الرئيسية / الآراء والمقالات / عمر حلمي الغول يكتب : أجراس الحرب الاهلية تقرع

عمر حلمي الغول يكتب : أجراس الحرب الاهلية تقرع

عمر حلمي الغول

أجراس الحرب الاهلية تقرع

عمر حلمي الغول

اكتب مقالي اليوم الاحد مساء امس السبت الموافق 14 يناير الحالي وقبل مظاهرة المعارضة الإسرائيلية في ساحة “هيبا” او “رابين”، والتي تأتي امتدادا للمظاهرتين السابقتين منذ تولي حكومة نتنياهو السادسة مهامها قبل 17 عشر يوما، وتعكس حالة الاستقطاب والشد بين الموالاة والمعارضة، بعد ما شهدتة مظاهرة السبت الماضي الموافق 7 يناير من مواقف عدائية بين الطرفين، حيث دعا النائب فوغل، من حزب “قوة إسرائيل” الى اعتقال ومحاكمة كل من لبيد، رئيس المعارضة وغانتس، وزير الحرب السابق بتهمة الخيانة، ودافع عنه رئيس الحكومة الفاشية، نتنياهو، معتبرا موقفه “طبيعيا” في ظل احتدام النقاش حول سياسات الحكومة الأكثر فاشية في اسرائيل، ليس هذا فحسب، انما قام بعض المستعمرين المتطرفين بمهاجمة المتظاهرين وهو يقود المتوسكل، كما هاجم قطعان المستعمرين النائب عن القائمة المشتركة، ايمن عودة، وحدث ولا حرج عن حالة التجاذب والاحتقان في ضوء حالة الاسهال المفرط لحكومة غلاة النازية بسن جملة من القوانين المستهدفة الإسرائيليين اليهود الصهاينة قبل الفلسطينيين العرب، او بالأحرى دون تمييز بينهم، فمن قانون “تحريم رفع العلم الفلسطيني”، الى قانون ” تعديل قانون المحكمة العليا” او كما يسمونه “قانون ليفين” … الخ

ومن مظاهر اقتراب لحظة الانفجار في مظاهرة امس، اجتماع ما يسمى وزير “الامن القومي”، بن غفير مع قيادة الشرطة والشباك الأسبوع الماضي لتقييم الوضع تحسبا لتداعياتها، ورد لبيد في رسالة موجهة لمفوض الشرطة، كوبي شبتاي، بلغ وزيرك المطلوب حماية المتظاهرين، وليس الخوف منهم. ولا داعي لتقييم وضع”. وقال رئيس الحكومة الأسبق، ايهود باراك في مقال نشره في صحيفة “يديعوت احرونوت” امس السبت، جاء فيه، أن “ما نخوضه اليوم تجاه الحكومة الحالية، هو أهم معركة في حياتنا. ومازال يحول دون اصطدامنا بها طبقة رقيقة من “الحراس”. وسيكون مخاضها عسيرا، يتخللها الكدح والعرق والدموع، وسيتم حسم المواجهة في النضال خلال مظاهرات الشوارع والساحات والطرقات، وأماكن العمل والجامعات في ضوء ما تشهده هذه الأيام من اشتعال شرارات الإرادة الجماعية. رغم ان ذلك قد يسفر عن اندلاع اضطرابات مدنية، وصولا لنشوب ربيع صاعد، عندما يخرج مليون إسرائيلي للشوارع، وتسقط هذه الحكومة الشريرة.” وأضاف باراك إن “الخلاف القائم مع حكومة بنيامين نتنياهو يصل لمرحلة خوض القتال، وهذا إنذار حقيقي، لان الخطر محدق بإسرائيل ووشيك فعلا.”

وعلى هذا الصعيد نشرت صحيفة “جيروزاليم بوست” اول امس الجمعة الموافق 13 يناير الحالي تحليلا يعالج التطورات المتسارعة في الشارع الإسرائيلي، جاء فيه، ” هناك مسرحية هزلية رائعة تم عرضها العام الماضي (2022) حيث سُئل أحد الشخصيات الرئيسية، وهو إسرائيلي شديد الكلام، على غرار القاسي، يدعى شاولي، على يوم الانتخابات ما الحل للشلل السياسي المستمر؟ أجاب “نحن بحاجة ماسة إلى حرب أهلية.” هذا ما صرح به شاولي، الذي يؤدي دوره الكوميدي عاصي كوهين. وتابع التحليل، كل دولة تحترم نفسها مرت بحرب أهلية. انظر الى الاميركيين. ماذا كان هناك قبل الحرب الاهلية؟ الغرب المتوحش، والان وصلوا الى القمر…” ونسي شاولي الن إسرائيل ليست اميركا، ولا غيرها من الدول ذات الجذور التاريخية، وبالتالي الحرب الاهلية الإسرائيلية القادمة تحمل في طياتها فناء واندثار الدولة اللاشرعية.

لا اريد الاستطراد بالاقتباسات الإسرائيلية، والتي تعكس حالة السخط والغضب داخل النخب السياسية والاقتصادية والأمنية والثقافية حتى بعض الدينية، حيث تشير كل المؤشرات الى ان أجراس الحرب الاهلية التي تقرع منذ ما يقارب العقدين، أي منذ اغتيال إسحاق رابين، رئيس الحكومة الأسبق عام 1995، وهي آخذة في ارتفاع اصواتها، ولكن صوت اليمين المتطرف والفاشي كان اعلى صخبا، وحال دون ان تسمع او ترى النخب شرارة الحرب، وهي تتقد تحت الرماد الاستعماري المتوحش. كما ان الاعيب الحاوي والحسابات الشخصية على حساب المشروع الصهيوني ودولته المارقة اعمت الابصار عن رؤية الخط البياني الصاعد لشرارة الحرب الاهلية في إسرائيل. الان وبعد انتخابات الكنيست ال25 وصعود الفاشيون الجدد لسدة التشريع والسلطة التنفيذية زالت كل المساحيق، وذاب الثلج وبان المرج، ولم يعد الحديث عن الحرب الاهلية من باب الترف الفكري السياسي، كما كان البعض يعتقد، وانما بات حقيقة ماثلة للعيان، قادة إسرائيل انفسهم وخبراءها السياسيين، هم من يتحدثون عنها، وليس نحن. والأيام والاسابيع القادمة كفيلة باعطاء الجواب.

oalghoul@gmail.com

a.a.alrhman@gmail.com

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

سفير الاعلام العربي في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية

سري القدوة يكتب : تفاقم الصراع وحرب الإبادة وجرائم المستوطنين

تفاقم الصراع وحرب الإبادة وجرائم المستوطنين بقلم  :  سري  القدوة الاثنين 15 نيسان / أبريل …