الرئيسية / الآراء والمقالات / محمد جبر الريفي يكتب : وعد بلفور جريمة الغرب الاستعماري الإمبريالي

محمد جبر الريفي يكتب : وعد بلفور جريمة الغرب الاستعماري الإمبريالي

محمد جبر الريفي
وعد بلفور جريمة الغرب الاستعماري الإمبريالي في إطار الصراع التاريخي الحضاري
 
بقلم: محمد جبر الريفي
 
وقع الشعب الفلسطيني ضحية ضمن الصراع التاريخي الحضاري بين الغرب الاستعماري والشرق العربي الإسلامي وقبل صدور وعد بلفور كانت هناك وعود دينية أوروبية لليهود بإقامة دولتهم اليهودية في فلسطين وكان الهدف منها زرع جسم غريب في وسط المنطقة العربية لإضعاف الشرق العربي الإسلامي في مواجهة الغرب الصليبي وقد كانت الحملات الصليبية تتم قديما قبل ذلك ضمن إطار هذا الصراع الحضاري التاريخي وعندما انتهت بفشل أهدافها جاءت حملة نابليون الذي انكسرت أحلامه على أسوار عكا وكان هو الآخر قد استنجد باليهود ودعاهم لإقامة دولتهم اليهودية(المقدسة ) وهكذا فإن بريطانيا ليست الدولة الغربية الاستعمارية الوحيدة التي كانت تدعو اليهود لإقامة دولتهم في بلادنا بل إن فرنسا كانت قد سبقتها ايضا إلى ذلك بتحريض يهود أوروبا على إقامة دولتهم وكل تلك الوعود الدينية الأوروبية لليهود كان مبعثها الصراع الحضاري الديني بين الغرب الذي اعتنق المسيحية الغربية وهي تخالف مسيحية الشرق لخلوها من قيم التسامح والتعايشش بسبب تأثرها بالوثتية الإغريقية والنظرة المادية للحضارة ألرومأنية وبين الشرق الإسلامي غير أن تحول الصراع بعد ذلك بين الغرب والشرق من طابعه الديني إلى طابعه الاستعماري بانهيار الاقطاع السياسي الأوروبي وصعود البرجوازية الأوروبية هو الذي مهد لظهور وعد بلفور الذي كان ترجمة سياسية لوثيقة بانرمان التي أصدرتها بريطانيا والتي تدعو فيها إلى إقامة جسم غريب في قلب الوطن العربي لإعاقة وحدة شعوبه المتجانسة دينيا ولغويا حفاظا على المصالح الاستعمارية. ….قبل 105 عاما من هذا اليوم 2 نوفمبر صدر وعد بلفور الذي أعطى حقا لليهود بإقامة الوطن القومي لهم في فلسطين العربية ارض كنعان وقد سهل الانتداب البريطاني على فلسطين تحقيق هذا الوعد من خلال فتح باب الهجرة لليهود وبذلك تتحمل بريطانيا العظمى حيث كان يطلق عليها هذا الاسم في تلك الفترة المسؤولية الكبرى في جريمة اغتصاب فلسطين وإقامة الكيان الصهيوني على أرضها العربية عام 48 فلولا سياسة الانتداب البريطاني لما قامت دولة (إسرائيل ) ..على بريطانيا اليوم أن تعتذر بشكل رسمي للشعب الفلسطيني على الجريمة الكبرى التي ارتكبتها وان تعترف رسميا بالدولة الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدس الشرقيه على حدود 67 وان تعمل على حل مشكلة الاجئين حسب قرار الأمم المتحدة وهذه مطالب فلسطينية وطنية مشروعة ولكن من غير المتوقع أن تقوم بريطانيا بالعمل بها لأنها لم تتخلص بعد من ماضيها الاستعماري وهي طرف اساسي في المعسكر الرأسمالي الامبريالي العالمي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية الحليف الاستراتيجي للكيان الصهيوني العنصري الغاصب .

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

سفير الاعلام العربي في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية

سري القدوة يكتب : حكومة الاحتلال فوق القانون الدولي

حكومة الاحتلال فوق القانون الدولي بقلم  :  سري  القدوة الأربعاء 24 نيسان / أبريل 2024. …