عضو نقابة اتحاد كُتاب، وأدباء مصر
رئيس ومؤسس المركز القومي لعلماء فلسـطين
عضو نقابة اتحاد كُتاب، وأدباء مصر رئيس ومؤسس المركز القومي لعلماء فلسـطين
الرئيسية / الآراء والمقالات / د جمال ابو نحل يكتب : ٠راتِّب الَلاعْبَ اللَّعُوبُ ، والَعَالِمَ المَغْلُوب المَنْكُوبَ

د جمال ابو نحل يكتب : ٠راتِّب الَلاعْبَ اللَّعُوبُ ، والَعَالِمَ المَغْلُوب المَنْكُوبَ

عضو نقابة اتحاد كُتاب، وأدباء مصر رئيس ومؤسس المركز القومي لعلماء فلسـطين
عضو نقابة اتحاد كُتاب، وأدباء مصر
رئيس ومؤسس المركز القومي لعلماء فلسـطين

راتِّب الَلاعْبَ اللَّعُوبُ ، والَعَالِمَ المَغْلُوب المَنْكُوبَلعُبة كرة القدم يُحِبُها، ويعشقها الملايين من البشر، كِبارًا، وصِّغَارًا، رجالاً، ونساءً، وهي لعبة شيقة، وجميلة ومثيرة لِلاِهِّتِمِام، والاثارة، والتشويق، كوسيلة للتسلية، والترفيه، وليست كغاية بِذاتِهَا؛ وحينما تم تأصيل كلمة: «كرة قدم»، قد أشارت إلى تشكيلة، واسعة من الرياضات في أوروبا العصور الوسطى، والتي تعني التحكم بالكرة بواسطة القدم؛ تلك الرياضة التي يمارسها القرويون، على غِرار الرياضة التي يمارسها «الأرستقراطيون»، من على جيادهم، وترجع جدور تاريخ لعبة كرة القدم إلى أزيد من 2500 سنة قبل الميلاد حيث مارسها الصينيون القدامى، وكانوا يقدمون الولائم للفريق الفائز، ويجلدون الفريق المنهزم، وعرفها اليونانيون، واليابانيون 600 سنة قبل الميلاد، والمصريون 300 سنة قبل الميلاد؛ إلا أن اللعبة في شكلها الممارس اليوم، ظهرت في إنجلترا سنة 1016م، وخلال احتفالهم بإجلاء الدنماركيين عن بلادهم لعب الإنجليز الكُرة فيما بينهم بِبقايا جثت الدنماركيين!!.

تَم تأسيس الاتحاد الدولي لكرة القدم يوم 21 من شهر مايو في العام 1904م في باريس، وضَّمْ (207) اتحادات كرة القدم في العالم؛ ويعود ذلك للعام 1863م، حينما اجتمع 11 مندوبًا من الأندية، والجمعيات الإنجليزية في باريس للبحث في كيفية، وضع قوانين خاصة باللعبة بهدف إنشاء أول اتحاد رسمي لكرة القدم؛ وخلال عقد تم إنشاء الاتحاد الويزلي، وتبعه الاسكتلندي، وثم الايرلندي، وفي عام 1882م أسست الاتحادات الأربعة مجتمعة الاتحاد الدولي لكرة القدم، الذي حاول تنظيم لعبة كرة القدم في أنحاء العالم؛ ومع نهاية القرن التاسع عشر انتشرت لعبة كرة القدم في مختلف أنحاء العالم حيث تم نشرها من قبل البحارة، والتجار البريطانيين، ومن مختلف المسافرين الأوروبيين، من أستراليا إلى البرازيل، ومن المجر إلى روسيا فأُنشئت الاتحادات، والأندية والمسابقات، وأدى ذلك النمو الشامل إلى تكوين الاتحاد الدولي لكرة القدم: (الفيفا) في باريس في 21 مايو 1901م، بعدما تم إنهاء دور الاتحاد السابق من قبل فرنسا، وبمشاركة ست دول أوروبية، وأصبحت كرة القدم لعبة عالية، والاسم الفرنسي لا يزال يستخدم حتى يومنا هذا حتى خارج نطاق الدول الناطقة باللغة الفرنسية. تلك كانت نبذة سريعة عن نشأة لعبة كُرة القدم، تمهيدًا للدخول في صلب، وجُوهر الموضوع المُراد، وبيت القصيد مِن المقال هو الفارق الكبير جِدًا ما بين راتب لاعِب كُرة القدم المشهور عالميًا، وراتب أفضل مُعلِمْ عالميًا، أو أعلى راتب لِلدكتور، أو المهندس أو الطبيب، أو راتب العُلماء؛؛ حيثُ صدر عن المركز الدولي للدراسات الرياضية (CIES)ومقره سويسرا، تصنيفًا للاعبي كرة القدم الحاليين بحسب قيمتهم السوقية وبحسب التصنيف المحدث أسبوعيًا، الصادر في 6 من حزيران عام 2022م، تصدّر النجم الفرنسي كيليان امبابي القائمة بعد تمديد عقده لمدة ثلاث سنوات مع نادي العاصمة الفرنسي باريس سان جيرمان؛ وقُدّرت القيمة السوقية للاعب ذي 23 عامًا بــ 206 ملايين يورو؛ وقريب منهُ في المبلغ نجم الأرجنتين ليونيل ميسي وكريستيانو؛ وهناك قائمة احتوت على أغلى رواتب عشرة لاعبين في العالم!!؛؛ وفي الواقع، تلك الرواتب لِنجُوم كُرة القدم تعتبر رواتب خيالية، وجنونية قياسًا مع رواتب أهل العلم، والعلماء بمختلف تخصصاتهِم!. ولو تم القياس بين المجهود المبذول من المُعلم الموظف، والطبيب، وما بين لاعب كرة القدم من النجوم ستجد الفرق شاسع جدًا، ولا مجال للمقارنة بينهما!؛ فلقد خرجت لعبة كرة القدم عن غرضها الرئيسي من التسلية والترفيه، إلا الترف، والاسراف، والفجُور، والجُور!؛؛ وصارت تجارة رائجة تقدم مُنتجًا مطلوبًا، وبشدة؛ فكُلما زاد عدد المشاهدين لمباريات كرة القدم، والتي تُبث على القنوات الرياضية الفضائية الخاصة التي لا تفتح للمُشاهُد إلا من خلال اشتراك سنوي بِمُقَابِّلَ مادي؛ ويزداد التنافس مع زيادة عدد المعلنين، بين تلك القنوات ومع زيادة عقود الرعاية، والبث التلفزيوني كذلك، يزداد الطلب على اللاعبين الموهوبين، لأنهم يزيدون فرصة فريقهِ في الفوز بالألقاب، وبالتبعية لِجني المزيد من العوائد المالية!!؛؛ فهل يمكن مقارنة المُعَلِم الذي ينُشأ أنفُسًا، وعقولاً مع نِجم كرة القدم؟!؛ وهل يمكن مقارنة العالم، والدكتور الجامعي، والمهندس، والطبيب الذي يُعالج المرضي مع لاعب من نجُوم كرة القدم؟!؛ بالتأكيد لا يستُويان، وشَّتَان ما بين الثرَىَ، والثُرَيَاَ؛ بل من قمة الظلم أن يشاهد العالم كُله، وخاصة أوروبا، وأمريكا من الذين يدعون الديمُقراطية، وحقوق الانسان الملايين من البشر يتضورون جوعًا في بعض دول العالم دون مد يد العون، والمساعدة لهم!؛ وفي ذات الوقت تدفع ملايين الدولارات إلى لاعب كُرة قدم واحِد!!؛ ولذلك أثناء جائحة كورونا انتشرت عبارة، واحدة على أغلب مواقع التواصل الاجتماعي المتنوعة كانت فحواها: “تدفعون للاعبي كرة القدم مليون يورو في الشهر، بينما يحصل الطبيب على راتب يبلغ: ” 1300 يورو شهرياً”، اذهبوا إلى ليونيل ميسي وكريستيانو لإيجاد لقاحٍ لوباء كورونا”!!؛؛ فلا يوجد أي مُبرر لارتفاع أجور كِبار اللاعبين بهذا الشكل الرهيب، مُقارنةً ببقية المهن الأخرى مهما كانت الأسباب؛ وإن أسَعار صفقاتهم مُبالغ فيها إلى حدٍ غير معقول، وذلك بسبب تهافت الأندية العالمية على شراء اللاعبين، في الوقت الذي تغرق فيه الصين حاليًا بفيروس جديد اسموه :”يوم القيامة” هو أشد فتكًا من فيروس كورونا، ومرشح للتمدد ليصيب أغلب سكان دول العالم؛ مما يهدد بِشَّلل في حياة الناس مرة أخرى يصيب مختلف نواحي مجالات الحياة، ومن بينها كرة القدم لأنها مرتبطة كذلك بالأمان العالمي، ولحظة انتكاس أي عنصر من العناصر الأساسية عالمياً قد ينهار الجميع، وبالتالي هي نتاج بقية الأمور، ومنها صحة الإنسان، وبقاء الكرة الأرضية بمنأى عن الفيروسات، وهذا الأمر يدفعنا للتأكيد على ضرورة إعادة النظر في رواتب، وأجور نجوم لِعبة كرة القدم في العالم؛ ولذلك علينا أن نُعلى شأن العُلماء الذين أعلى شأنهم الخالق رب العالمين سبحانهُ وتعالى، وشهد لهم من فوق سبع سماوات قال تعالى: ” شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ ۚ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ”؛ وقال تعالى: ” قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ، وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ۗ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ”، فلا يستوى أي لاعب كرة القدم مهما علا شأنهُ، وراتبهُ، ولمِع نجمهُ، ولو تنافست على انضمامهِ إليها كل أندية العالم، ولو كان أفضل لاعب كرة قدم في العالم؛ فإنهُ لا يُساوي نقطة حِبر في بحَرِ أي عالِم!؛ فأنزلوا الناس منازلهم؛ فلا تحولوا لعبة كرة القدم من الترفيه، والتسلية إلى التعصب والجنون، والغطرسة، والاستبداد، والكِّبْر، والتطاول على العِباد، والاسراف، والتبذير في المال على شراء اللاعبين الكِبار!؛ وفي المُقابل ظُلم العُلماء الفضلاء، الأجلاء، والانتقاص من قدرهم، مما يجعلنا، وكأننا أصبحنا نعيش في زمن الرويبضة!؛ فويلٌ لأمُهَ ترفع من شأن الوضيع، والسفيه، وتَحُطْ من شأن المُعلِم والمعلمة، والعالم، والعالمة!؛ وإن النجَم الحقيقي ليس لاعب كرة القدم، وليس الفنان، أو الممثِل، أو المغُني والمغُنية، وإنما العُلماء الأتقياء الأنقياء الذين هم ورثة الأنبياء، وختامًا بمِّسَكْ الكلام من أبياتٍ الشعر لأمير الشعراء أحمد شوقي رحمه الله القائل: ” قُـم لِـلـمُـعَـلِّمِ وَفِّه التَبجيلا، كـادَ الـمُـعَـلِّمُ أَن يَكونَ رَسولا، أعلمتَ أشرفَ أو أجلَّ من الذي يُبني، وينشئُ أنفـسًا وعقولا، سـبحانكَ اللهمَّ خـيرَ مُعـلّمٍ، علَّمتَ بالقلمِ القـرونَ الأولى، أخرجـتَ هذا العقلَ من ظلماته، ِوهديتَهُ النـورَ المبينَ سـبيلاَ، وطبعتَـهُ بِيَدِ المعلّـمِ ، تَارَةً صَـدِئَ الـحَـديدُ، وَتارَةً مَصقولا….

المفكر العربي، والإسلامي الباحث، والكاتب الأديب

الأستاذ الدكتور/ جمال عبد الناصر محمد عبد الله أبو نحل

الأستاذ الجامعي عضو نقابة اتحاد كُتاب وأدباء مصر، رئيس المركز القومي لعلماء فلسـطين

رئيس مجلس إدارة الهيئة الفلسطينية للاجئين، والاتحاد العام للمثقفين العرب في فلسطين

عضو نقابة الصحفيين بفلسطين ، والاتحاد الدولي للصحافة الالكترونية_ dr.jamalnahel@gmail.com

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

سليم الوادية

اللواء سليم الوادية يكتب : ياسامعين الصوت ،، الاباده الجماعيه في العالم

ياسامعين الصوت ،، الاباده الجماعيه في العالم بقلم سليم الوادية  عبر التاريخ الدول الاستعماريه مارست …