عضو نقابة اتحاد كُتاب، وأدباء مصر
رئيس ومؤسس المركز القومي لعلماء فلسـطين
عضو نقابة اتحاد كُتاب، وأدباء مصر رئيس ومؤسس المركز القومي لعلماء فلسـطين
الرئيسية / الآراء والمقالات / جمال ابو نحل يكتب: بِمُونديَال كأس العالم في قطر انتصرت فِلسطِّينَ

جمال ابو نحل يكتب: بِمُونديَال كأس العالم في قطر انتصرت فِلسطِّينَ

عضو نقابة اتحاد كُتاب، وأدباء مصر رئيس ومؤسس المركز القومي لعلماء فلسـطين
عضو نقابة اتحاد كُتاب، وأدباء مصر
رئيس ومؤسس المركز القومي لعلماء فلسـطين

بِمُونديَال كأس العالم في قطر انتصرت فِلسطِّينَ

يعيش العالم اليوم أوضاع صعبة، ومُعقدة خاصةً بعد الحرب الروسية، الأوكرانية؛ حيثُ لا تزال تلوح في الأفق إرهاصات حدوث حربٍ عالمية ثالثة!؛ أو يغُض الغرب الطرف عن روسيا في حربها ضد أوكرانيا؛؛ وفي الوقت نفسهُ فإن أبَصَار مُعظم شعوب العالم متوجهة لِمتُابِعة مُشاهدِة مُباريَات كرة القدم بين الفرق المُتنافِسة على الفوز بكأس العالم في مونديال كأس العالم 2022م الجارية مُبارياتهِ في دولة قطر الشقيقة؛ وبينما المباريات تشتعل، وتشتد، وتحتدم المُنافسة بين مختلف الفرق المُشاركة للوصول لتصفيات نهائي مُباريات كأس العالم، فقد وقعت أحداث جسِيمة في فلسطين المُحتلة؛ حيث يرتقي يوميًا المزيد من الشهُداء الأبرار الفلسطينيين، وهُم من خِيرة أبناء الأمُة العربية، لِتصعد أرواحهم الطاهرة للعلياءِ شُهَداء، بفعلِ رصاص القتل، والغدر الفاشي الصُهيوني!؛ إنهم عصابة من المجرمين المتُعطشين لسفك الدم العربي الفلسطيني.. وما يزيد الطيِن بِلةً في هذهِ الأيام هو تنَمر عصابة قوات الاحتلال، وقطعان المستوطنين المجرمين، وتوحشهم، وتغولهم أكثر مما كانوا عليه بكثير من جرائمِهم من ذيِ قبل!؛ لدرجة وصلت أن يوصفهم سابقًا أحد قادة عصابة كيان الاحتلال الصهيوني الهالك: “شمعون بيرس” ليقول عن بني جلدتهِ من الصهاينة، وبشكلٍ علني أمام بعض وسائل الاعلام: “لقد وصلنا لدرجة الخَنزَيِرة الصهيونية”.

وعودةً لمونديال كأس العالم في دولة قطر الشقيقة؛ يعلم الجميع أنهُ قد اختلفت بعض الدول العربية سابِقًا مع دولة قطر سياسيًا، وهذا أمر طبيعي، وعادي بين الدول، أن يتخاصم بعض الأشقاء العرب، ويتنازعون مع بعضهم البعض، ويختلفون فيما بينهم، وهذا هو حال الدُنيا، وقد وقع الخلاف، والاقتتال بين من هم خير البشر، وذلك في زمن الصحابة الكرام رضى الله عنهم أجمعين، بعد واقعة اغتيال الخليفة سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه، ومن ثم زمن خلافة سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه؛ ولكن يجب أن لا يفسد الخلاف للوُدِ قضية؛؛ ولقد أسَعدنَا مُشَاهدة بعض الرؤساء، والملوك، والأمراء، والزعماء العرب، والمسلمين وهم مُجتَمِعِين مع بعضهم في معية وضيافة صاحِب السمو أمير قطر الأمير: “تميم بن حمد”، حفظهُ الله، وذلك في بداية افتتاحية مباريات كأس العالم، ومصافحتهم بعضهم البعض؛ فليس هناك أجمل من أن يكون العرب والمسلمين يدًا، واحِدة، وموحدين، وكأنهم على قلب رجٍلٍ واحد، فحينئذٍ سوف يخَشَاهُم العالم كله، ويعمل لهم الأعداء ألف حِسَاب. 

ومما لا ريبَ فيه بأن دولة قطر الشقيقة الصغيرة في حجمها الجُغرافي، وفي عدد سُكانها، ولكنها العميقة، العريقة، الدقيقة الشامخة، الكبيرة، والثقيلة، والباسقة السامقة في حجمها عربيًا وعالميًا، والحَاضرة في كل مكان سياسيًا، وإعلاميًا، واقتصاديًا؛ واجتماعيًا وثقافيًا، وعلميًا والحاضنة لِمونديال كأس العالم عام: “2022”، تستحق بجدارة مِن العرب، والمسلمين كل التبجيل، والاحترام، والاقدار، والشكر، والاعتزاز في ما فعلت، وعمِلت، وبنت، وشيدت، وطورت ونظمت، وعمرت، وأنشأت، وجَهزت، ورتبت، وأوجزت، فأنجَّزت الكثير من البنية التحتِية فأنشأت الفنادق الفاخِرة، والطُرقات، والقطارات السريعة، والملاعب الفاخرة الزاخرة الجميلة من أجل استضافة مونديال كأس العالم بشكل حضاري، وجذاب، ومنظرٍ ساحِرٍ خلاب يَأخُذ الألباب، فكان قمة في الرُقي، والروعة، والأناقة، وغاية في الحُسنِ، والجمال، والأناقة، والفخامة. لكن هذا الانجاز، والتطوير الحضاري الكبير، والمتميز أذهل العالم الغربي، والدول الأوربية فلم يرق، ولم يحلُو لهم ذلك التطور الكبير!؛ بأن تكون دولة عربية مُسلمة في هذهِ النظافة، والأناقة والجمال، والروعة، والحضارة؛ وكذلك يرفع في مُحيط ملاعِبها صوت الأذان، وكذلك حينما أحضرت قطر أفضل، وأشهر، وأعظم عُلماء المُسلمين من أهل السُنة في العالم لِنشر تعاليم الشريعة الاسلامية الوسطية السمحة، وبدأت بافتتاحية المونديال الكروي العالمي، ولأول مرة في التاريخ بقراءة، وتلاوة آياتٍ بيناتٍ من الذكر الحكيم القرآن الكريم؛ وكذلك منعت شُرب الخُمور ومنعت “المثليين”؛ فصارت قطر، عالم آخر من الجَمَالَ، وواحة فسيحة مُريحة مَليِّحة جميلة وعنوانًا للرقي، وللأمن، والأمان، والازدهار، ومع النجاح الكبير الباهِر في تنظيم للمونديال؛ فكان ذلك كلهُ مَفخرة لكُل العرب، والمسلمين، ليبرهنوا للعالم بأن الأمة العربية الاسلامية هي من صدرت للعالم أجمع جَمال دماثةِ الأخلاق، والرحمة، والحضارة، والُرقي، والثقافة، والعلم والأدب، والخير، والانسانية، والسلام، وسماحة الاسلام؛ ولكن ذلك كله لم يُعجِّب الغرب فحاولوا جاهدين تسميم الأجواء، وتخريب المونديال، بل حاولوا أن ينقلوهُ من دولة قطر واشتعلت حملة تشوية مسعُورة ضد قطر، ولكن، واثِق الخُطوةِ يمضي ملكًا؛ فَفَشِّلوا، وخابوا!. واستطاعت قطر أن تكون علمًا عظيمًا مرفرفًا مرفوعًا خفاقًا في سماء الوطن العربي، والعالم وكذلك حاضنة عربية إسلامية يفتخر العرب بِما فعلته دولة قطر من جُهود جبارة، وعظيمة وجليلة نجحت في تنظيم مونديال كأس العالم للعام 2022م، على أجمل ما يكون، ولتكون بذلك أيقونة لِكل العرب، والمسلمين أجمعين؛ وتسامى نجمُ سمُو أميرها شامِخًا في العلياء حينما جمع الفرقاء الأشقاء من الزعماء العرب، والمسلمين معًا ليتصافحوا، وليتصالحوا في قطر الخير.. ومع تلك المشاهد الجميلة المُشرفِة المُشرقة الزاهية الزاخرة للعرب، والمسلمين في قطر واشتعال مباريات المونديال، كانت فلسطين حاضرة؛ حيث كانت الأرض الفلسطينية المحتلة تغلي، وتنزف دمًا، ويتعرض أبناء الشعب الفلسطيني للقمع، والبطش، والتنكيل، والقتل، ولمجازر بشعة ترتكبها يوميًا عصابة المحتلين الصهاينة الأوغاد القتلة المجرمين أعداء السلام، والانسانية؛ حيث استشهد أكثر من عشرة شهُداء في يومين بِالضفة الغربية المحتلة، ومدينة القدس المحتلة!.. وكانت مشاهد الشُهداء مؤلمة، وقد تكررت عمليات الاعدامات الميدانية الاجرامية الصهيونية للشباب الفلسطيني برصاص القتلة النازيين الجدد من عصابة جيش الاحتلال الصهيوني وبِمُباركة من قيادة عصابة المُحتلين المُجرمين على عمليات القتل التي تُرتكب ضد الفلسطينيين!. وكان الرد على تلك المجازر الارهابية الصهيونية، واضحًا وجليًا من الشعوب العربية الحُرة الأبية في دولة قطر أثناء مباريات فرق كُرة القدم في المونديال، فكان العلم الفلسطيني يرفرف عاليًا خفاقًا في كل وقت وحين في قلب الملاعب وبين جماهير العالم؛ وكان في المُقابِل الارتباك الصهيوني والتَخبُط، والذي تناقلتهُ، بعض وسائل الإعلام العربية، والعالمية، وحتي نفس، وسائل إعلام عصابة الاحتلال الصهيوني من المتواجدين في قطر ممن يَنَقُلون أخبار مونديال كأس العالم.. وكان النقل مباشرةً من قلب الملاعب عن أخبار الالتفاف الجماهيري العربي، والإسلامي الواسِع والكبير حول القضية الفلسطينية في مونديال قطر، فُزلِّزُلوا الأعداء الصهاينة في قطر زلزالاً شديدًا، وصار الاعلام الصهيوني هُناك كالأقزام، ومثل الكلب النجس الأجَرب الذي يبتعد عنهُ الجميع، ويفرُ منهُ!؛ لأن الشعوب العربية، والإسلامية لم، ولن تنسى فلسطين، ولن ينسُوا جرائم المحتلين الصهاينة المتواصلة، والمستمرة يوميًا ضِدَ إخوانهم من أبناء الشعب الفلسطيني الأعزل. كما لم يَنَسوا دماء الصحفية الفلسطينية التي كانت تحمل الجنسية الأمريكية الاعلامية : “شيرين أبو عاقلة” التي قتلها، قَنصًا، واغِتيالاً عصابة جنود جيش الاحتلال الصهيوني المجرمين أمام مرآي، ومسمع، ونظر العالم الأصَم؛ وكذلك غيرها الكثير من الشهداء.

  وإن الحق ما شهدت بهِ الأعداء فَلقد كتبت الإعلامية اليهودية: “ميخال أهروني”، مقالاً نُشر لها في صحيفة الاحتلال التي تُسمى: “صحيفة يسرائيل هيوم”، وكان عنوان مقالها ” في جملة “: “الفِلسطينيون كلهم في قطر، والواقع محرِج”؛ وتحدثت في المقالة عن حالة من التفوق الفلسطيني خلال كأس العالم؛ وفي مقال ثاني موجه “لِمجتمع الاحتلال الإسرائيلي”، كتب الصحفي اليهودي أهروني: “ها نحن نكتشف أن هناك شعبًا فلسطينيًا ينبض بالحياة، ولندرك ذلك كان يتعين على وسائل الإعلام الإسرائيلية أن تطير حتى قطر لنتذكر هذه الحقيقة”.، كما أردف قائلاً: “صحيح أن الفلسطينيين يعيشون على مسافة ساعة سَفَر من “بِّيُوِتنا، وبلداتنا” لكنهم ما عاد لهم، ومنذ سنوات خلت، أي حضور، ووجود في الذاكرة، وفي الواقع الإسرائيلي، إذ تم تغييبهم بشكل متعمّد، ومُمنهج عن الإعلام الإسرائيلي”؛ والقول السابق للصحفي الصهيوني. كما أوضح أن وسائل الإعلام الصهيونية تعمّدت تهميش الفلسطينيين، وتغييب قضاياهم وحياتهم اليومية، وعدم تغطية، وتوثيق معاناتهم وواقعهم اليومي الأليم، ومعاناتهم من الاحتلال”؛ وكذلك قالت نفس الصحفية الكاتبة اليهودية أهروني: “نحن نعيش، وكأن ملايين الفلسطينيين خلف الجدار قد اختفوا، حيث من المريح، والسهل لنا (الإسرائيليين) حشرهم وقمعهم، وتجاهل وجودهم، وليس هذا وحسب، وليسوا على جدول أعمالنا، وقالت إن كلمة “الاحتلال” أضحت من الماضي الغابر، وباتت بمثابة هذيان، وهراء!؛؛ وخلصت الكاتبة بالقول: “لقد نجح اليمين الإسرائيلي المُتطرف على مدى سنوات طويلة جدًا في أن يُنسي الجمهور الإسرائيلي، الفلسطينيين!!؛؛ ولكن في المونديال في قطر جاءت الصدمة، وتذكّر الجميع، بما فيهم الإعلام الإسرائيلي، بأن الفلسطينيين لا يزالون هنا خلف الجدار، وفي قطر الكثير جدًا من الناس الذين يركُلون الكرات، لكن اتضح لنا أن هناك من يَركل الواقع المحرج في، وجوهنا”.؛ وبالتأكيد ما قالته صحافة الاحتلال الصهيوني الغاشم يوضح بما لا يدع مجالاً للشك بأن شعُوب الأمُة العربية، والإسلامية لا يمكن أن تُطبع مع عصابة الكيان الصهيوني الغاصب، وأن فلسطين حاضرة ليس في مُونديال قطر فقط، بل إنها حاضرة في وجدان، وضمير، وقلب، وروح، وعقل كل عربي، ومسلم، وكذلك في وجدان كل الأحرار في العالم؛ وأن هذا الكيان الصهيوني الغاصب الزنديق اللقيط المسخ الذي جاء بطريقة غير شرعية منذُ الحملة الفرنسية الحملة الفرنسية على مصر سنة: ” 1798- 1801 ” بقيادة نابليون بونابرت، بغرض جعل مصر قاعدة استراتيجية لِتكون نواة للإمبراطورية الفرنسية في الشرق، وهو أول من وعد اليهود بإقامة وطن قومي لهم في فلسطين، مقابل دعم أثرياء اليهود لحَملَّتِهِ!!؛ وصُولاً لِمؤامرة مؤتمر سايكس بيكو لِتقسيم الوطن العربي، ومن ثُم جاء إعلان وعد بلفور المشؤوم من المجَحُوم الملعُون بلفور وزير الخارجية البريطاني وذلك في 2 نوفمبر/ تشرين الثاني من عام 1917م؛ لُيولد هذا الكيان العُنصري المسخ القبيح بِالسفاح، وليس بِالنكاح!؛؛ ولذلك فلن يصبح يومًا كيان الاحتلال طبيعياً، أو شرعيًا؛ ولو طبَعَ كُل العالم مَعهُم!؛؛ وإن هذا الاحتلال الصهيوني حاله هو حال الخنزيرُ يبقى خنزيرًا نجسًا غَير طاهر؛ ولن تتلقح فلسطين بغير اللغة العربية، ولن تقبل القسمة، أو التجزئة، ولا التقسيم لأن حيفا مثل يافا، وغزة، مثلُ صفد، وبربرة، وجنين مثل تل الربيع ، وأم الرشراش مثل مدينة القدس المُحتلة، ولا مكان لهذا الكيان المسخ الغاصب الدخيل إلا إلى مزابل التاريخ؛ والأيامُ دُول، ومن يعيش سيرى اندحار، وانكسار، وهزيمة، ودمار، الاحتلال، واستئصال وزوال هذا الورم السرطاني الصهيوني الخبيث من قلب الأمة العربية، والإسلامية.

 لأنها فلسطين كانت تسمى فلسطين، ولازالت تسمى فلسطين، وستبقى تسمى فلسطين، وهي عبق الماضي، والحاضر، والمستقبل الواعد؛ وستبقى حاضرة في كل مكان في العالم؛ كما كانت فلسطين حاضرة في قلب كأس العالم في قطر؛ وانكفأ في قطر واندثر اعلام الاحتلال الصهيوني واندَحَر، أمام فخامة، وضخامة، ووحدِة العالم العربي، والإسلامي وحُبهِم لفلسطين؛ والعالم العربي الإسلامي إن تململ من سُباتهِ، وهَبْ للدفاع عن فلسطين، والمسجد الأقصى المبارك، فإن عصابة الاحتلال سوف تنحسِر، وتخَسَر، وتنكسر، وفلسطين سوف تُسِّرُ، وتتحرر، تنتصر..

المفكر العربي، والإسلامي الباحث، والكاتب الأديب 

   الأستاذ الدكتور/ جمال عبد الناصر محمد عبد الله أبو نحل

  الأستاذ الجامعي عضو نقابة اتحاد كُتاب وأدباء مصر، رئيس المركز القومي لعلماء فلسـطين

  رئيس مجلس إدارة الهيئة الفلسطينية للاجئين، والاتحاد العام للمثقفين العرب في فلسطين

   عضو نقابة الصحفيين بفلسطين ، والاتحاد الدولي للصحافة الالكترونية_ dr.jamalnahel@gmail.com

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

د. ادمون ملحم

د. ادمون ملحم يكتب : الواجب القومي

الواجب القومي د. ادمون ملحم رئيس الندوة الثقافية المركزية “الواجب” هو فعل إلزامي أخلاقي يقوم …