الرئيسية / الآراء والمقالات / احمد المالكي يكتب : الولايات المتحدة بين وثائق مسربة والحرب في اوكرانيا و وتعطل الطيران والمنافسة مع الصين

احمد المالكي يكتب : الولايات المتحدة بين وثائق مسربة والحرب في اوكرانيا و وتعطل الطيران والمنافسة مع الصين

كاتب متخصص بالعلاقات الدولية
كاتب متخصص بالعلاقات الدولية

الولايات المتحدة بين وثائق مسربة والحرب في اوكرانيا و وتعطل الطيران والمنافسة مع الصين 

بقلم:احمد المالكي 

تعيش الولايات المتحدة حالة من الارتباك والفوضى والصراع السياسي الذي يهدد الديمقراطية الامريكية انعكس على اختيار رئيس مجلس النواب الامريكي بعد ١٥ جلسة واختيار كيفين مكارثي الرجل الذي لم يكن عليه اجماع من كل الجمهوريين ونجح في النهاية الفوز بمنصب رئيس مجلس النواب .

الصراع والانقسام بين الجمهوريين جمعهم الوثائق المسربة في مكتب بايدن بمركز ابحاث في واشنطن وبمنزله الخاص في ولاية ديلاوير وهذه الوثائق نفى بايدن علمه بها لكنه اعلن تعاونه الكامل مع جهات التحقيق وهذه الوثائق تخص فترة عمله في البيت الابيض نائبا للرئيس الاسبق اوباما .

الوثائق السرية المسربة جعلت مجلس النواب الامريكي الذي يسيطر عليه الجمهوريون يطالب بمحاسبة بايدن ويبدو ان الصراع السياسي بين الجمهوريون و الديمقراطيون سوف يكون على اشده خاصة ان الرئيس السابق ترامب الجمهوري يواجه نفس الامر بعد حصوله على مئات الوثائق لكن تعرض للتحقيق وهذا ما اعتبره النواب الجمهوريين في الكونجرس سياسة الكيل بمكيالين وان ماحدث للرئيس السابق من اقتحام لمنزله لم يحدث مع الرئيس بايدن لكن وزير العدل الامريكي ميريك غارلايند عين مستشارا خاص للتحقيق في الوثائق التي تم اكتشافها في مكتب ومنزل الرئيس بايدن .

ترامب وبايدن اليوم يواجهان مصير واحد ربما الفرق بينهما ان واحد كان يعلم بالوثائق وحصل عليها متعمدا بينما الآخر يعلن نفيه بمعرفته بالوثائق والاول لايتعاون في التحقيق بينما الثاني يعلن جديته وتعاونه الكامل .

الولايات المتحدة تتعرض ديمقراطتيها إلى خطر وايضا إعلامها لم يكن الإعلام الحيادي والمهني والمسؤول على الاقل في تعامله مع موضوع الوثائق وهناك تشويه متعمد من الاعلام الامريكي للرئيس السابق ترامب الذي كان لا يجد الحرج في كشف وسائل الإعلام الامريكية ودائما كان ينتقد طريقتهم في الحديث عنه .

الفوضى الموجودة في وسائل الإعلام الامريكية وتراجع مصداقيتها هي انعكاس لما تتعرض له الولايات المتحدة اليوم من تراجع كبير وفتنة سياسية ومستقبل سياسي مظلم للحزبين الديمقراطي والجمهوري وهذا انعكس على المشهد ككل بالإضافة إلى تعرض الاقتصاد الامريكي إلى تراجع وارتفاع كبير في التضخم رغم الاجراءت التي اتخذها الفيدرالي من رفع الفائدة لكن بحسب الامريكيين التضخم كبير وهذا اثر على قطاعات كثيرة وادى الى ركود في بعض القطاعات الهامة بالولايات المتحدة .

بايدن امامه ملفات كثيرة داخليا ومنها ملف الهجرة والحدود مع المكسيك وتهريب المخدرات إلى الولايات المتحدة ولذلك عمل بايدن مع الرئيس المكسيكي لوبيز اوبرادور ورئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو على ملفات هامة من خلال قمة الاصدقاء الثلاثة قمة امريكا الشمالية وهذه القمة تجاوزت فيها الولايات المتحدة والمكسيك القضايا الخلافية وركزت على مواجهة الصين من خلال المنافسة والعمل على ان تكون هذه الدول مصدر الطاقة النظيفة وايضا صناعة الرقائق الإلكترونية التي اصبحت تركز عليها هذه الدول حتى لا تعتمد على الآخرين لكن اقترحت هذه الدول ان تجعل الحدود بينهم فرص عمل للذين يحاولون الدخول إلى الولايات المتحدة من خلال إنشاء مصانع تساهم في توفير فرص عمل في قطاعات مختلفة .

الولايات المتحدة تضع اوكرانيا في اهتماماتها وتقوم بتدريب الجنود الاوكرانيين على السلاح الامريكي ومنظومة الباتريوت لمواجهة الغزو الروسي للاراضي الاوكرانية وايضا مواجهة الاعداء روسيا وإيران وكوريا الشمالية خاصة ان هذه الدول تساعد روسيا في غزوها لاوكرانيا وكشفت الولايات المتحدة عن ارسال إيران طائرات مسيرة تستخدمها روسيا في استهداف البنية التحتية في اوكرانيا واستخدام الشتاء كسلاح في الحرب وايضا تستعد إيران ارسال صواريخ بالستية لكي تستخدمها روسيا بجانب الطائرات الإيرانية المسيرة وهذا كشفت عنه مندوبة الولايات المتحدة في الامم المتحدة ليندا توماس والتي اكدت على استعداد إيران لتزويد روسيا بالصواريخ البالستية .

الولايات المتحدة تعرضت إلى تعطل للطيران بسبب عطل في نظام الاشعارات الذي يحذر الطائرات وهذا العطل استمر لمدة ساعتين وهذا العطل بحسب هيئة الطيران الامريكية جاء نتيجة ربما لتحديث في اجهزة الكمبيوتر ادى الى عطل ونفت ان يكون هذا الامر ناتج عن هجوم الكتروني لكن قالت إنه غير مستبعد وطالب بايدن بالتحقيق في الامر لكن هذا الامر ادى الى تأجيل الرحلات والغاء رحلات اخرى وبالطبع له تأثير على شركات الطيران التي تعطلت نتيجة هذا الامر .

الولايات المتحدة تركز على المواجهة مع الصين لكن ترى إدارة بايدن ان الصين هي المنافس لها في العالم لكنها لاتريد ان يتحول هذا الامر الى صراع او حرب باردة ولايمكن ان تضغط على الشركاء او الحلفاء في التخلي عن التعامل مع الصين لكن بلاشك ان الولايات المتحدة تتراجع كثيرا امام الصين في مناطق مختلفة بالعالم وهي تحاول ان تصلح علاقتها على الاقل مع حلفاء وشركاء لها حتى تواجه الصين التي نجحت في غزو العالم اقتصاديا وتواجه الولايات المتحدة الصين بمساعدة تايوان التي تتعرض إلى محاولات صينية لضم تايبيه التي تعتبرها بكين تابعة لها وهذا كان محور مباحثات امريكية خلال زيارة رئيس الوزراء الياباني إلى الولايات المتحدة والتأكيد على ضرورة إرساء السلام والاستقرار في مضيق تايوان .

الولايات المتحدة تتعرض إلى حالة من التخبط داخليا وضعف خارجيا ويبدو ان إدارة بايدن غير قادرة على حسم الكثير من الملفات ويظل شبح ترامب يخيم على المشهد الامريكي وجاءت الوثائق لكي تضيف مزيدا من التعقيد وعدم ثقة المواطن الامريكي في البيت الابيض وسيده واصبحت الوثائق الورقة الأهم في الانتخابات الامريكية القادمة وربما ما هو قادم تنكشف امورا كثيرة لم تظهر للعلن وربما مجلس النواب الامريكي الجمهوري يضع العراقيل امام الرئيس بايدن الديمقراطي ويعطل الكثير من خططه .

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

عبد الرحيم جاموس
عضو المجلس الوطني الفلسطيني
رئيس اللجنة الشعبية في الرياض

د عبد الرحيم جاموس يكتب : لا يرحلون ..!

لا يرحلون ..! بقلم د. عبدالرحيم جاموس  الشعراءُ يذهبونُ او يرحلون.. كما يرحلُ الثوارُ دون …