الصباح الفلسطينية
مقالات مشابهة
امريكا تنهب ثروات العالم بدون مقابل
بقلم عبد الناصر شيخ العيد
فلسفه الاقتصاد تعتمد احتياط الذهب في صك العملات المحليه فكانت الدول تضع مخزون من الذهب مقابل حجم العمله التي تصكها لكي تحافظ على قيمه عملتها حتى العام 1971 عندما تخلت امريكا عن احتياط الذهب واخذت تصك الدولار بطريقه لا تستند الى الذهب وكان الدولار لا قيمه له الا الورقه التي يصك عليها وكانت امريكا تستورد بتلك الاوراق ثروات ضخمه من دول العالم والعالم في غفله من امره حتى اصبحت امريكا اكبر اقتصاد في العالم على حساب ثروات الدول الاخرى وكان البترول العربي هو المساند للدولار بعد توقيع القياده السعوديه مع القياده الامريكيه ما يسمى باتفاقيه البترو دولار ولم تتصور امريكا انها تصل الى مرحله تصحو الدول وتتخلى عن الدولار كعمله عالميه وان تعتمد عملتها في المعاملات الخارجيه حتى اندلعت الحرب الروسيه الاوكرانيه وما قامت به امريكا والدول الاوروبيه من عقوبات ضد روسيا وحذر التعامل مع روسيا ببطاقه الخضراء التي تتعامل بالدولار مما ادى الى اتجاه روسيا الى الدول التي تتعامل معها اقتصاديا ان توافق على التعامل معها بعملتها الوطنيه والتخلي عن الدولار وهذا جعل الكثير من الدول تعلن عن انها ستعتمد العمله الوطنيه مقابل العمله الروسيه في المعاملات التجاريه وهذا سيحجب الدولار الى اقصى درجه فاذا نجحت الدول في الاستغناء عن الدولار في المعاملات التجاريه فان الدولار سيصاب بنكسة ضخمه لان امريكا طبعت ترليونات الدولارات بدون رصيد من الذهب وستعود كل العملات لتكسب قوتها بما تملكه الدوله من احتياط الذهب
ان التقديرات تقول ان امريكا انتاجها المحلي يساوي 30 % من حجم الدين العام وهذا يعني ان عوده الدولار لامريكا والاقتصار على المعاملات الامريكيه الخارجيه وبالمثل سيؤدي الى ازمه اقتصاديه رهيبه ستواجه امريكا ولقد استشعرت امريكا ذلك عندما اراد الشهيد صدام حسين ان يصك عمله تعتمد على احتياطي الذهب منافسه للدولار فكانت النتيجه تهمه كاذبه ان العراق يملك سلاح نووي وكانت النتيجه تدمير العراق وقتل الشهيد صدام حسين وكذلك مع الشهيد معمر القذافي الذي كان يريد ان يصك عمله باحتياط من الذهب لكي تكون عمله قاره افريقيا وكانت المؤامره على القذافي واغتياله ان اي مساس بالدولار سيؤدي الى انهيار وتدمير امريكا اقتصاديا وستتبع ذلك تمزيق امريكا ولهذا تعمل امريكا بكل جهدها لكي تدمر روسيا وتحشد كل الدول الغربيه لان روسيا بسياستها الاقتصاديه هي توجه ضربه اقوى تاثير من السلاح النووي
ان نتراجع الدولار سيكشف امريكا امام كل دول العالم لقد استطاعت الدول العربيه وبعد الخطوه الروسيه ان ينفتحوا على التحرك الروسي واصبح لديهم عذرا في التعامل مع روسيا بالعملات المحليه لان الكثير من الدول العربيه لديها علاقات تجاريه مع روسيا والصين وهذا سيعطي العرب مبرر لكي يتعاملوا مع الدول بالعمله المحليه وبذلك يستغنون عن الدولار والكثير سيستغني عن التعامل التجاري مع امريكا وهذا سيحجم امريكا الى اقصى درجه وما تعاني منه اوروبا من وضع اقتصادي صعب وموقف امريكا من اوروبا والضغط عليها لكى تمد اوكرانيا بالسلاح والمال وما الت اليه اوروبا من وضع لا يحتمل سيخفف من الميزان التجاري مع امريكا وستبحث اوروبا عن اسواق تتعامل معها بعملتها المحليه ان موقف العرب وخاصه السعوديه والتي لها تعاملت ضخمه مع امريكا تستطيع ان تضغط على امريكا لكي تحقق اهداف العرب جميعا وفي المقدمه القضيه الفلسطينيه التي تستطيع امريكا ان تضغط على الكيان الصهيوني لكي تفرض حلا للقضيه الفلسطينيه وهناك تدخل ايران في العراق والخليج العربي وتهديدها ويستطيع العرب في حال استغنوا عن امريكا ان يتصالحوا مع ايران والعرب لديهم علاقات متميزه مع روسيا والصين وتستطيع كل من روسيا والصين ان يفرضان تحسين العلاقات بين العرب وايران وكذلك تركيا ان امريكا الان في امس الحاجه لكي تكسب العرب الى صفها او على الاقل ان يبقى العرب على الحياد واذا لم تستثمر امريكا الفرصه وتصحح الوضع لكي تنزع الكراهيه التي يكنها العرب لها بسبب دعمها للكيان الصهيوني فان امريكا ستصاب بنكسه اقتصاديه ضخمه ولن يرحمها اقرب حلفائها لان اوروبا تعرف ان امريكا تريد ان تضعفها الى اقصى درجه لكي تكون الهيمنه لها
وتراجع امريكا سيحجم الكيان الصهيوني وسيهرب الصهاينة من فلسطين لانهم لن يستطيعوا ان يعيشوا في محيط عربي يتحين الفرصه لكي يجهز عليهم
2023/1/21
