الرئيسية / الآراء والمقالات / نادرة هاشم حامدة تكتب : اللغة لها روح وإحساس

نادرة هاشم حامدة تكتب : اللغة لها روح وإحساس

نادرة هاشم حامدة

*اللُّغَة لَهَا رَوْحٌ وإحساس 

أ . نَادِرَه هَاشِم حَامِده

إن اللغة ليست جامدة بل إنها ذات روح وإحساس، بها تحتكم العلاقات بين البشر بميزان، فبالكلمة تمتلك القلوب وبالكلمة تؤصد الأبواب، بها تكون الغلظة وبها أيضا جَبْر الْخَوَاطِر من غير أدنى أفعال، فلا تستهينوا إذن بالكلمات، فجبر الخواطر مِن أَعْظَم الْعِبَادَات عِنْدَ الله، وَمَا بَيْنَ جَبْر الْخَوَاطر وَكَسْرِهَا أُسْلُوب مكون من حروف وكَلِمَات تعلموه بإتقان، وإياك أن تَجْعَل من كَلِمَتك كَلِمٌ تكْلِمُ به الناس وتملأهم جِرَاحَات، فاتق أنفاسا مجروحة قد تصعد إلى عدل السماء، ثم ها هي لغتك تَحْرصْ عَلَى الْمعان وتثريك في المعنى الواحد بِكَمٍ وَفِير مِنْ الْمُفْرَداتِ لتساعدك أن تحسن في الكلام الاختيار، إن النقطة بل الحركة فيها تقلب موازين المعان، ودونكم علم القراءات وإن كان علم القراءات في كل اختلاف مع الحركة أو النقطة يثرينا معنا جديدا هو مسد آية جديدة في إعجاز القرآن، أما نحن فالكلام عندنا محسوب بالإحساس ، فلماذا لا نتروى في الكلام حتى لَا تَكُونُ كَلِمَاتنا لِسَامِعِهَا كَأَنَّهَا النازلات، تمهل قبل النطق بالكلمة وَزِنْ المعاني فيها وتأمل الإحساس، وضع نفسك في نفس المقام لتخاطب الناس بما تحب أن يكون إليك به الخطاب، واعلم أن الكلمة قبل أن تخرج من فيهك أنت مالكها، فإن خرجت أصبحت ملك للناس، وممكن أن يقاضوك عليها وتدفع من كرامتك وحب الناس الحساب، فأحسن إلى نفسك وإلا وجدت ما لا يحمد عقباه، فهل الحروب والخصومات إلا تقع بكلمة و بمثلها يتم الانفضاض.  

لَاحَظ معي هَذِهِ الْكَلِمَاتِ إنها متشابهات  

👇👇👇👇👇 

حرح 《 حرح 》 حرح 

أَنْظُرُ مَاذَا ستفعل بِهَا النِّقَاط 

👇👇👇👇👇 

حَرَج 》جرح 》خرج 

إن النُّقْطَة أحرجت ثُمَّ جرحَتْ ثُمَّ أَخْرَجْت فكيف بالكلمة الغليظة ماذا تفعل بالناس؟ مؤكد إنها تحرج و تجرح ثُمّ تُخْرِجُ مِنْ دائرة المودة و المعرفة إلى الكره والعداء، وَكَثِير هُمْ الذين خَرَجُوا مِنْ أيدلوجياتنا إلَى أخرى مُغَايِرَةٍ بِسَبَب الْغِلْظَة والجفاف بَعْدَ أَنْ انْهَارَت أَمَامَ أَعْيُنِهِمْ القدوات بفظاظة الكلمات ليتهاووا في أنفسهم كَأبراج مِنْ الْوَرِقِ ظنوها عاليات، كل هذا بتأثير الكلمات، فلماذا لا نراعي ما أودعت اللغة في ألفاظها من إحساس، ثم ها هو إلهك العظيم عز وجل يعلم نبيك صلى الله عليه وسلم كيف بالرحمة من الكلام ، تكون الدعوة إليه قال تعالى : 

” *فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنْ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْت فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حولك*”

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

سفير الاعلام العربي في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية

سري القدوة يكتب : حرب الإبادة الجماعية والأزمات الداخلية الإسرائيلية

حرب الإبادة الجماعية والأزمات الداخلية الإسرائيلية بقلم  :  سري  القدوة الخميس 28 آذار / مارس …