الرئيسية / الآراء والمقالات / علي ابوحبله يكتب : المستوطنون يدفعون للحرب الدينية

علي ابوحبله يكتب : المستوطنون يدفعون للحرب الدينية

رئيس تحرير افاق الفلسطينيه
رئيس تحرير افاق الفلسطينيه

المستوطنون يدفعون للحرب الدينية

المحامي علي ابوحبله

تواصل دولة الاحتلال مساعيها الحثيثة لفرض واقع جديد في المسجد الأقصى من خلال تغيير معادلة الطقوس والشعائر الدينية المقامة بداخله، كإحدى الأدوات المستخدمة لطمس هويته المقدسة واستبدالها بأخرى ذات طابع يهودي صهيوني، غير معنية بمشاعر ملايين المسلمين والعرب المُستفزة من خلال تلك الممارسات.

يبدأ عيد الأنوار عند اليهود مساء السبت، ويتم إشعال أول شمعة الأحد، وينتهي مع انتهاء إشعال الشمعة الثامنة بعد أسبوع في يوم 25/12/2022. ، ويستمر العيد ثمانية أيام، ومن أبرز سماته اقتحام كبير جداً للمسجد الأقصى، بحسب الدعوات التي أطلقتها جماعات الهيكل ومجموعات المستوطنين التي تحشد لاقتحام الأقصى بكثافة خلال الأيام الثمانية من العيد.

ويبقى السؤال: هل سيتم إدخال شمعدان “الحانوكاه” إلى المسجد الأقصى؟ وهل ينوي بن غفير اقتحام المسجد الأقصى في ظل حديث نتنياهو لقناة العربية عن أنه ملتزم بالوضع القائم؟ مع أن الليكود أوضح “للإعلام الإسرائيلي” أن ما جاء في مقابلة نتنياهو مع العربية لم يتطرق للاتفاق بين نتنياهو وسموتريتش وبن غفير.

تحشد الجماعات المتطرفة لتنفيذ اقتحامات جماعية واسعة للمسجد الأقصى المبارك، اعتباراً من اليوم، للاحتفاء بمناسبة ما يسمى “عيد الأنوار”، “الحانوكا”، وسط دعوات فلسطينية لتكثيف الرباط وشد الرحال للأقصى لحمايته وإفشال مخططات المتطرفين باستباحته، بما يُنذر بصدام حاد قد يشعل الأوضاع في القدس المحتلة وأنحاء الضفة الغربية.

وعلى وقع تنديد الفصائل الفلسطينية بالتصعيد الخطير؛ فقد كثفت ما يسمى “جماعات الهيكل”، المزعوم، حشد أنصارها المتطرفين لتنفيذ اقتحام واسع “للأقصى” على مدى الأيام الثمانية لما يسمى “عيد الأنوار- الحانوكا”، الذي يبدأ اليوم حتى منتصف الأسبوع المقبل، بما ينذر بمزيد من الاقتحامات والانتهاكات الإسرائيلية خلال تلك الفترة العصيبة على المسجد، في إطار سياسة تهويده.

وتستغل حكومة الاحتلال، “الأعياد اليهودية” المزعومة للتصعيد في القدس المحتلة، عبر تبرير الاقتحامات وإغلاق منافذ المدينة وعزلها عن محيطها وتحويلها إلى ثكنة عسكرية، ومنع دخول أبناء الشعب الفلسطيني لها، وقمع المصلين والمرابطين والاعتداء عليهم، وتوفير الحماية الأمنية للمستوطنين لاستباحة المكان وأداء طقوسهم التلمودية، وفرض وجودهم داخل المسجد.

وبدأت الجماعات اليهودية المتطرفة، منذ الأسبوع الماضي، بالتحضير للاقتحامات والترويج لها من خلال حملات إعلانية واسعة النطاق تدعو فيها صراحة الى إدخال “الشمعدان” وإضاءته داخل المسجد الأقصى.

وتزمع الجماعات المتطرفة إلى إضاءة شمعدان “الحانوكاه” داخل المسجد الأقصى، وتسعى إلى تصعيد عدوانها خلال العيد المزعوم وصولاً إلى ساحة الإمام الغزالي أمام باب الأسباط مباشرة، بحيث تشعل الشمعدان ملاصقًا للباب تمامًا، مطالبة بإدخال طقوس إشعاله إلى داخل المسجد.

وفي هذا العيد المزعوم، يتعمد المستوطنون نقل الرقص والغناء والاحتفالات إلى مختلف أبواب الأقصى، مثل أبواب السلسلة والغوانمة والقطانين، مستفيدين من حكم كانت ما يسمى المحكمة الإسرائيلية العليا منحتهم إياه في 17 كانون الأول (ديسمبر) 2017، ويقضي بالسماح بصلوات اليهود الجماعية العلنية على أبواب الأقصى من الخارج.

ونصبت الحاخامية الرسمية بالتعاون مع ما يُسمى “صندوق تراث الحائط الغربي”، وبلدية الاحتلال في القدس المحتلة شمعدان الاحتفال المركزي في ساحة البراق، غربي الأقصى، معلنة عن إعتزام إشعاله كل يوم على مدار العيد المزعوم.

وتنشط في العيد “منظمات الهيكل”، مثل “نساء لأجل الهيكل”، “طلاب لأجل الهيكل”، “برنامج هليبا التوراتي”، و”اتحاد منظمات الهيكل” بدعوة المستوطنين للمشاركة الواسعة في اقتحامات مكثفة ومستمرة للأقصى، بذريعة إقامة طقوس وشعائر تلمودية للاحتفال بما يسمى “عيد الحانوكا”، الذي يعد، في منظورهم، من أكثر الأعياد والمواسم اليهودية المزعومة ارتباطًا “بالهيكل” المزعوم، من ناحية الرواية التوراتية المزيفة.

الجماعات المتطرفة تحاول توظيف المناخ السياسي والتوجهات المتطرفة للحكومة الإسرائيلية القادمة لتكريس برامجها ورؤيتها التهويدية لتغيير الوضع القائم وفرض قواعد جديدة تمكنهم بصورة رسمية من أداء طقوس تلمودية بصورة علنية والدفع قدماً بمخطط تقسيم المسجد الأقصى.

لا يمكن قراءة العجرفة الإسرائيلية بحق المقدسات الفلسطينية والتغول المستمر – الذي تفاقم خلال الآونة الأخيرة – على حقوق الشعب الفلسطيني، بمعزل عن شعور الطمأنة الذي تسلل إلى صانع القرار الإسرائيلي حيال أي رد فعل اقليمي ودولي إزاء تلك الانتهاكات، ومن باب “من أمن العقاب أساء الأدب” لا تشعر دولة الاحتلال بأي غضاضة في تصعيد انتهاكاتها بحق الفلسطينيين، يقينًا منها أن رد الفعل لا يتعدى بيانات الشجب والإدانة

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

عمر حلمي الغول

عمر حلمي الغول يكتب : نور شمس يبقى وضاءً

نبض الحياة نور شمس يبقى وضاءً عمر حلمي الغول لمخيم نور شمس له من اسمه …