الرئيسية / الآراء والمقالات / محمد جبر الريفي يكتب : في المشهد السياسي الاقليمي والدولي تحول في طبيعة الصراع

محمد جبر الريفي يكتب : في المشهد السياسي الاقليمي والدولي تحول في طبيعة الصراع

محمد جبر الريفي
في المشهد السياسي الاقليمي والدولي تحول في طبيعة الصراع

بقلم محمد جبر الريفي

لم يعد الصراع في المنطقة العربية والشرق الأوسط عموما له علاقة كبيرة بملفات القضايا الوطنية والقومية والاجتماعية كما كان سابقا فقد تراجع النضال ضد الاستعمار والصهيونية والرجعية كما كان الحال في فترة الخمسينات والستينات من القرن الماضي وكذلك اختفت حركات التحرر الوطني على مستوى بلدان العالم الثالث بتحرير غالبية الشعوب من الاستعمار ولم يبق سوى شعبنا الفلسطيني يرزح تحت أطول وآخر احتلال في العالم وبانهيار الاتحاد السوفييتي واختفاء المعسكر الاشتراكي و التحاق أكثر بلدانه بمنظومة البلدان الراسمالية تراجع على المستوى الدولى التناقض الرئيسي بين الراسمالية والاشتراكية وحل الصراع القومي بين الدولتين الاعظم فروسيا الاتحادية السلافية الارذوكسبة ليست الاتحاد السوفييتي الشيوعي السابق ….هذا المشهد السياسي على النطاق الإقليمي والدولي يلحق أكبر الضرر بالقضايا الوطنية والقومية والاجتماعية العربية وبالخصوص القضية الفلسطينية التي تراجعت في أولوية واهتمام دول رئيسية في النظام السياسي العربي وأصبحت تنظر للكيان الصهيوني بمعزل عن التناقض الرئيسي الذي يحكم العلاقة بينه وبين الأمة العربية كما أن هذا التحول في بوصلة الصراع في المنطقة ينسجم مع السياسة الإسرائيلية ذات التوجهات الدينية التوراتية والتي من مصلحة الكيان أن يتحول الصراع مع الشعب الفلسطيني إلى صراع ديني و هو يمارس بالفعل هذه السياسة الصهيونية التهويدية من خلال الاعتداءت على المسجد الأقصى الذي تستبيحه قطعان المستوطنين الصهاينة كل يوم بهدف تقسيمه زمنيا ومكانيا كما حدث للحرم الإبراهيمي في الخليل تحميهم في هذه الإعتداءات العنصريةجنود وشرطة الاحتلال والهدف من وراء تحول الصراع الى صراع ديني هو نزع الاعتراف الغلسطيني والعربي بيهودية الدولة وجعل هذا المطلب أحد شروط القبول بالتعاطي مع التسوية السياسية التى وصلت إلى مأزق حاد … ان الخطر الكبير على مستقبل الوجود الصهيوني في فلسطين كما تراه الأحزاب الصهيونية هو في استمرار الصراع مع المشروع الصهيوني على خلفية وطنية وقومية اي صراع عربي صهيوني وفلسطيني إسرائيلي بين هوية وطنية وقومية متجذرة تاريخيا وحضاريا في أرض الأجداد وبين هوية صهيونية احتلالية طارئة على نسيج المنطقة لأن في استمرار ذلك من شأنه أن يبقى الصراع يقوم في اطار التناقض الرئيسى بين المشروع الصهيوني العنصري وترابطه بالمصالح الراسمالية الاستعمارية والإمبريالية وبين الامة العربية أي العودة به إلى جذوره الحقيقية باعتبار أنه صراع مصيري وحضاري ومستمر وطويل ومن الضروري أن يحافظ النضال الوطني الفلسطيني في هذه المرحلة على هذا الطابع من الصراع من أجل هزيمة الفكر الصهيوني وإسقاط مخططاته العنصرية التهويدية الجارية على ارض الواقع الآن خاصة بعد تشكيل حكومة يمينية فاشية متطرفة برئاسة نتنياهو . …

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

سليم الوادية

اللواء سليم الوادية يكتب : ياسامعين الصوت ،، الاباده الجماعيه في العالم

ياسامعين الصوت ،، الاباده الجماعيه في العالم بقلم سليم الوادية  عبر التاريخ الدول الاستعماريه مارست …