الرئيسية / الآراء والمقالات / الدكتور محمد صالح الشنطي : الحسم العسكري ( مَنْهَجَة الأضاليل و علْمَنة الأكاذيب)

الدكتور محمد صالح الشنطي : الحسم العسكري ( مَنْهَجَة الأضاليل و علْمَنة الأكاذيب)

محمد صالح الشنطي

كتب الدكتور محمد صالح الشنطي 

 

الحسم العسكري ( مَنْهَجَة الأضاليل و علْمَنة الأكاذيب)

                                       (4)

       من أبرز الوسائل التي لجأت إليها المعارضة (حماس و الجهاد والمتعالمون من المحللين الأدعياء و الأبواق المعروضة للإيجار تحت الطلب و الحاقدون وركّاب الموجات السائدة م ما يبثه الإعلام المأجور) العمل على استثمار (الويكيبيديا و الموسوعات ذات الطابع العلمي والأكاديمي) لبثّ مصطلحاتهم و مفاهيمهم الخاصة وتعريفها بالشخصيات الوطنية حسبما ترتأي استراتيجياتهم وفق أهوائهم ومصالحهم الحزبية، ففي موضوع الانقلاب الكارثي في غزة تمت تسميته (بالحسم العسكري) و هذا اعتراف صريح بلجوئها إلى السلاح بديلاً عن الحوار في القضايا الخلافية – انطلاقاً من نظريتهم الانقلابية على خصومهم كما يصرّحون في أدبياتهم الموروثة عن الحركة الأم (جماعة الإخوان المسلمين) ويدور هذا حول قضية رئيسة جوهرها أن هناك انتخابات أجريت حول الرئاسة فاز فيها أبو مازن ، وأخرى انتخابات تشريعية تفوقت فيها حماس فكان أعضاء امجلس التشريعي منها أغلبية ، وبناء عليه تولت حماس رئاسة الحكومة بتكليف من الرئيس ، فالحكومة حكومته التي تمثله – وفقا للنظام السياسي المعتمد في القانون الأساسي الفلسطيتي ، هذا النظام طبقا للمصادر المعتمدة في العلوم السياسية ( يقوم على فصل صارم بين السلطات التنفيذية ( الرئيس ) و التشريعية ( البرلمان ) و القضائية، ويمنح الرئيس سلطات واسعة وتكون الحكومة مسؤولة أمامه أولا ، ثم أمام البرلمان وتتمركز السلطة التنفيذية في يدي الرئيس وتشكل الحكومة لتنفيذ برنامجه السياسي وهذا خلاصة ما أجمعت عليه المراجع المعتمدة في هذا الشأن .

     وقد اعتقدت حماس أن الأمر آل إليها برُمّته فلم تقبل بسياسة منظمة التحرير و ما نصت عليه اتفاقات أوسلو التي أُنشئت السلطة الوطنية وفقا لها، و أرادت أن تستقل بأخذ القرار زعماً بأنها المختارة من قبل الشعب علماً بأن نتائج الانتخابات كانت على النحو الآتي : حصل مرشحو حماس على 41.43% وحصل مرشحو فتح على 36.96% و الجدير بالذكر أن الانتخابات أجريت في أجواء ساد فيها لون من ألوان الانفلات الأمني و العمل على تفتيت التيار الوطني من خللال استعراضات عسكريّة غير نظامية كانت تقوم بها حركة حماس مظهرةً لقوتها العسكرية في الشوارع و الميادين العامة، واغتيالات مشبوهة و تحدٍّ للسلطة من أطراف عدة وخصوصاً عضو انفصالي مشبوه من قادة فتح تم فصله فيما بعد، وضغط أمريكي من أجل إجرائها في هذه الأجواء التي ساد فيها الترويج لبعض مظاهر الفساد في السلطة الذي كانت تتحم لتبعاته حركة فتح بلا أدنى شك ، واختراقات نشطة من حماس لصفوف فتح و الأجهزة الأمنية وتجنيد بعض أفرادها،و تعاون مشبوه بين بعض العناصر الانفصالية في فتح التي أشرت إليها سالفاً التي كانت تجاهر بتحدّي حماس وهي تعمل بالتنسيق معها ، والدليل على الضغط الأمريكي لإجراء الانتخابيات قي هذه الأجواء الموبوءة أن أمريكا أنفقت ما يقرب من مليونين ونصف دولار قدمتها الوكالة الأمريكية للتنمية لإجراء الانتخابات وسمحت باستخدام مكاتبها لهذا الغرض ، وقد عملت على شَرْذمة فتح وفصائل منظمة التحرير ؛ فبالإضافة إلى القائمة الرئيسة لفتح كانت هناك قوائم أخرى ، منها ما استثمر اسم مروان البرغوثي و اتهم البعض بالفساد فتشكلت قائمة باسم قائمة (المستقبل) وغيرها ممن خاض الانتخابات تحت مسمى المستقلين ؛ قائمة فلسطين المستقلة برئاسة مصطفى البرغوثي رئيس( المبادرة الوطنية الفلسطينية) الذي كان يتقلّب سياسيا من فصيل لآخر معتمدا كما يقول الطريق الثالث ، بين ما كان يدعيه من فساد فتح و أصولية حماس ، وظل ضيفا تحت الطلب لفضائيات ذات موقف معروف يضرب ذات اليمين وذات اليسار ، و قائمة الجبهة الشعبية باسم أبو على مصطفى الذي اغتالته إسرائيل عام 2001. وقائمة البديل برئاسة قيس عبد الكريم عن الجبهة الشعبية الديمقراطية وقائمة (وعد) باسم الائتلاف الوطني من أجل العدالة و التنمية الديمقراطية برئاسة إياد السراج وقوائم أخرى ، مثل قائمة جبهة النضال الشعبي و الجبهة العربية الفلسطينية ، وقائمة الشهيد أبو العباس والائتلاف الوطني للعدالة الفلسطينية و الاتحاد الديمقراطي الفلسطيني و المستقلون.

       وبعد تشكيل حكومة برئاسة اسماعيل هنية بتكليف مباشر من الرئيس أبو مازن رفضت أغلب دول العالم التعاون معها وحجبت المساعدات عن السلطة الوطنية ، ولم تعد الحكومة قادرة على دفع رواتب الموظفين ، واشتغلت الخلافات بينهم و بين الرئاسة الفلسطينية و حاولوا الهيمنة على أجهزة الأمن وأقاموا جهازاً عسكرياً خاصاً بهم بالإضافة إلى كتائب عز الدين القسام سمّوه (القوة التنفبذية) ودبُّرت مؤامرة لاغتيال الرئيس وتم ضبط ذلك من خلال بعض عناصر حماس الذين كلفوا بهذه المهمة ، ومن خلال التحقيقات التي أجريت من قبل لجنة شكلتها حركة فتح للتحقيق في عملية الانقلاب و الفتك بكثير من رموزها و أعضائها وذلك في تقرير يتكون من أكثر من مئتي صفحة منشور – فيما أعتقد – على موقع الحركة الألكتروني تبينت المؤامرة و أدين العضو الانفصالي الذي تأمر على الحركة , 

 وهذا الموضوع مهم و سأحاول الإلمام بجوانبه المختلفة في حلقة قادمة .

                                                                  وللحديث بقيّة

د. محمد صالح الشنطي

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

سفير الاعلام العربي في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية

سري القدوة يكتب : حرب الإبادة الجماعية والأزمات الداخلية الإسرائيلية

حرب الإبادة الجماعية والأزمات الداخلية الإسرائيلية بقلم  :  سري  القدوة الخميس 28 آذار / مارس …