عضو نقابة اتحاد كُتاب، وأدباء مصر
رئيس ومؤسس المركز القومي لعلماء فلسـطين
عضو نقابة اتحاد كُتاب، وأدباء مصر رئيس ومؤسس المركز القومي لعلماء فلسـطين
الرئيسية / الآراء والمقالات / د جمال ابو نحل يكتب : حَلالُهَا حّسِابَ، وحَرامُهَا عَذاَب

د جمال ابو نحل يكتب : حَلالُهَا حّسِابَ، وحَرامُهَا عَذاَب

عضو نقابة اتحاد كُتاب، وأدباء مصر رئيس ومؤسس المركز القومي لعلماء فلسـطين
عضو نقابة اتحاد كُتاب، وأدباء مصر
رئيس ومؤسس المركز القومي لعلماء فلسـطين

حَلالُهَا حّسِابَ، وحَرامُهَا عَذاَب

يَقصدُ العبدُ المُحِبُ التائبُ الأواب باب الحبيب الرَحَبِ الرحِيبْ، راجيًا رحمةَ رَب العباد التُواب الوهَاب الغفَّار لمن رجع، وأناب؛ بعدما اشتعل الرأسُ بالشيب؛ فما خاب من استغفر، وقال يا رب هَبْ لنا من لدُنكَ رحمةً، واغفر لنا الذنوب، وتُبْ علينا لنتُوب يا تَوابَ، فلقد ذَهَبَ ريعانُ الشاب، ومر العمرُ بِنا مرور السَحاب، والقلب معلوم بِكثَرة تَقلُبهِ، فهو مُتقَّلِبْ، ويَتَقَلبُ؛ فيا مُقَّلِبْ، القلوب ثبت قلوبنا على دينك حتى المنقلب؛ فيا أيها الأحباب نحيا اليوم في زمانٍ صعبٍ، فيه المتاعِبُ، والِصعاب والاغترابُ، والاقتراب، والعتَاب حتى بين بعضِ الأحباب. 

في هذا العالم الغريب العجيب تّجِد أهلُ الحُبِ، وأهلُ الحرب، والحِراب، وتجد العمارٍ، والخراب ومن والسراب، وحَبيب فارقنَا تحت أطباق التُراب!؛ والمؤمن يُصابُ بالنَصبَ، ويَغَضِّبِ، وتَتَعبَ الَأعَصَابَ من شدة الهُموم، ويشعر بِالتعب، والوصَب؛ وقد يُذِّنِبْ!؛ لكنهُ سرعان ما يُعاتِّب نفسهُ، ثم يتوب ويَنقلبُ عائدًا لربهِ مُنيبْ، بعدما ارتكب أوزارًا، وأصَابَ بعضًا من الذُنوب الصعاب؛ لكنهُ صاحب قلبٍ مخمومٍ أواب!!..

 فالسعيد مَنْ كلما إذا عصى استغفر، وتاب، وأناب، وأمن، وعمل الصالحات، وطَابَ، ولو بعدما كَّبُرْ وشَاَبَ راجيًا أن يُسَتَجَاب لهُ بكل رِحاب من ربٍ سَمِّيعٍ مُجِّيِبٍ؛ وظَّنهُ لن يَخيب، بعدما عاد، وتاب وأناب، وصَار مُستقيمًا لا يَفَعلَ غير الصواب؛ وليس في ذلك الأمرِ استغراب، ولا العجب العُجابْ!. والجنة طاَبَت، وتَطّيَبتَ لمن حَاسب نفسهُ قبل يومِ المئابِ، والحِسِاب، وابتعد عن التفاخر بالحسبِ والنسبِ، وتصدق، واقترب؛ وكل شيء يتقلب، وسينقلب إلى نهاية المُنقَلبَ؛ من التُرابِ إلى التُراب. ونحنُ الصَبُ المُصاب بالوصب مما صَابَ، وأصَابَ، وأُصِّيِبْ من مَصََّبٍ مَصَبُّوبٍ مُصابٍ مكبُوبْ، ومنَكُوبَ من مَصَائِّبَ كبائر الذنوب، ولكنهُ عبدٌ أواب مُحبٌ لربه، رجِع فأناب، واستغفَر كثيرًا، وتاب.

 فالدُنيا حلالها عَرضٌ للحِساب، وحَرامها سَببٌ من أسَبابٌ العذاب بعد الحسَِّاب!؛ فاعتبروا يا أولى الألباب؛ ولذلك كُنْ في الدُنيا كأنك غريب، ولا تعتدى على حق غريبٍ أو قريب؛ وكُنْ لِلسائِل مُجِّيِبَ ومن المسكين، والفقير قريب، وللمُتقِّينَ خيرُ حبيب، وللِمنكُوب كالطبيب، ولليَتِّيمِ كالماءِ المسكُوب كما كان الحبيب الصادق المصدوق المحبوب، طبيب القُلوب المُطبَبَ، وفي رب العبادِ مُحبٌ، ويُحّبِبْ ويُقرب ولِفعلِ الخيرِ مُحِّبٌ، ويُحَبِبَ؛ رسول طَاهرٌ عاطرٌ طَّيِبْ، بل إن الطِّيِبْ يَتَطيبُ من جمال عَرقِ طيِِّب النبي الطَيب، طَابَ، حيًا، وطاب ميِتًا، وطاَبت به طَيَبَة، وتطَيَّبَتَ من أنواره العرب، والغرَب؛ فطَاب وما خاب من صلى عليه؛ ومن قال دائمًا يا رب، تُبَ علينا إنك أنت التواب، الوهاب، وأكرمنا بِمُرافقة النبي، والأصحاب الأحباب؛ و يا رب اصرف عنا كل الصعاب، ولا تجعلنا كمن اِرتَد على الاعقاب. وابعد عنا سُودُ القلوب ممن هُم كَالغُرابِ، وكالعقاربِ، والذئاب، والذُبَاب، والأذناب!؛ واعصمنا من الشياطين الأَشَّرِ من الدوَاب!. 

وختامًا فإن الدنيا كلها سرابٌ في سرابٌ، وأخِرتها إلى التُراب، ومفارقةُ الأهلِ، والأحباب، ولو كنت الزعيم المُهّيِبِ، والبطل الرهيب!؛ فالكل سوف يقف بين يدي الرقيب الحسيب للحِساب؛ ثم إما إلى العفو من مناقشة الحساب، وِدخول الجنة، وحسن الثواب، والمئاب من عند التواب، الوهاب، أو تَخَطِّفُك كلاليبُ جهنم لِلعذاب، ولبئس المصير، وأشد العِقاب، والتقلب في النار، وحرق الأجساد وسوء المُنقلب!؛ فيا ربِ أدخلنا الجنة دون سابقةٍ حِسابٍ، أو عذاب، أو حساب، ومرافقة سيد الأحباب.    

 الباحث، والكاتب، والمحاضر الجامعي، المفكر العربي، والمحلل السياسي

الكاتب الأديب الأستاذ الدكتور/ جمال عبد الناصر محمد عبد الله أبو نحل

عضو نقابة اتحاد كُتاب وأدباء مصر، رئيس المركز القومي لعلماء فلسـطين

رئيس مجلس إدارة الهيئة الفلسطينية للاجئين، عضو مؤسس في اتحاد المدربين العرب

رئيس الاتحاد العام للمثقفين والأدباء العرب بفلسطين، والمُحاضِّرْ الجامعي غير المتُفرغ

عضو نقابة الصحفيين الفلسطينيين، وعضو الاتحاد الدولي للصحافة الالكترونية 

dr.jamalnahel@gmail.com

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

عمر حلمي الغول

عمر حلمي الغول يكتب : نواقص القرار الاممي

نبض الحياة نواقص القرار الاممي عمر حلمي الغول بين مد وجزر على مدار 171 يوما …