الرئيسية / الآراء والمقالات / احسان بدرة يكتب : وعد بلفور 105 أعوام.. جريمة العصر المستمرة

احسان بدرة يكتب : وعد بلفور 105 أعوام.. جريمة العصر المستمرة

ناشط سياسي واجتماعي وتربوي
ناشط سياسي واجتماعي وتربوي

وعد بلفور 105 أعوام.. جريمة العصر المستمرة

بحث وكتابة/ إحسان بدره

                                    ناشط سياسي واجتماعي وتربوي 

نص وعد بلفور:

                وزارة الخارجية البريطانية 

                                                         2 نوفمبر 1917م

عزيزي اللورد روتشيلد

يسرني جدا أن أبلغكم بالنيابة عن حكومة صاحب الجلالة التصريح التالي، الذي ينطوي على العطف على أماني اليهود والصهيونية، وقد عرض على الوزارة وأقرته:

“إن حكومة صاحب الجلالة تنظر بعين العطف إلى تأسيس وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين، وستبذل غاية جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية، على أن يكون مفهوما بشكل واضح أنه لن يؤتى بعمل من شأنه أن ينتقص الحقوق المدنية والدينية التي تتمتع بها الطوائف غير اليهودية المقيمة الآن في فلسطين، ولا الحقوق أو الوضع السياسي الذي يتمتع به اليهود في البلدان الأخرى”.

 وسأكون ممتنا إذا ما أحطتم اتحاد الهيئات الصهيونية علما بهذا التصريح.

                                                                المخلص

                                                             آرثر بلفور

مائة عام خمس سنوات على وعد بلفور وزير خارجية بريطانيا الاستعمارية وعدُ من لا يملك إلى من لا يستحق من 2/11/1917_2/11/2022

تلك الجريمة التي صيغت زمن بنرمان الوزير الأول البريطاني في 1905م الى بلفور1917م وزير خارجية بريطانيا. إلى الآن برعاية الأمريكية

هي سياسة بريطانية امريكية استعمارية واحدة تتكامل في جميع مفاصلها ومحطاتها و ضحيتها لازالت ماثلة وتصرخ في وجهة القريب والبعيد تصرخ وجه العالم ونظامه الدولي غير العادل إنها فلسطين المغتصبة و حقوق شعبها الذي بات يربو على ثلاثة عشر مليونا والمقاوم والعنيد الثابت على الحق والصامد في وطنه وفي الشتات ….!

فهي سياسة واحدة و بأدوار متكاملة ونكبة فلسطينية وعربية وإنسانية متجددة. وبهدف واحد تغيير الواقع الجغرافي لفلسطين .

الحقيقة التاريخية لوعد بلفور

أما عن الحقيقة التاريخية الساطعة، وبداية مؤامرة احتلال فلسطين، أُقرَّتْ في مؤتمرٍ عقدَه، هنري كامبل بنرمان، رئيس وزراء بريطانيا، قبل وعد بلفور بأكثر من عشر سنوات، استمر عقد المؤتمر سنتين تقريبا، من عام 1905-1907 اجتمع في هذا المؤتمر ممثلون من ست دول أوروبية، وهي، بريطانيا، فرنسا، بلجيكا، هولندا، إسبانيا، إيطاليا، حضر المؤتمر مختصون في التاريخ، ومفكرون، وباحثون، كان هدفُه الرئيس هو منع “تمدد العرب حول البحر الأبيض المتوسط”

 وخرجوا بالتوصيات التالية:

يجب إبقاء الشعوب العربية جاهلة، متأخرة، مفكَّكة، متناحرة، منع الوحدة بين أجزاء الوطن العربي

وكانت الحكومة البريطانية قد عرضت نص تصريح بلفور على الرئيس الأميركي ولسون، ووافق على محتواه قبل نشره، ووافقت عليه فرنسا وإيطاليا رسميا سنة 1918، ثم تبعها الرئيس الأميركي ولسون رسميا وعلنيا سنة 1919، وكذلك اليابان، وفي 25 نيسان سنة 1920، وافق المجلس الأعلى لقوات الحلفاء في مؤتمر سان ريمو على أن يعهد إلى بريطانيا بالانتداب على فلسطين، وأن يوضع وعد بلفور موضع التنفيذ حسب ما ورد في المادة الثانية من صك الانتداب، وفي 24 تموز عام 1922 وافق مجلس عصبة الأمم المتحدة على مشروع الانتداب الذي دخل حيز التنفيذ في 29 أيلول 1923، وبذلك يمكننا القول إن وعد بلفور كان وعدا غربيا وليس بريطانيا فحسب.

وبهذا الشكل وهذه الموافقة الدولية على الوعد بمثابة الإشارة إلى وعد بلفور في نص وثيقة الاستقلال المعلنة مع قيام دولة إسرائيل، دليلا فصيحا على أهمية هذا الوعد بالنسبة لليهود.

وفعلا تمكن اليهود من استغلال تلك الفرصة الصادرة عن آثر بلفور ذات العلاقة القريبة من الحركة الصهيونية ومن صك الانتداب وقرار الجمعية العامة عام1947 القاضي بتقسيم فلسطين ليحققوا حلمهم بإقامة إسرائيل في الخامس عشر من أيار عام 1948، وليحظى هذا الكيان بعضوية الأمم المتحدة بضغط الدول الكبرى، ولتصبح إسرائيل أول دولة في تاريخ النظام السياسي العالمي التي تنشأ على أرض الغير، وتلقى مساندة دولية جعلتها تغطرس في المنطقة، وتتوسع وتبتلع المزيد من الأراضي الفلسطينية والعربية، وتبطش بمن تبقى من الشعب الفلسطيني على أرضه دون رحمة. 

نتيجة وعد بلفور

أن النكبة الفلسطينية لازالت مستمرة ولازال الشعب الفلسطيني محروما من العودة الى وطنه ومحروما من الحرية والمساواة ومحروما من حقه الطبيعي في تقرير المصير وإقامة الدولة المستقلة اسوة بشعوب العالم.

لتبقى المستعمرة الإسرائيلية لتمثل آخر احتلال على وجهِ وتحظى بدعم الولايات المتحدة والملتزمة بتفوقها على دول الإقليم والمنطقة العربية .

وشعبنا الفلسطيني فلم يستسلم للوعود والقرارات البريطانية والوقائع العملية التي بدأت تفرض على الأرض من قبل الحركة الصهيونية وعصاباتها المسلحة، بل خاض ثورات متلاحقة، كان أولها ثورة البراق عام 1929، ثم تلتها ثورة 1936

لا بد لنا نحن الفلسطينيين أن نعلي الصوت في كل يوم في وجه بريطانيا وأمريكا وفي وجه دولة الاحتلال وفي وجه كل مجرمي العصر من عرب وعجم ومن مطبع ومستسلم وخانع لأمريكا وإسرائيل ونطالب

  بريطانيا بالتكفير عن جريمتها بالاعتذار للشعب الفلسطيني و اعترافها ودعمها حقه في العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود القرار الجريمة (التوصية 181) الخاصة بالتقسيم وتنفيذ (القرار 194) الخاص باللاجئين الفلسطينيين… والزام الكيان الصهيوني (المستعمرة الاسرائيلية) بتنفيذ تلك القرارات الظالمة اصلا والباطلة شرعا ولكن كحد ادنى في هذة المرحلة التاريخية التي يمر بها العالم ….. !

¤ من حق الشعب الفلسطيني كشعب له وحدة سياسية واحدة تمثلها دولة فلسطين العضو المراقب في الأمم المتحدة… التقدم بشكوى تجريم بريطانيا عن وعدها المشؤوم هذا وما نتج عن سياساتها نحو فلسطين اثناء انتدابها عليها من اذى وضرر وقتل ودمار وتشريد الشعب الفلسطيني ومصادرة لحقوقه الطبيعية في وطنه….

ثاتيا: الشكوى ضد الكيان الصهيوني لمحاسبته على جرائمه المستمرة ضد الشعب الفلسطيني واستمرار احتلاله للأراضي الفلسطينية وما نتج عنها من اضرار لحقت وتلحق بالشعب الفلسطيني ومنعه الشعب الفلسطيني من العودة وإقامة الدولة الفلسطينية وفق قرار التقسيم 181للعام 1947م و قرار العودة وفق القرار 194….

¤ مواجهة هذا الصلف والتجبر الصهيوني والتبجح

البريطاني والدعم الامريكي المطلق لسياسة إسرائيل بكل الوسائل وعلى أعلى المستويات وفي كل المحافل القضائية الدولية ومقاضاتهم امامها…..وان ترفع القضايا عليهم بشكل فردي وجماعي من قبل الشعب الفلسطيني…. ومن دولة فلسطين المحتلة…!

¤ كما نؤكد على حق الشعب الفلسطيني في استخدام كافة اشكال المقاومة والنضال وفق ظروفه وامكانياته بما فيها الكفاح المسلح من ان اجل ان ينتزع حقوقه المشروعة في وطنه فلسطين ويضع حدا لهذه النكبة المستمرة و المتناسلة على يد الاستعمار وقواه القديمة والجديدة ومولودها المسخ (المستعمرة الاسرائيلية)وكيانها الغاصب العنصري والفاشي والذي لا يقيم وزنا للشرعية الدولية وقراراتها وقواعدها….

. ولن يضيع حق وراءه مطالب . والشعب الفلسطيني الذي يواصل كفاحه من اجل الحرية والعودة والاستقلال .

 مهما طال الأجل … يرونه بعيدا ونراه قريبا وإنا لصادقون…

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

د. ادمون ملحم

د. ادمون ملحم يكتب : الواجب القومي

الواجب القومي د. ادمون ملحم رئيس الندوة الثقافية المركزية “الواجب” هو فعل إلزامي أخلاقي يقوم …