الرئيسية / الآراء والمقالات / خالد غنام يكتب : اسم ألورا : اسم فلسطيني غزا بلاد الاغريق

خالد غنام يكتب : اسم ألورا : اسم فلسطيني غزا بلاد الاغريق

خالد غنام

اسم ألورا : اسم فلسطيني غزا بلاد الاغريق 

بقلم خالد غنام- استراليا 

اسم للبنات في اليونان له معنى هام جدًا: نور الله. حيث ان ورا لا تعني الضوء العادي بل هو الضوء المنبعث من قلب العتم مثل ضوء الفجر أو شرارة النار الأولى. أما ال فهي تلحين لفظي لاسم الإله الكنعاني إيل. وفي الثقافة الاغريقية إيل يعني الرب الذي تعبده الآلهة. 

إن انتشار عبادة الإله إيل في جنوب أوروبا والهلال الخصيب يؤكد أن هذا الإله له أتباع يتقربون له دون أن يكون ذلك دليل على ولاء سياسي لحاكم بعينه أو يكون ضمن الانتماء لنهج اجتماعي محدد يفرض عادات دينية محددة. وهذا يجعل الإله إيل من أكثر الآلهة القديمة قدسية؛ حيث أنه خرج من مناطق ضعيفة عسكريا وهي بلاد الشام أرض الكنعانيين. حيث أن إتباع دين الأقوياء هو العرف السائد وتقليد ثقافة المنتصر أمر دارج في تاريخ صراعات الشعوب. 

الإله إيل الذي اتبعه الكثير من الأوروبيين وتم تبرك باسمه في المعابد الإغريقية بلفظ أل وهو تلحين للفظ الكنعاني إيل. هو إله يدعو للعمل وبناء الحضارة وهو يدعو للدفاع عن النفس ورفض العبودية والذل. 

وأهم ما في قصة ألورا أن الاسم قديم في بلاد الإغريق ، حيث انه تحريف لاسم قديم لاسم اميرة إغريقية. Eleanor إليانور آكيتاين (1120-1204)

وهو اسم آرامي بشكل حرفي إيل نور إي نور الرب. 

واذا ما عدنا إلى بداية دخول عبادة إيل لبلاد الاغريق فإن أقدم مصدر تاريخي يعود إلى بدايات العصر البرونزي في أساطير تتحدث عن خلاف بين الإله الانثوي هيرا مع كبير الآلهة زيوس بسبب غضبه ومنعه لنمو القمح في البلاد فأمر الاله هيرا سيدة الحقول الإله ديمتير بالرقص والصلاة للإله إيل، وإيل استجاب للجوعى وأنزل الخبز الرمادي من الغيوم؛ إي الخبز محمر على الصخور. 

ما يهمنا بالموضوع أن هذه الأسطورة تروي قصة معكوسة لما هو رائج عند المؤرخين حيث أنها تسبق هجرة شعوب البحر: وهم اتحاد بحري افتراضي هاجم مصر القديمة ومناطق أخرى في شرق البحر الأبيض المتوسط قبل وأثناء انهيار العصر البرونزي المتأخر (1200-900 ق.م). يقال أن أصل الفلسطينيين منهم إلا أن هذا تزوير تاريخي بثه الصهاينة، فشعوب البحر مجهولي الهوية واحتمال أنهم من أوروبا الغربية أكبر من أن يكونوا من جنوب أوروبا. 

ومن هنا نستنتج أن التقارب الثقافي بين جنوب فلسطين (عقرون وجازر وعسقلان وغزة) والمدن الإغريقية يسبق غزوات شعوب البحر بأكثر من ألف سنة. 

كما أن توثيق دخول البصل إلى الأسواق الأوروبية كان في نهاية العصر البرونزي وكان يسمى البصل العسقلاني وهو دليل آخر على عمق الترابط الثقافي حيث أن البصل كان يعتبر من القرابين الدينية عند الكنعانيين ثم انتقل ليصبح من قرابين الإله ديمتير . 

ومن هنا يتبين أن الفلسطينيين لم يهاجروا من بلاد الاغريق إلى جنوب فلسطين بل أن الثقافة الكنعانية الفلسطينية هي التي دخلت للحياة الثقافية الاغريقية عبر التبادل التجاري والثقافي.

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

كاتب ومحلل سياسي 

دكتوراة في القانون العام جامعة محمد الخامس المغرب 
محاضر في جامعة الأزهر - فلسطين

إبراد إبراهيم ابراش يكتب : الانتصار الذي تسعى له حركة حماس

الكاتب إبراهيم ابراش الانتصار الذي تسعى له حركة حماس بعد أن ساعدت حركة حماس إسرائيل، …