كتب الدكتور محمد صالح الشنطي
تكلم حتى أراك
الاستقواء بالصراخ والتآمر بالادّعاء والتطاول بالصمت
مشهدان بثّتهما الجزيرة : الأول تجمّع المقاومين أمام الباب الشمالي لمدينة البيرة للتصدي لقوات الاحتلال ، والآخر لجمهرة من حاملي اليافطات الذين يطالبون السلطة بالإفراج عن المعتقلين السياسيين ؛ وكان طموحي أن أرى مشهدا ثالثا للناطق باسم الأجهزة الأمنية يوضّح فيما إذا كان المطلوب الإفراج عنهم معتقلين سياسيين أم غير ذلك لأن المشهد الثاني يشوه اللوحة الجميلة للمقاومين ؛ فإن كان هناك ممعتقلون لمجرد أنهم خصوم سياسيون فذلك عيب ، والصمت إقرار ؛ قلماذا يصمت الإعلام الرسمي عن التفسير و التعليل ، ويترك هذا المشهد ليشوّه صورة السلطة الوطنية الفلسطينية و الشعب الفلسطيني أمام العالم ويبرّر للعدو ما يقوم به من اعتقالات يومياً؛ وأي مغزى ترمي إليه (الجزيرة مباشر) من تثبيت المشهدين و تعلن عنهما على خلفية حمراء قانٍ لونها ؟
ثمة فيديوهات أخرى تنهض بتلك المهمة الدعائية المغرضة ، أوضحها خروج أحد الشباب بلباسه العسكري وهو يقود سيارته الفارهة تحت عنوان السلطة الخائنة ؛ لم يُبق و لم يذر من الاتهامات للرئيس أبو مازن بأقذع الألفاظ ؛ وهذا نموذج حيّ لوصول المؤامرة إلى ذروتها باختراق الصف الفلسطيني وتشويه نضالاته ، أين الإعلام الوطني ؟ و لماذا كل هذا الصمت ؟ ولماذا يلوذ الناطقون الرسميون في فتح و الحكومة الفلسطينية بالسكوت ، نحن ندعو إلى تمزيق شرنقة الصمت و الخروج من دائرة الإعلام المغلقة التي تشبه من يتحدث إلى نفسه و يقدم للعالم الصوت الوطني الحر.
قال الحكماء و الساسة المتمرسون : إذا لم تكن المقاومة مهما عظمت التضحيات فيها قائمة على أساس استراتيجية وطنية و معصومة من الاختراقات فإن دماء الشهداء تذهب هدرا ، وتجارب المقاومة الفلسطينية عبرما يقرب من نصف قرن شاهدة على ذلك ، كانت الاختراقات سببا في ما عانته المقاومة منذ انطلاقها عام 1965م وقبل ذلك في الثورات المتتالية التي قامت في وجه العدو وقدمت آلاف الشهداء ، فاعتبروا يا أولي الألباب.
د. محمد صالح الشنطي
5/11/2022