في مركزية القرآن، عبرة وتذكرة، فينجو بها من فتنة الدين، من أراد أن يتذكر أو يعتبر بفتية الكهف من أي فتنة كانت، بأي شكل أولون وبأي حجم، إلى أن تكون الفتنة الأشد على الأرض، وهي فتنة المسيخ الدجال، التي ما من نبي إلا وحذر قومه منها، وقد بسط سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم،لنا في التحذير، وأعطانا طوق النجاة من هذه الفتنة، إنها آيات من سورة الكهف، لتختزل هذه الآيات في ألفاظها سهام المواجهة، في مجابهة تلك الفتنة الشديدة، والتي يكون فيها شيء من حسم المصير البشري على الأرض، بإرادة من الله، وذلك حين يؤول الناس إلى جنة أو إلى نار مع الدجال، وحدها آيات سورة الكهف دون سائر آيات القرآن، هي التي تحمل الطاقة المضادة لفتنة الدجال، نجانا الله وإياكم منها، فلو تمعنا متدبرين في هذه الآيات، لنتعرف على عناصر الطاقة المختزلة فيها، سنجد أنها عناصر كثيرة، حيث فيها عنصر الشباب الذي حمل حكمة الكهولة بعيدا عن طيش ومراهقة الشباب، وعنصر التفكر في الكون والخلوص إلى الإله الخالق الأوحد، الذي لا شريك له رغم الشرك الماثل في القوم، وعنصر الوصول إلى الحق بالمنهج العلمي الصحيح، بالإقتناع والإقناع، وبالْبَيِّنَة والبرهان، وكذلك عنصر الصحبة الصالحة التي تجتمع في نصرة الحق، ثم عنصر الحسم والقوة في هذه الصحبة بإتخاذ القرار ، يتبعه عنصر الدفاع عن القرار، والصبر من أجله والفرار به إلى الله، كذلك عنصر البسالة الإيمانية وعدم الخضوع للظلم أوالاستكانة إلى الظُلَّام، وأيضا عنصر العلم بصفات الله، والمعرفة بمدى ظلم النفس في الاجتراء على الله، ثم عنصر الإيمان الشديد به، والتوكل رغم شدة الموقف عليه، وعنصر القيادة الجيدة و عُلُوّ الحرص الأمني من أجل السلامة بدين الله، كل هذه المعاني وأكثر منها ، اُخْتُزِلَت طاقتها في الآيات، لتوازي سهامها طاقة الدجال، بل وتهزمها، فالله وحده الذي يعلم حجم طاقة الدجال والقوة التي تجابهها، فهو سبحانه من منحه إياها من خلال آيات الفتنة، التي سيفتتن بها فريق الكفر والنفاق من الناس، إذ يأمر السماء أن تمطر فتمطر، وتخرج له كنوز الأرض وتتبعه، ويحيي نفسا بعد أن يقتلها، وغيرها من آيات الفتنة التي أطلعنا عليها رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ، لنحذرها ،فيثبت أمامها إن شاء الله، أصحاب اليقين الثابت بالإيمان، جعلنا الله وإياكم منهم، فنحذرها إن خرجت فينا هذه الفتنة الشديدة التي هي تمحيص شديد من الله متمثلة بهذا الدجال، الذي رغم فظاعة قبحه، وإقرار الكفر موسوما بين عينيه، يصدقه كثير من الناس، في إدعائه الألوهية، ويكفروا بالله……. فلنجعل حبائل قلوبنا متصلة دوما بخالقها، لتكون نقية، تقية، قوية، تجابه بسهام الإتصال بالله ، كل فتنة تمس فينا هذا الدين، في كل آن وفي كل حين*

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

عضو نقابة اتحاد كُتاب، وأدباء مصر
رئيس ومؤسس المركز القومي لعلماء فلسـطين

د جمال ابو نحل يكتب : أيقونة سلاطين هذا الزمان فخامة سلطان عُمان هَيثمُ الهُمام

أيقونة سلاطين هذا الزمان فخامة سلطان عُمان هَيثمُ الهُمام من عاش لشعبه، ولِوطنه عاش كبيرً، …